بالصور نابلس تضئ احتفالاً بمولد النبي محمد

الساعة 10:34 م|20 نوفمبر 2018

فلسطين اليوم

كما كل عام عمت الاحتفالات مدينة نابلس شمال الضفة الغربية هذا اليوم، ذكرى المولد النبوي الشريف، وهي الطقوس التي حافظت المدينة عليها منذ مئات السنين، ففي كل حارة وزقاق وبيت في البلدة القديمة من المدينة وفي أسواقها التي امتدت إلى خارج البلدة القديمة، ومحلاتها تلاحظ هذه الاحتفالات التي تنفرد بها نابلس عن غيرها من مدن فلسطين.

وعلى مدار يومي (يوم أمس الاثنين واليوم) زيّن أهالي المدينة شوارعها ومحالها التجارية بالمصابيح والفوانيس الورقية والإعلام التي كتب عليها " لا إله الا الله ... محمد رسول الله"، لتبدأ مراسم هذا الاحتفال، كما كل عام، منذ صبيحة اليوم ولا تنتهي حتى أخره ليشكل عيدا شعبيا للأهالي وللزائرين للمدينة من خارجها أيضا.

ويعود تاريخ الاحتفال بالمولد النبوي الشريف من فترة الحكم العثماني للمدينة، وهو ما رافق ظهور الجماعات الصوفية وتركزها فيها، فمعظم العائلات النابلسية تنتمي لفرق صوفية منذ ذلك العصر وحتى الأن، وهو ما جعلها تحتفظ بعاداتها الاحتفال بهذه المناسبة، دون غيرها من المدن الفلسطينية.

وتقوم العائلات بتزين منازلها والأسواق، وتعد الحلويات وخاصة "حلوى النبي" (من الحليب و السكر و النشا تزيين بالصنوبر، والتي تصنعها السيدات في البيوت ويقمن بتوزيعها على الجيران و الأقارب، إلى جانب توزيع الحلويات في الشوارع وعلى المارة، وأهمها حلاوة القرع التي اشتهرت بها المدينة، كما تقوم المؤسسات الرسمية في المدينة بتزيين كافة مداخلها بالمصابيح المضيئة.

ففي البلدة القديمة من المدينة، لا يخلو مدخل أي محل تجاري في هذا اليوم من طبق كبير يحتوي على حلويات " المولد" أمامه ليقوم المارة بتنازل منه، إلى جانب الأناشيد التي تصدح في المحال، وصراخ الباعة وطلبهم من المارة ب" الصلاة على رسول الله".

وعند العصر تأخذ هذه الاحتفالات صفة العلنية عندما تبدأ فرق الإنشاد بمسيرها في أزقة البلدة القديمة، ومحيطها وتجوب وسط المدينة، وهي تحمل الرايات والبيارق ويقوم أفرادها بالقرع الطبول والدفوف والغناء الأناشيد والمدائح النبوية، يتقدمها شيوخ الطرق الصوفية ينشدون " طلع البدر علينا".

وتمتاز مدينة نابلس بوجود هذه الفرق عن غيرها من المدن الصوفية في فلسطين، وأهمها "أحباب المصطفى" و"فرقة عدة الشيخ نظمي" (نسبة لأحد مشايخ الصوفية في نابلس وهو نظمي عوكل) وهي عبارة عن رايات صوفية وآلات موسيقية من النحاس والمعدن، حيث تخرج هذه العدة من الجهة الغربية للبلدة القديمة حيث الزاوية الصوفية الخاصة بهذا الشيخ، وينتظرها الأهالي كل عام لمرافقتها حتى وسط المدينة.

وبعد هذا المسير يلتقي الأهالي في باب الساحة " برج الساعة" حيث تبدأ هذه الفرق بالأناشيد الدينية والمدائح النبوية، وتوزيع العصائر " غالبا عصير الخروب والليمون"  وتوزيع الحلويات ( الملبس) على الحاضرين، حتى المغرب، لتنتهي بتنازل " الكنافة النابلسية و التي يقوم التجار بتوزيعها على المشاركين في الاحتفال.

وفي السنوات الأخيرة، باتت هذه الاحتفالات لا تقتصر على أهالي المدينة، وإنما على المئات الذي يحضروا خصيصا من القرى المحيطة والمخيمات، وحتى المدن القريبة ومدن الداخل الفلسطيني، وتجري هذه الاحتفالات برعاية وتنظيم من وزارة الشؤون والأوقاف الإسلامية.

 

كلمات دلالية