الانقلاب في البرازيل جيد لإسرائيل. هآرتس

الساعة 10:34 م|14 نوفمبر 2018

فلسطين اليوم

الانقلاب في البرازيل جيد لإسرائيل. هآرتس

بقلم: موشيه آرنس

(المضمون: انتخاب بولسونرو رئيسا للبرازيل يشكل انقلاب نجح فيه اليمين في ازاحة حزب العمال عن الحكم، وهو الحزب الذي قام بفتح سفارة للفلسطينيين في برازيليا ورفض تعيين سفير اسرائيل بسبب أنه يعيش في مستوطنة).

البرازيل، الدولة الاكثر اهمية في جنوب امريكا، انتخبت رئيس جديد هو زاير بولسونرو. هذه دولة غنية بالموارد، وهي الاقتصاد الثامن من حيث حجمها في العالم، والتي عانت طوال سنوات من الفساد والازمات الاقتصادية. البرازيل هي مثال بارز على الادارة الحكومية الفاشلة، والشعب في البرازيل أوضح أنه يريد التغيير. المسؤولون عن سنوات الفساد تم ابعادهم. دلما روسف، التي اقسمت الولاء كرئيسة في 2015 تم عزلها في آب 2015 من قبل البرلمان في البرازيل بعد أن قدمت في شباط 2016 ضدها دعوى قضائية.

امام بولسونرو تنافس في الانتخابات فرناندو هداد من حزب العمال الذي حل محل روسف. ادارة روسف سمحت للفلسطينيين بفتح سفارة في العاصمة برازيليا. وحافظت على علاقات وثيقة معهم. ورغم ذلك فان رفض البرازيل للموافقة على تعيين داني ديان سفيرا لاسرائيل في البرازيل، وهو من سكان كرنيه شومرون، كان مفاجئا. إن المصادقة على السفير من قبل الدولة المستضيفة هو حقا جزء من البروتوكول الدبلوماسي، ولكنه يعتبر بشكل عام عملية رسمية فقط. في حالة ديان الامر لم يكن كذلك، البرازيل رفضت التعيين بسبب أن ديان يعيش في مستوطنة.

اسرائيليون كثيرون اتخذوا هم ايضا خطوة استثنائية وتوجهوا لحكومة البرازيل، حتى قبل الاعلان عن رفض التعيين، بنداء لرفضه. من بينهم كان وزراء اسرائيليون سابقون، الذين في فترتهم خدموا باخلاص حكومة اسرائيل دون علاقة بالهوية السياسية للحكومة التي عينتهم. ليس معروفا اذا كانت توصياتهم لحكومة البرازيل أثرت على قرارها النهائي.

لم يتبق امام اسرائيل أي خيار. قامت بالغاء التعيين لديان، وارسلت مكانه يوسي شيلي، الذي صودق على تعيينه من قبل حكومة البرازيل، في حين أن ديان يعمل الآن قنصلا عاما لاسرائيل في نيويورك. يمكن الافتراض أن حادثة كهذه لم تكن لتحدث في عهد الرئيس الجديد بولسونرو. وكما كان بالامكان التوقع، فان انتخاب بولسونرو واجه انتقادات كثيرة، وليس فقط في البرازيل. الكثير من منتقديه وصفوه بالشعبوي على شاكلة الرئيس الامريكي ترامب. مثل هذا الانتقاد أسمع ايضا في اسرائيل، وليس معروفا حتى الآن اذا كان بولسونرو سينجح في التغلب على الفساد المستشري في بلاده، وأن يحول اقتصاد البرازيل الى اقتصاد ليبرالي. وهما المهمتان اللتان وضعهما لنفسه. السؤال من ناحيتنا هو هل هو جيد لاسرائيل.

حتى الآن الدلائل تشير الى أن علاقة اسرائيل بالبرازيل ستتغير نحو الافضل. بعد 13 سنة من حكم لولا دي سلفا ودلما روسف يبدو أنه سيحدث في هذا الموضوع تغيير اساسي.

أحد تصريحات بولسونرو الاولى تناول نقل سفارة البرازيل الى القدس. حتى الآن فقط حفنة من دول وسط امريكا حذت حذو الولايات المتحدة ونقلت سفاراتها الى القدس. نقل سفارة البرازيل من شأنه أن يغير بصورة دراماتيكية هذا الواقع.

بولسونرو سبق وتحدث مع بنيامين نتنياهو، ورئيس الحكومة يخطط للمشاركة في حفل أدائه للقسم. يمكن ايضا توقع أن يقوم بولسونرو بزيارة القدس.

انشاء علاقات من هذا النوع مع احدى الدول الكبرى في العالم يمكن أن يعزز بشكل كبير مكانة اسرائيل في اوساط شعوب العالم. ليس هناك شك بأن الانقلاب في البرازيل هو جيد لاسرائيل. ونحن نأمل أن يكون ايضا جيدا للبرازيل.