"جحيم عسقلان" يحمل رسائل عدة للاحتلال فما هي؟

الساعة 08:57 م|17 نوفمبر 2018

فلسطين اليوم

تميزت المعركة الأخيرة بين فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة والاحتلال الإسرائيلي بقوة ودقة وكثافة النيران الصاروخية التي سقطت داخل الغتصبات الإسرائيلية لا سيما في مدينة عسقلان المحتلة وما تركته من أضرار جسيمة في مباني المستوطنين.

ووفقاً لموق "يسرائيل هيوم" فإن الخسائر الاسرائيلية التي اصابت المستوطنات بفعل صواريخ المقاومة الفلسطينية فاق التوقعات، حيث تضررت نحو 317 شقة سكنية في "غلاف غزة" منها 286 في مدينة عسقلان وحدها، كما تضررت 81 مركبة منها 36 في عسقلان.

ويرى محللون سياسيون أن كثافة الصواريخ التي سقطت على مستوطنات "غلاف غزة" وخاصة مدينة عسقلان المحتلة أجبر "إسرائيل" على سرعة وقف اطلاق النار مع المقاومة لما تحمله الصواريخ من رسالة قوية للمستوطنين الإسرائيليين بأن جيش الحرب لم يعد قادرا على وقف القوة الصاروخية لفصائل المقاومة.

وكان محلل عسكري إسرائيلي قال: "أطلقت فصائل المقاومة نحو 460 صاروخاً في يوم ونصف خلال المعركة الأخيرة وهو رقم قياسي منذ اطللاق الصواريخ من قطاع غزة عام 2001.

يٌشار إلى أن سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي بثت مساء السبت، رسالة مصورة لـ"صاروخ بدر" الذي حول مدينة عسقلان المحتلة إلى جحيم خلال المعركة الأخيرة مع الاحتلال الإسرائيلي، وأكدت السرايا أنها تعد إسرائيل بالمزيد إن تجرأ للعدوان مرة أخرى إلى قطاع غزة.

صاروخ بدر أو صاروخ جحيم عسقلان الذي أأطلقته سرايا القدس يحمل رأساً تفجراً قوياً ومدمراً وفقاً لما بثته سرايا القدس في فيديو مقتضب كرسالة إلى "إسرائيل".

محللان سياسيان وأخر عسكري أكدوا لـ"فلسطين اليوم"، أن فيديو سرايا القدس يحمل رسائل متعددة ومهمة للاحتلال الإسرائيلي سواء للمستوطنين أو للجيش او لقادته السياسيين بأن المقاومة وعلى رأسها سرايا القدس قادرة على تحمل المسؤولية والدفاع عن أبناء شعبنا.

وأوضح المحللون بأن إطلاق عدد كبير من الصواريخ على المستوطنات الإسرائيلية يدلل على أن المقاومة وسرايا القدس تمتلك ترسانة صاروخية كبيرة ودقيقة وذات قوى تدميرية هائلة.

الكاتب والمحلل السياسي حسن لافي يرى، بأن الفيديو الذي نشرته سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي مساء السبت يحمل رسائل عدة ومهمة ويؤكد بأن السرايا على قدر المسؤولية لحماية أبناء شعبنا الفلسطيني من أي اعتداء إسرائيلي.

وقال لافي لـ"فلسطين اليوم الإخبارية": "إن أولى رسائل سرايا القدس هو أن صاروخ بدر أو صاروخ (جحيم عسقلان) هو تصنيع محلي، فرغم الحصار على غزة إلا أن السرايا وباقي فصائل المقاومة طورت سلاحها وزادت من القوى التفجيرية للصواريخ إضافة إلى زيادة مدى الصواريخ ودقة اصابتها".

وأكد لافي، على أن تطور سرايا القدس والمقاومة للصواريخ محلية الصنع سيغير الموازين الاستراتيجية في الفكر العسكري الإسرائيلي ليدفعه إلى التفكير ألف مرة قبل توجيه ضربة إلى المقاومة في غزة.

وأشار إلى أن استخدام سرايا القدس لكثافة النيران يدلل على عدم خوفها أو خشيتها من نفاذ الترسانة الصاروخية التي تمتلكها وهذا يؤثر على دور القبة الحديدية التي أثبتت فشلها في وقف صواريخ المقاومة.

ولفت إلى أن الرسالة الأهم من فيديو جحيم عسقلان، هو أن السرايا قادرة على حماية شعبها وان اختيار قصف عسقلان يدلل على أن السرايا لا تريد توسيع دائرة النيران رغم قدرتها على ذلك خاصة لامتلاكها منظومة صواريخ متطورة.

وشدد لافي أن ما تركته سرايا القدس في نهاية الفيديو من رسالة مكتوبة ورسالة مرئية بتصوير صاروخ لم يدخل الخدمة خلال المعركة الماضية يؤكد بأن المقاومة اليوم في مرحلة الدفاع عن النفس وليست الهجوم رغم امتلاكها القدرة، مبيناً ان قادة الاحتلال تلقوا رسالة قصف عسقلان جيداً لذلك سارعوا للقبول بوقف إطلاق النار مع المقاومة في غزة.

من جهته أكد الخبير العسكري اللواء واصف عريقات أن ما عرضته المقاومة الفلسطينية بشكل عام من خلال الفيديوهات يحمل رسائل متعدد للمجتمع الإسرائيلي وللجيش وللقادة السياسية بأن المقاومة تمتلك قدرات عسكرية عالية وكبيرة في الميدان.

وأشار إلى أن الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة أزعجت إسرائيل كثيراً خلال المعركة الماضية، مؤكداً أن سلاح الوحدة الفلسطينية سلاح قوي يعزز من معنويات الشعب ويقوي العلاقات بين فصائل العمل الوطني كما أنها تعطي نتائج إيجابية في الميدان.

من جهته يرى الكاتب والمحلل السياسي الدكتور ثابت العمور، أن رسالة سرايا القدس من خلال عرض الفيديو هي رسالة تكاملية للعمل العسكري التي تقوم به من خلال بث الخوف والرعب في قلوب المستوطنين وقادتهم".

وقال "ما عرضته السرايا من صواريخ محلية الصنع يدلل على أن لديها منظومة صاروخية متطورة ودقيقة لم تستخدم بعد وما يوجد في جعبتها سيفاجئ الجميع".

وأوضح أن الفيديو يحمل ثلاث دلالات ورسائل مهمة للاحتلال أولها أن سرايا القدس تمتلك ترسانة عسكرية وصاروخية لم يكن لدى إسرائيل علم بها وهذا تفوق أمني نوعي واستخباراتي، أما الرسالة الثانية للفيديو هو أن سرايا القدس لم تستخدم ما أعلنت عنه سابقا من صواريخ لكنها استحدثت صواريخ جديد غير مسبوق واستخدمتها لتفاجئ بها العدو، أما الرسالة الثالثة وهي أن إسرائيل اليوم امام قوة تدميرية كبيرة جداً وهذا باعتقادي ما دفع إسرائيل للقبول بالتهدئة بشكل سريع".

 

كلمات دلالية