فلننزع سلاحهم.. يديعوت

الساعة 10:54 م|14 نوفمبر 2018

فلسطين اليوم

بقلم: سيفر بلوتسكر

(المضمون: حماس وملحقاتها لن يرفعوا علما ابيض فقط حيال اسرائيل، ولكنهم سيرفعونه حيال سكان مستاءون، ضغط دولي وسلطة فلسطينية حازمة مسنودة من العالم العربي. هذا هدف قابل للتحقق).

بدأت حماس طريقها كجمعية خيرية دينية وكحزب مدني – اسلامي، والى هناك هي ملزمة بان تعود. وبالتالي، فان هدف اسرائيل في المواجهة معها يجب أن يكون نزع سلاحها وعلائم الحكم على الارض.

قد يبدو الهدف غير معقول ولكنه واقعي. فقد وافق البريطانيون على التسوية مع التنظيم السري الايرلندي فقط بعد أن نزع هذا سلاحه. وفي ختام الحرب الاهلية الطويلة في كولومبيا وقعت المنظمة الثورية فارك على اتفاق مع الحكومة تضمن نزع سلاحها ومشاركتها في الانتخابات كحزب.

وفي اسرائيل، حل بن غوريون البلماخ والتنظيمات السرية لانه فهم بانه في الدولة لا مكان للجيوش الخاصة. اما اليوم، فان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بالذات يفهم هذا جيدا، افضل منا: فهو مستعد للتسوية مع حماس فقط شرط أن تنزع هذه سلاحها وتكف عن أن تكون دولة في داخل الدولة الفلسطينية المستقبلية. الشرط ذاته طرح بعد حرب لبنان الثانية على حزب الله، ولم يتحقق. ويعود مصدر الازمة الحالية في لبنان الى المواجهة المحتمة بين الدولة وبين منظمة عسكرية ترغب في التحكم بها. ونزع سلاح حماس كفيل بان يكون نموذجا للبنانيين.

عندما تنكشف في المستقبل الوثائق عن المداولات الداخلية في قيادة الحكم عندنا، ستظهر منها صورة اعطاء أولوية لسياسة فرق تضعف: استعداد لدفع ثمن المواجهات في الجنوب مقابل الانقسام الفلسطيني بين الضفة وغزة.

ابتداء من العام 2009 سمحت حكومات اسرائيل لحماس بان تتثبت كصاحبة السيادة في القطاع على أمل خفي في أن تقسم سيطرتها الامة الفلسطينية الى الابد، وبذلك تشطب عن جدول الاعمال المطالبة بالدولة. وكانت النتيجة هدامة بالنسبة لنا، ولا سيما لسكان الجنوب: فقد اصبحت حماس جيشا مسلحا يهدد اسرائيل باسرها.

حين يكون هدف نزع سلاح حماس في غضون فترة زمنية قصيرة نسبيا، على رأس الاستراتيجية الاسرائيلية تجاه غزة فان الخطوات السياسية، الاقتصادية والعسكرية ستنبع منه. مثل هذه السياسة معناها عمليا الاقتراح على حماس ما يلي: تريدون مساعدة دولية؟ فقط بعد أن تنزعوا سلاحكم. تريدون رفع الحصار وفتح الحدود؟ انزعوا سلاحكم. تطويرا للبنى التحتية؟ انزعوا سلاحكم. تسوية؟ شريطة ان تعيدوا السلاح الى السلطة الفلسطينية وتقبلوا بسيادتها.

ان حماس وملحقاتها لن يرفعوا علما ابيض فقط حيال اسرائيل، ولكنهم سيرفعونه حيال سكان مستاءون، ضغط دولي وسلطة فلسطينية حازمة مسنودة من العالم العربي. هذا هدف قابل للتحقق. رئيس الوزراء قال انه لا يريد حربا زائدة الان. وأنا لا اريد أن ابقي لاطفالي واحفالي حروبا محتمة في المستقبل.