الحفاظ على الزخم مع القارة السوداء -إسرائيل اليوم

الساعة 05:01 م|30 نوفمبر 2018

فلسطين اليوم

الحفاظ على الزخم مع القارة السوداء -إسرائيل اليوم

بقلم: يعقوب عميدرور

(المضمون: بعد زيارة رئيس تشاد الى اسرائيل وبعد زيارة رئيس الوزراء الى افريقيا، ينبغي الامل في أن يحفظ الزخم، وان تجد اسرائيل الوسائل التي تجعل هذه الزيارات خطوة اولى في حملة اقتصادية واسعة وعميقة - المصدر).

في بداية طريقها بذلت اسرائيل جهودا لتحقيق علاقات مع الدول الافريقية. كان في هذا لازمة قيمية – ان نكون "نورا للاغيار"، وايديولوجية – مساعدة للدول التي تحررت لتوها من عبء الاستعمار، وكانت هذه استراتيجية – اقامة علاقات مع دول بعيدة عن اسرائيل، في محاولة تجاوز الحصار الاقليمي الذي فرض على دولة اسرائيل. مع الايام، وفي أزمة الازمنة لم تصمت العلاقات مع بعض من هذه الدول في مواجهة الضغط العربي.

كان يبدو قبل بضع سنوات انه حان الوقت لتغيير ذلك. وكانت الارضية ناضجة، لان اسرائيل وقعت على معاهدات سياسية وصارت لها علاقات رسمية مع الاردن ومصر. وفي السنوات الاخيرة عملت دول عربية لم يكن لها اتفاق مع اسرائيل على عقد منظومة علاقات غير رسمية معها، احيانا تحت الطاولة، ولكن كان ذلك ايضا تعابير علنية.

هكذا مثلا: سمحت السعودية لشركة هندية للسفر فوقها في طريها الى اسرائيل، والمزيد من الاسرائيليين يتجولون في امارات الخليج. تدور شائعات عديدة عن تعاون عسكري بين اسرائيل ودول مختلفة، وهناك اقوال واضحة من رجال الاعلام او "مسؤولين سابقين" في الخليج وفي السعودية بوجوب تحسين العلاقات مع اسرائيل. كل هذه اوضحت بان اسرائيل تتقدم في علاقاتها مع العديد من الدول العربية في المنطقة.

وفي هذا الوقت حاولت اسرائيل اقامة جسور جديدة او اضافية مع دول افريقيا. اتذكر نقاشا قيل فيه انه يجدر باسرائيل ان تستثمر 100 مليون دولار في افريقيا اكثر مما في وسائل قتالية اخرى، لانه بمال غير كثير يمكن العودة الى الايام الفاخرة ما بعد قيام الدولة. وحقا، في انفاق غير كبير بالنسبة لناتجها القومي، يمكن لاسرائيل أن تقدم لدول عديدة في افريقيا مساعدة تدفع الى الامام بدول القارة اقتصاديا، اجتماعيا وعسكريا، ومرغوب في هذا الترتيب.

لاسرائيل توجد ثلاث مصالح:

المصلحة السياسية. ترغب اسرائيل في التأثير على سياسة تصويت هذه الدول في الامم المتحدة وفي المؤسسات الدولية. في افريقيا 54 دولة. واذا بدأت تصوت مع اسرائيل، أو للاسف تمتنع عن التصويت ضدها، فان وضع اسرائيل في الساحة العالمية سيتغير ايجابا.

المصلحة الاقتصادية. افريقيا هي سوق نام، وكلما كانت اسرائيل مرتبط بالحكومات هناك سيكون أسهل على الشركات الاسرائيلية الاستثمار والفوز بالعطاءات هناك. صحيح ان دول غير قليلة نشطة في افريقيا منذ الان، ولكن لا يزال لاسرائيل عدة مزايا، بفضل طبيعة رجالها وحقيقة أنها دولة صغيرة وغير مهددة، بخلاف القوى العظمىى العاملة في القارة بكثافة.

المصلحة القيمية. هام للاسرائيليين ان تساهم دولتهم للانسانية، ولا سيما اذا فعلت ذلك في اماكن وفي مواضيع يمكنها أن تدفع الى الامام بوضع المواطن الصغير ووضع اولئك الذين يوجدون في ادنى السلم الاقتصادي.

من أجل تحقيق النتائج هناك ضرورة لزيارات الزعماء. فمن اجل تحويل الحلم السياسي الى فعل، تحتاج الدولة الى اجهزة تعرف كيف تنفذ المهام المختلفة وتستثمر المال، وفي المرحلة الاولى غير قليل منه.

في اسرائيل يعمل "قسم التعاون الدولي" في وزارة الخارجية على تقديم المساعدات الى الدول الاجنبية. يجب تعزيزه وجعل هذه الجهود ذات اولوية على طاولة رئيس الوزراء. كما ينبغي أن تعتبر هذه ميزانية "استثمارا" يؤدي الى نتائج، اقتصادية وسياسية.

بعد زيارة رئيس تشاد الى اسرائيل وبعد زيارة رئيس الوزراء الى افريقيا، ينبغي الامل في أن يحفظ الزخم، وان تجد اسرائيل الوسائل التي تجعل هذه الزيارات خطوة اولى في حملة اقتصادية واسعة وعميقة. سياسة فهيمة في افريقيا يمكنها أن تعزز العلاقات ايضا مع اوروبا، التي ترى في افريقيا مخاطر غير قليلة – ولا سيما بسبب الهجرة من هناك، ولكن ترى فيها فرصا ايضا – بصفتها سوقا هامة، قريبة وعاطفة في اوروبا وموردة هامة للمواد الخام والطاقة.

كلمات دلالية