ثمن التجلد فقدان الرع.. اسرائيل اليوم

الساعة 02:40 م|18 نوفمبر 2018

ثمن التجلد:

فقدان الرع

بقلم: اوري هايتنر

(المضمون: وقف نار؟ تسوية؟ بالتأكيد نعم. ولكن فقط من موقع الردع. ومن أجل استعادة الردع، كان ينبغي ضربهم - المصدر).

ظهر يوم الثلاثاء جاء في الاخبار بان منظمات المخربين في قطاع غزة أعلنت بان الرسالة لاسرائيل من ناحيتهم انطلقت: اذا اوقفت النار، فسيكون الهدوء. ويشرح المحلل بانه ينبغي التعاطي مع ذلك كحرب نفسية. ولكن الكابنت، لشدة العجب، أخذ بالرسالة ووافق على وقف النار.

ان هذه الوقاحة هي نتيجة مباشرة للاشهر الثمانية الاخيرة، التي تآكل فيها الردع الاسرائيلي بشكل فضائحي. فاربع سنوات ونصف منذ الجرف الصامد، تمتع سكان النقب الغربي بهدوء لم يشهد له مثيل منذ العام 2000. فقد نجح الردع. ولكن في 30 اذار أعلن الفلسطينيون عن "مسيرة العودة"، العملية المتواصلة التي تتضمن مسا يوميا بالجدار الحدودي، القاء العبوات الناسفة، الزجاجات الحارقة والقنابل اليدوية نحو اسرائيل على اساس يومي، التخريب للجدال والتسلل الى اسرائيل ودرة التاج – ارهاب الحرائق، التي رغم التسمية المحببة لها كـ "طائرات ورقية" او "بالونات" فقد أحرقت حقوقا زراعية واحراشا طبيعية بحجوم هائلة. أما حكومة اسرائيل ففضلت احتواء كل هذا والتجلد.

ما كان لدولة طبيعية ان تسمح بمثل هذا الاغتيال لسيادتها. كان ينبغي لاسرائيل أن توضح من اللحظة الاولى: حكم "الطائرة الورقية" الحارقة – كحكم الصاروخ. وخلية اطلاقها ستباد مثلما تباد خلية اطلاق الصواريخ.

ولكن حكومة اسرائيل قررت الاحتواء، والاحتواء سحق الردع. بعد اكثر من أربع سنوات ونصف عادت الصواريخ؛ اسرائيل ردت، وعندها وافقت على وقف النار. ليس وقفا شاملا للنار، بل وقف نار الصواريخ وهجمات الجيش الاسرائيلي. وهكذا نقلت دولة اسرائيل رسالة واضحة: الحروقات مسموح بها؛ مسموح للمخربين ان يحرقوا النقب الغربي، على الا يطلقوا الصواريخ.

واصل الردع التآكل، ومرة اخرى وقف نار ليس وقفا للنار، وجولة اخرى، وهلمجرا... حتى هجمة 470 صاروخ على بلدات الجنوب الاسبوع الماضي.

كان يمكن أن نتوقع من الحكومة أن تضع حدا لتآكل الردع. كان علينا أن نوجه لمنظمات الارهاب ضربة تلحق بهم دمارا وخسائر بالجملة. ضربة تدفع حماس لان تستجدي وقف النار – الحقيقي، المطلق، بعيد المدى. بدلا من ذلك ومثل الماضي، قرروا القواعد ونحن جررنا.

لقد شرح رئيس الوزراء بصدق رغبته في منع الحرب. وبالفعل، من المتوقع من الزعيم أن يفعل كل ما في وسعه كي يمنع الحرب او يؤجلها على الاقل قدر الامكان. ولكن السبيل الى ذلك هو الردع.

ان تآكل الردع يشجع العدو، يعزز جسارته ويقرب الحرب. لو كنا نرد على "الطائرات الورقية" الحارقة الاولى وكأنها صلية صواريخ، لقضي على الظاهرة وهي في مهدها. اما التجلد فجلب علينا في الاشهر الاخيرة نحو ألف صاروخ. هذا العجز يلاحظه حزب الله وايران ايضا. الاحتواء في الجنوب من شأنه إذن ان يشعل الشمال ايضا.

وقف نار؟ تسوية؟ بالتأكيد نعم. ولكن فقط من موقع الردع. ومن أجل استعادة الردع، كان ينبغي ضربهم.