بالصور في غزة: خبز ناشف على "حبل الغسيل"

الساعة 11:02 ص|09 ديسمبر 2018

فلسطين اليوم

عندما تدخل لمنزل السيدة الأربعينية أم جهاد الأعرج في أحد أحياء محافظة خانيونس جنوب قطاع غزة، لا تجد ملابس مبلولة منشورة على الحبل، بل تُفاجئ أن خبزاً للطعام منشوراً على أحبال الغسيل المنتشرة في بيت متهالك جدرانه، في محاولة لتنشيفه، لاستخدامه فيما بعد.

فهذه السيدة تعتمد في حياتها على تجفيف الخبز لبيعه، كوسيلة لتدبير معيشتها، في ظل أوضاعها المعيشية والاقتصادية المأساوية.

الأعرج (45 عاماً)، تسكن في بيت أقل ما يمكن أن يوصف بأنه غير قابل للسكن الآدمي، فيه غرفتان فقط، ويضم عائلتها المكونة من زوجها وأبنائها الـ8، بالإضافة لزوجة ابنها وحفيدتها.

وتعيش الأعرج التي تعاني من أمراض الضغط والسكري، مع زوجها المريض بالتهاب الكبد ويعاني كذلك من تضخم الكبد، ويحتاج لعلاج يومي مُكلف، حيث لا يعمل، ويعتمدون على مخصصات الشؤون الاجتماعية التي لاتكفي لتلبية شؤون منزلها، كما تعتني بابنة ابنها المريضة أيضاً من تضخم في الكبد كجدها.

وتبدأ أم جهاد نهارها مبكراً، حيث تجمع فتات الخبز المنتشرة في كل مكان، والتي يرسلها الجيران لها، كما يجمع أولادها ما تبقى من فتات من المدارس التي يتعلمون فيها، مساعدة منهم لوالدتهم التي تعمل من أجلهم.

وتوضح لـمراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أنها تعمل في هذا العمل منذ سنوات طويلة لتأمين لقمة عيش لأولادها في ظل مرض زوجها وعدم قدرته على العمل، وعدم كفاية مخصصات الشؤون التي تذهب جلها للديون المتراكمة عليهم بسبب الأدوية والتنقل بين المستشفيات بسبب مرض زوجها وحفيدتها.

وتضيف الأعرج، أنها تجميع الخبز الناشف ليس دوماً لبيعه وتأمين لقمة عيش لهم، بل أحياناً تضطر للقيام بصنعه كطعام لأولادها في ظل الظروف الصعبة التي يعانون منها، وضنك العيش.

وتشير إلى أنها تقوم ببيع أكياس الخبز الناشف على الجيران ممن لديهم طيور وحيوانات بيتية، حيث لا يزيد سعر الكيس عن 15 شيكل فقط، وفي الغالب 10 شيكل فقط، لا تكفي لسد احتياجات البيت.

وتعاني الأعرج من وضع اقتصادي صعب، حيث بيتها المتهالك الذي يكشف عورة عائلتها خلال فصل الشتاء على وجه الخصوص، حيث يغمره الأمطار، ويلحفهم البرد القارس.

وتطالب الأعرج كافة المؤسسات المعنية والتي تهتم بالعوائل، النظر لحالها وحال زوجها وبيتها خاصةً أنها تعاني من عدم وجود الغاز لأوقات كثيرة في بيتها، فضلاً عن عدم قدرتها على توفير الطعام والماء العذب لأولادها.

ويبحث سكان قطاع غزة، عن مصادر دخل بكل الطرق والوسائل، في ظل صعوبة الحياة وقلة فرص العمل، بعد أن فقد القطاع الاقتصادي أعمدة كثيرة من أوجه العمل، كالمصانع والورش والمحلات.

ويعاني سكان قطاع غزة، من حصار مشدد منذ 12 عاماً، زاد من معدلات الفقر والبطالة، في ظل انعدام أفق لتحسين الأوضاع المعيشية والاقتصادية جراء استمرار الحصار والانقسام في قطاع غزة.

وقد أصدر جهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني تقريرا "مُرعبا" عن معالم الفقر في فلسطين 2017، حيث أظهرت البيانات أنّ انتشار الفقر مرتفع لدرجة مذهلة في قطاع غزة، وأنّ ما  يقارب ثلث السكان (29.2%) في فلسطين يعيشون دون خط الفقر الوطني في العام 2017، وأنّ ما يزيد عن نصف سكان قطاع غزة (53%) يعانون من الفقر.

وفي تقرير للبنك الدوليّ أشار إلى أنّ الضفة الغربية وقطاع غزة، تحتل المرتبة الأولى عربياً في نسبة البطالة خلال العام 2017، وهي من النسب المرتفعة عالمياً، كما أصدرت منظمة العمل الدولية ILO تقريرا بذات المضمون والنتيجة، أشارت فيه إلى تَصَدُّر فلسطين جميع الدول العربية في معدّلات البطالة.

by Abed Zagout

خبز ناشف (1)خبز ناشف

خبز ناشف (5)
خبز ناشف (4)
خبز ناشف (3)
خبز ناشف (2)
 

خبز ناشف (12)
خبز ناشف (11)
خبز ناشف (10)
خبز ناشف (9)
خبز ناشف (8)
خبز ناشف (7)
خبز ناشف (6)
خبز ناشف13






 

كلمات دلالية