فيل­ في محل للفخار- معاريف

الساعة 05:18 م|29 نوفمبر 2018

فلسطين اليوم

فيل­ في محل للفخار- معاريف

بقلم: شموئيل روزنر

(المضمون: في اقواله عن التواجد الامريكي في الشرق الاوسط ألحق الرئيس ترامب ضررا بأمن اسرائيل - المصدر).

مس الرئيس الامريكي دونالد ترامب امس بامن اسرائيل. مس لا بأس به. مس مؤسف. على أي حال، لم يقصد ذلك. لقد سبق لترامب أن اثبت لا مرة ولا مرتين بانه يرى في اسرائيل دولة صديقة تستحق الثقة. ومع هذا، ما قاله عن تواجد الولايات المتحدة في الشرق الاوسط يجب أن يقلقنا. يجب أن يقلقنا مرتين. مرة – لان ترامب يشكك بالحاجة الى التواجد الامريكي في المنطقة. وامن اسرائيل يعتمد بقدر كبير على تواجد الامبراطورية الامريكية الرادع. ومرة اخرى – لان ترامب يخدم كبار اعدائنا. اولئك الذين سيسرهم القفز على الادعاء بان دما امريكيا سفك بسببنا.

يجدر بنا أن نلاحظ بكل المدى ما قاله الرئيس في المقابلة مع "واشنطن بوست". ليس في الصيغة المختصرة، بل في الصيغة الكاملة. اساس اقواله تتعلق بالسعودية، وعلى سؤال لماذا يصر على الا يعاقبها على قتل الصحافي في اسطنبول. وها هي اقواله:

"هذه منطقة قاسية من العالم. هذه منطقة خطيرة، قاسية من العالم. ولكنهم كانوا حلفاء رائعين. لولاهم لكانت اسرائيل في مشاكل اكبر بكثير. نحن بحاجة الى وزن مضاد لايران. انا اعرفه. انا اعرفه جيدا، ولي العهد. وبالمناسبة، لم اعقد ابدا صفقات معهم، ولا اعتزم ابدا عقد الصفقات معهم. لا يهمني ابدا. انها لوظيفة هامة جدا ما أفعله في هذه اللحظة. آخر شيء يهمني منها هو عقد الصفقات مع الاشخاص. انا اعقد الصفقات من اجلنا فقط. احد قال، وبالفعل، ربما يستثمرون في احد اعماله. الجواب هو لا. ولكني اعتقد ان هذا جد جد مهم مواصلة العلاقات. هذا جد مهم ان تكون السعودية حليفا، اذا كنا نريد أن نبقى في هذا الجزء من العالم. الان، هل نحن سنبقى في هذا الجزء من العالم؟ سبب واحد لعمل ذلك هو اسرائيل. النفط بات اقل فاقل سببا، لاننا ننتج الان نفطا أكثر من أي وقت مضى. اذن، انتم تعرفون، فجأة يصل هذا الى النقطة التي لا تعود فيها ملزما بان تبقى هناك".

كما أسلفنا، هذا مس بأمن اسرائيل. هذه اشارة لاعداء الولايات المتحدة بانهم اذا اصروا بما يكفي، اذا جبوا ثمنا عاليا بما يكفي، يحتمل أن تكون لهم فرصة لطرد الامريكيين. هذه اشارة لاعداء اسرائيل بانهم اذا جبوا ثمنا عاليا بما يكفي، فانهم لا يهزون فقط التصميم الامريكي على البقاء في الشرق الاوسط – بل على الطريق سيكسبون ايضا الاضرار بصورة اسرائيل. الامريكيون هم حلفاؤنا الحقيقيون؛ ليس الادارة الامريكية – بل الشعب الامريكي. ادارة تذهب وادارة تأتي، ولكن تأييد الجمهور الامريكي يستمر. تأييد يلزم الاحزاب والمنتخبين ايضا في ان يأخذوا اسرائيل بالحسبان. هذا التأييد سيتشقق اذا توصل الامريكيون الى الاستنتاج بان اسرائيل هي السبب لتواجد جيشهم في الشرق الاوسط. هذا التأييد سيتشقق اذا توصلوا الى الاستنتاج بان الدم والمال الامريكيين يسفكان لحماية دولة أجنبية، مهما نالت من عطف.

لقد حرصت اسرائيل دوما على ان تشرح للامريكيين بانها ستدافع عن نفسها، بواسطة جيشها وجنودها. اسرائيل تطلب من أمريكا التأييد السياسي والاسناد الاستراتيجي من القوة العظمى، ولكن ليس الدفاع المباشر. هي لا تطلب ان يعرض الطيارون الامريكيون انفسهم للخطر من أجلها. هي لا تطلب ان ترابط وحدات امريكية على حدودها. عمليا هي تعارض ذلك. عندما طرحت هنا وهناك اقتراحات كهذه، بشكل عام في سياق اتفاقات سلام تستدعي مشاركة قوة دولية، فهمت اسرائيل بان هذا فخ. فقد شخصت انه في اليوم الذي يقتل فيه ضابط امريكي على الحدود الاسرائيلية، سيبدأ الانزلاق في منحدر التأييد الامريكي. دعكم، قال غير قليل من القادة الاسرائيليين لوزرائهم الامريكيين. عمل الامن نقوم به بأنفسنا.

ترامب، على طريقته، دخل الى محل الفخار بخطى فيل. وهو بالتأكيد لم يقصد ذلك. بالتأكيد لم يفكر في ذلك. سئل عن السعودية – بدأ يتحدث عن الشرق الاوسط. سئل عن صفقاته الخاصة مع السعودية – فجند لحمايته اسرائيل. قد يكون حقق المنفعة لنفسه. اسرائيل هي اداة دعاية جيدة في الجدال على علاقات امريكا والسعوديين. اما لنا فقد الحق هذا ضررا. وليس بالضرورة هامشيا. وبالذات من فرح بشكل عام لسياسته، ينبغي أن يعترف بهذا باستقامة.

 

كلمات دلالية