عندما استيقظ بنيامين نتنياهو في أحد الايام.. هارتس

الساعة 02:44 م|18 نوفمبر 2018

عندما استيقظ بنيامين نتنياهو في أحد الايام

 

بقلم: اسحق ليئور

 

(المضمون: عندما يتحول بنيامين نتنياهو على حشرة فان الشعب الذي يحبه يمر بنفس التحول ويصبح حشرات تصفق له - المصدر).

 

في بداية العام 1968 قرب الحاكمية العسكرية في غزة التقيت مع صديق قديم من المظليين، تربى مثلي على احداث الحرب العالمية الثانية من الافلام: اقتحام ابواب في الليل، جر متهمين، تعذيب. "أمر يثير الاشمئزاز"، همس "مثل النازيين"، للحظة سررت بسماع المقارنة. هكذا ايضا شعرت، يا للخجل، عندما وقفنا في الليل قرب الحاكمية العسكرية في العريش، بعد ليلة اعتقالات. في الاعلى كانوا يعذبون شخص ما. لقد وقفنا صامتين ونحن نسمع الصراخ. من "نحن"؟ الآن نحن أبناء السبعين سنة وأكثر.

 

المقال السياسي الاول لي نشر في صحيفة الطلاب في جامعة تل ابيب في العام 1971، عنوانه الذي كان يشير الى المقارنة "لا تقولوا لم نعرف، الآن انتم تعرفون"، هذا المقال لم يجلب لي مؤيدين في حرم الجامعة، حتى قبل أن رفضت الخدمة وتحولت الى كاره كبير لاسرائيل. التأنيب تعلق بغزة واعمال القمع التي سمعت عنها من فيكتور سغلمان، مبعوث صحيفة "نوفل اوبزرفاتور".

 

المقال نشر قبيل مظاهرة "سيح" (يسار اسرائيلي جديد) امام فندق "شيراتون"، حيث خطبت هناك غولدا وصرخنا "غزة، غزة، غزة". ايضا انا اعتقلت وتم جري على الشارع ورافقتني الى سيارة الشرطة نيلي، وهي صديقة جيدة حتى الآن. في سيارة الشرطة تم ضرب افيهو من كيبوتس مغين. بعد ذلك اندلعت حرب 1973. نيلي اصبحت ارملة وأفيهو قتل في الحرب. في المحكمة تمت ادانتنا، كنا 14 شخص، هذا حتى قبل الحرب. الحروب والعمليات كثيرة القتلى، ايضا كتبت عنها الكثير. ولا في أي مرة نجحت في رؤية الكتابة السياسية مقطوعة عن النشاط. تعبت. لا اشارك سوى في مناظرة متواصلة (مع وضد) إن لم يكن في معركة متجالدين، وفي كل مرة كان الشعور هو: لمن أكتب؟ صديق شاب شرح لي بأنني ما زلت اعيش في القرن العشرين. سقراط إبن السبعين كان سيجيبني: "كغريب أنا على اسلوب الحديث الجاري هنا". وأنا يمكنني أن اقتبس من قصيدة لي "الدجاجة مفضلة على الانسان، النقر بدون حديث في الجرح النازف" (مدينة الحوت، 2004).

 

في كل سنة في تشرين الثاني ارسل مقالي الاخير لتلك السنة وافتح مكتبة جديدة للسنة القادمة بعد اجازة كانون الاول. هذه السنة لم افتح مكتبة. في الـ 15 شهر الاخير ومن كثرة الملل كان حاضرا المضمون غير السياسي للعمل في المحيط. بدأت في الكتابة في الفيس بوك. اجزاء هاشتاغ "أبويئير"، في مركزها دائما بيبي متخيل، يختلف عن كل بيبي آخر. انا اذهب اخيرا للتقاعد مع احد هذه المقاطع.

 

"عندما استيقظ نتنياهو ذات يوم من احلامه اكتشف انه تحول في فراشه الى حشرة كبيرة. انتظر في فراشه حتى وصول عمال المنزل، وهؤلاء لم يلاحظوا، وعلى كل حال امتنعوا من قول أي كلمة له، مهما كانت جيدة أو سيئة، مدير المكتب قرأ امامه جدول الاعمال اليومي، قبل جلسة الحكومة سجل الكليب اليومي الذي ارسله للقناة الثانية، ولأنه لم يكن متأكدا اذا كان عماله والمصورين وعامل التنظيف يقولون له الحقيقة، عندما هتفوا له، ذهب الى المرأة: حشرة كبيرة. في المساء كان بانتظاره تجمع كبير. زوجته تيلا كانت عند امها المريضة، في المساء خطب في تجمع في قيساريا على المسرح القديم. لقد كان في قمة تجليه. لقد رفع سيقانه، الشعب اصغى اليه وصفق حتى وهو يتحدث اللاتينية، كما يبدو، وقد أحبوه، وغنوا له بيبي حشرة اسرائيل، بعد ذلك "حشرة اسرائيل" تنتمي لشعب اسرائيل، ليس لي حشرة اخرى. الجمهور عاد الى البيوت ولديه سيقان طويلة سداسية. وكأن ضربة جراد هاجمت المدينة. رئيس الاركان اتصل مع بيبي في الليل وقال له "أنا مستقيل، يا بيبي، عندما استيقظت في الصباح من احلامي الوردية اكتشفت أنني تحولت الى حشرة كبيرة". بيبي هدأه وقال له "صديقي، هكذا يأتي الخلاص. هل كل شيء جاهز؟"، وتحدثا عن لقاء. رئيس الشباك ايضا اتصل وقال إنه يجب أن يستقيل. بيبي سأله "كم رجل لك؟"، في نهاية الامر الشعب كله مر بتحول وزحف في اعقاب رئيس الحكومة. ايضا التحول. كافكا كان مبالغا". ليحل السلام.