خبر حكم هنية كحكم صدام / معاريف

الساعة 11:46 ص|13 يناير 2009

بقلم: يوسي احيمئير

(المضمون: المشهد الذي ننشد رؤيته في غزة: جنود الجيش الاسرائيلي يمتشقون من احد الخنادق رجلا ملتحيا وخطيرا، مسؤولا اكثر من أي شخص آخر عن اندلاع هذه الحرب، التي يديرها الجيش الاسرائيلي بنجاعة، بمسؤولية، بحذر وانطلاقا من الاحساس بالرسالة – المصدر).

        هيا نضع الامور مباشرة على الطاولة: طالما نسمع بان "الصواريخ سقطت هذا الصباح في ..." فمعنى الامر ان حملة "رصاص مصهور" لم تحقق بعد هدفها الرئيس.

        دعاية العدو بثت على مدى ثماني سنوات بان النار كانت "انتقادا لـ" او "ردا على"، ودعاية اسرائيل غفت في اثناء الحراسة. ربما لان سديروت وبناتها كانت بعيدة عن قلب قادة الدولة الماكثين في مكاتبهم في القدس. العالم التقط الرسالة الحماسية، ولم ينهض ليتظاهر على قتل مدنيين اسرائيليين دون ذنب اقترفوه. وعلى أي حال برزت هذه السخافة بعد الانسحاب من القطاع واقتلاع المستوطنات العبرية.

        لاسبوعين ونصف تتواصل نار الصواريخ المستمرة بينما يعمل الجيش الاسرائيلي في القطاع. دليل على أن حماس لم تتعلم بعد درس "رصاص مصهور". حتى الان لم ينطلق صوت واحد من داخل القطاع ضد الحكم الارهابي الذي سيطر على مليون ونصف عربي (واسرائيلي واحد – جلعاد شليت)، جعلهم رهائن في يديه، اوقع عليهم الموت، الدمار والخراب. مليون ونصف من السكان المنغلقين في منطقة القتال، ممن رفعوا "ديمقراطيا" حماس الى الحكم، يدفعون لقاء ذلك ثمنا باهظا للغاية.

        صحيح حتى يوم امس وقفت الحكومة جيدا في وجه الضغوط الدولية والداخلية. ربما لانه من خلف الكواليس الدبلوماسية يوجد من يشجع اسرائيل على انهاء المهمة التي بدأت بها متأخرة لشهور وسنين. يمكن للمرء أن يكون واثقا ومتأكدا من أن احدا لا في امريكا ولا في بضع دول اوروبية، مع كل مظاهر اللا سامية تجاهنا والرأفة تجاه الحكم الاجرامي في غزة، لن يأسف اذا ما تحطم حكم حماس وهكذا وضع حد لهذا الفرع الايراني الخطير على حدود اسرائيل ومصر. يبدو أنهم في القدس يعرفون شيئا عن هذا الموقف الخفي.

        ومع ذلك، فان عنصر الوقت هو الان اكثر حرجا مما كان في الايام الاولى من القتال. الضغط العسكري يجب أن يكون هذا الاسبوع اشد، كي تتقلص الصواريخ المنطلقة، كي لا تقع لا سمح الله مصيبة كبيرة في احدى بلدات اسرائيل التي تتلقى بصبر (حاليا) الصواريخ. واضافة الى ذلك، فبعد نحو اسبوع سنقف امام حكم جديد في واشنطن من شأنه أن يمنع عنا النصر التام.

        ولكن ليس فقط انهاء النار سيعتبر النصر المنشود. تصفية بعض من اصحاب الاسماء المعروفة لكل مواطن في اسرائيل وعلى رأسهم اسماعيل هنية ايضا. فعلى مدى كل فترة طغيانه تحدى شعب اسرائيل، هددنا بوقاحة، سمح بالنار دون تمييز ونكل بابناء شعبه ممن لم يوافقوا على الحكم الحماسي في غزة. والان ينبغي له أن يدفع الثمن.

        استخباراتنا لا بد تعرف اين يختبىء هذا الارهابي ورفاقه، ممن يطيعون كلمة الحكم اللا سامي في طهران. من لا يتذكر صورة القبض على صدام حسين على ايدي جنود جيش الولايات المتحدة. هذا هو المشهد الذي ننشد رؤيته في غزة: جنود الجيش الاسرائيلي يمتشقون من احد الخنادق رجلا ملتحيا وخطيرا، مسؤولا اكثر من أي شخص آخر عن اندلاع هذه الحرب، التي يديرها الجيش الاسرائيلي بنجاعة، بمسؤولية، بحذر وانطلاقا من الاحساس بالرسالة.