اجتمع رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، مساء اليوم الإثنين، في لقاء وصف بـ"العاجل" في بروكسل، مع وزير الخارجية الأميركية، مايك بومبيو، في إطار الجهود الإسرائيلية للضغط على لبنان كي تمنع حزب الله من إقامة مصانع صواريخ دقيقة على أراضي لبنان.
وبحسب موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فإن نتنياهو طلب من بومبيو أن ينقل رسالة إلى لبنان مفادها أنها "إذا لم توقف تسلح حزب الله، فإن "إسرائيل" ستضطر لفعل ذلك بنفسها"، علما أن "إسرائيل" كانت قد بعثت برسالة مماثلة إلى لبنان عن طريق فرنسا.
وجاء أن اللقاء تقرر الأسبوع الماضي، وكان من المفترض أن يتم بعد غدٍ، الأربعاء، إلا أنه بسبب جنازة الرئيس الأميركي الأسبق، جورج بوش الأب، تم تقديم موعد اللقاء، وتقرر أن يكون في بروكسل بسبب زيارة بومبيو للمدينة في إطار قمة دول حلف شمال الأطلسي.
وبحسب التقرير، فقد رافق نتنياهو كل من رئيس الموساد يوسي كوهين، ورئيس المجلس للأمن القومي مئير بن شبات، وسكرتيره العسكري.
كما جاء أن مجرد عقد اللقاء في بروكسل لأن نتنياهو لا يستطيع إجراء المحادثة عبر الهاتف "يؤكد على أهمية اللقاء ومدى كونه ملحا".
ونقل عن مسؤول "إسرائيلي" قوله إنه بحسب تقديره فإن الحدث عن "لقاء ذي أهمية كبيرة جدا".
وكان نتنياهو قد صرح قبل أن يتوجه إلى بروكسل بأنه سيجري لقاء مهما مع وزير الخارجية الأميركي، وأن اللقاء سيتمحور على سلسلة من التطورات في المنطقة، والطرق التي سيتم اتباعها لوقف "عدوانية إيران والقوى التابعة لها في الشمال، إضافة إلى مواضيع أخرى".
من جهته اعتبر المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، أن السفرة الاستثنائية لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إلى بروكسل، أنها محاولة إسرائيلية لتفعيل القناة السياسية، بسرعة، لمعالجة "مشكلة أمنية متصاعدة في لبنان".
وبحسبه، فإنه لو كان الحديث عن محادثة تنسيق تمهيدا لعملية عسكرية فورية، فعلى الأرجح أن نتنياهو كان سيكتفي بإيفاد أحد العناصر المهنية، رئيس الموساد أو رئيس الاستخبارات العسكرية، لإجراء محادثة مع نظيره الأميركية، وبالتالي فلن يعلن عنها في وسائل الإعلام.
ورجح الكاتب أن نتنياهو يقوم بـ "تفعيل الساعة السياسية"، حيث أن سفرته بمثابة إشارة، على شكل تهديد، إلى إيران ولبنان وحزب الله، بواسطة الأميركيين، وربما الفرنسيين أيضا، بأن هناك "ضرورة ملحة لمعالجة المشكلة قبل أن تدرس "إسرائيل" استخدام وسائل عسكرية".
وأشار في هذا السياق إلى التحذيرات "الإسرائيلية" من إقامة مصانع أسلحة إيرانية على أراضي لبنان. كما ذكر خطاب نتنياهو في الجمعية العامة للأمم المتحدة، في أيلول/سبتمبر الماضي، والذي ادعى فيه أنه يكشف عن ثلاثة مواقع كهذه تستعد فيها إيران وحزب الله لتطوير دقة الترسانة الصاروخية لدى الأخير.
ولم يستبعد المحلل العسكري أن تكون "إسرائيل" "قلقة من التطورات الأخرى المحتملة، وبضمنها إعادة ثقل نشاط حزب الله من سورية، مع تراجع الحرب فيها، إلى الجبهة المباشرة مقابلها في جنوبي لبنان، وتغييرات أخرى في انتشار حزب الله في المنطقة".
وبحسب هرئيل، فإن السؤال الذي يواجه الحكومة الإسرائيلية والمجلس الوزاري المصغر هو حول ما "إذا كان يجب المخاطرة في المدى القريب من خلال شن هجوم يؤدي إلى حرب، أم معالجة خطر بعيد، مثل مشروع السلاح".