هل حزب الله يريد حقا أن يهاجم.. هآرتس

الساعة 08:59 م|10 ديسمبر 2018

بقلم

عملية "درع الشمال" يرافقها كما هو متوقع كشف نوايا حزب الله الهجومية ضد اسرائيل ونشر السؤال الهام: كيف يتم ابعاد تهديد الصواريخ الدقيقة لحزب الله. وهناك سؤالين لم يتم سؤالهما والجمهور لا يطلب تفسير لهما وهما: على ماذا يتمركز الصراع الاسرائيلي – اللبناني؟ الذي بسببه يجب على اسرائيل أن تستعد ضد حزب الله، وكيف يمكن منعه؟.

إن تاريخ النزاع الاسرائيلي العربي يدل على أنه بشكل عام الجانب العربي لم يقم بخطوة عميقة ضد اسرائيل بدون سبب جيد من وجهة نظره وبدون أن يكون للعملية هدف واضح. هذه القاعدة تسري ايضا على حزب الله تحت القيادة البراغماتية لحسن نصر الله. ولكن فكرة أن عرب معينين يميلون الى تدمير اسرائيل هي فكرة متجذرة جدا، وتم اخذها كنقطة انطلاق لا يتم نقاشها طالما أن الجمهور لا يسأل، ومن يشكلون الرأي العام لا يكلفون انفسهم عناء الشرح له ما هو مصدر العداء بين اسرائيل ولبنان.

ليس فقط أنه من غير المطلوب حل لغز دوافع حزب الله لمهاجمة اسرائيل، بل يكفي أن المنظمة تعرض كمبعوثة لايران. واذا فكرنا أنه توجد لايران مصلحة في تسخين المنطقة، فسنستنتج أن حزب الله يمكن أن يهاجم على اعتبار أنه يخدم راعيته.

نحن نعزو لحزب الله ما عزته الصحافة العربية والسوفييتية لاسرائيل، وبصورة مدحوضة – كونها ذراع تنفيذي للولايات المتحدة. كان من الصعب عدم تمييز الشرارة التي توجد في أعين الخبيرين الأمنيين، اللذين تمت استضافتهما في الاسبوع الماضي في الاستوديوهات، عندما كشف في هذا اللقاء حديث مضى عليه اكثر من ثلاثين سنة، تحدث فيه نصر الله الشاب عن تحويل لبنان الى جزء من الجمهورية الاسلامية بقيادة ايران.

هكذا فان تشويه هذه الرؤية يرتبط بتجاهل التغيير الذي تطور في تحول حزب الله من منظمة عصابات تعارض وجود اسرائيل في جنوب لبنان الى حزب سياسي كامل له ذراع عسكري. وهكذا فانه توجد لحزب الله شراكة في المسؤولية السياسية تجاه المواطنين في لبنان. لذلك، هناك احتمال ضئيل جدا بأن يبادر الى عملية هجومية ضد اسرائيل. اسرائيل التي رئيس اركانها هو من وضع نظرية استخدام القوة غير المتزنة ضد كل حي مدني تم اطلاق الصواريخ منه على اسرائيل، الامر الذي سيتسبب بدمار كبير للبنان الذي تتم اعادة اعماره. يجب ايضا التذكر بأنهم ينسبون لنصر الله افكار بشأن أنه لم يتوقع بشكل صحيح رد اسرائيل على اختطاف الجنود الذي أدى الى اندلاع حرب لبنان الثانية.

من هنا فان العد التنازلي لحرب لبنان الثالثة يتم طرحه كأمر محتم. اذا لم يكن هناك سؤال عن الخلاف بين اسرائيل ولبنان، فهم لا يسألون ايضا ما هي الوسائل التي توجد لدى اسرائيل لتسوية هذا الخلاف بالطرق الدبلوماسية، وحينئذ تحويل كل تحد لحزب الله وحتى زيادة قوته العسكرية، الى أمر غير شرعي، قبل أي شيء في الساحة الداخلية اللبنانية. وكما جاء في "هآرتس" في السابق، فان الاتصالات مع لبنان من اجل تسوية الخلافات جرت حتى قبل اندلاع حرب لبنان الثانية، لكن المستوى السياسي في اسرائيل لم يستغل هذه الفرصة. في السنوات الاخيرة امتدت الخلافات ايضا الى مسألة الحدود البحرية التي في سياقها يمكن للدولتين القيام بعمليات التنقيب عن الغاز. ولكن القيادة لا يطلب منها تقديم تقرير للجمهور عما تفعله من اجل منع الحرب.

في هذه الظروف لم يبق سوى احداث فشل مميز آخر، الذي يميز السياسة العسكرية في اسرائيل: تنفيذ التهديد من اجل ازالته. أي، مهاجمة لبنان (أو دفع حزب الله للهجوم) من اجل ازالة تهديد الصواريخ، الذي ليس هناك تأكيد بأنه سيتم تحققه. عندها وضع السكان في اسرائيل تحت هجوم الصواريخ.

أيضا عن هذا لا يطرحون الأسئلة.

كلمات دلالية