بين احتفالات القطاع واحتجاجات المستوطنين..

تقرير غزّة تُقفل صفحة التصعيد الحالية بإنتصار عسكري ومعنوي وتُحرج الاحتلال

الساعة 11:08 ص|14 نوفمبر 2018

فلسطين اليوم

تُثبِت المقاومة الفلسطينية نفسها من جديد بترسيخ معادلتها "القصف بالقصف والدم بالدم"، بعد اتساع دائرة التصعيد العسكري بين المقاومة والاحتلال "الإسرائيلي"، وتكبيد الأخير خسائر بشرية ومادية وأخرى على الصعيد السياسي الداخلي.

الغرفة المشتركة للمقاومة فاجأت جيش الاحتلال بنوعية الرد العسكري، وأربكت حسابات قادة الاحتلال "الإسرائيلي" وأظهرت تخبطه بفرض المقاومة الفلسطينية موقفها بوقف العدوان على القطاع.

واندلعت مواجهة عسكرية كبيرة بين المقاومة والاحتلال "الإسرائيلي" عقب تسلل قوة عسكرية "إسرائيلية" لقطاع غزة مساء الأحد الماضي، ما أدى لاستشهاد نحو 14 مواطناً وإصابة 25 أخرين بجراح مختلفة، بينما قُتل إسرائيليان اثنان وجُرح أكثر من 100 مستوطن بجراح مختلفة جراء رد المقاومة على جريمة الاحتلال.

"تخبط إسرائيلي"

المحلل العسكري "واصف عريقات"، قال إن عمليات محاولة التسلل الفاشلة لداخل غزة واستهداف الباص بالكورنيت وصاروخ عسقلان الجديد، أظهر مدى التخبط "الإسرائيلي" في الرد على المقاومة، مشيراً إلى أن استهداف الاحتلال للمباني والتجمعات السكنية في قطاع غزة، يُؤكد إفلاس قادة جيش الاحتلال.

"تهدئة على مضض"

وأضاف عريقات خلال حديثه لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": "أن هذا الهدنة مشكوك بها، فقادة الاحتلال تلقوا درساً قاسياً ويشعرون بالإهانة ويتبادلون الاتهامات عقب الإخفاقات في ردع المقاومة في غزة، وينتظرون فرصة سانحة لاستعادة هيبتهم أمام الجمهور الإسرائيلي".

وأشار إلى أن "إسرائيل" قبلت بالهدنة ووقف العدوان في قطاع غزة على مضض رغماً عن أنفها بعد تكبيدها خسائر كبيرة خاصة على المستوى السياسي.

"قوة ردع المقاومة"

وأشاد عريقات، بقوة ردع المقاومة الفلسطينية بالصواريخ النوعية التي دكّت المستوطنات المحاذية لقطاع غزة موقعة إصابات وخسائر مادية، مشيراً إلى وجود تطور كبير ونوعي في الصواريخ المستخدمة ضد الاحتلال.

الغارات الإسرائيلية على القطاع على استمرت على مدى يومين، وردت عليها المقاومة الفلسطينية بإطلاق الصواريخ على المستوطنات المحاذية وبلدات أبعد مدى مثل عسقلان التي تبعد عن غزة قرابة 40 كيلومتراً. ويزعم الاحتلال أن غاراته الجوية استهدفت حوالي 150 موقعاً للمقاومة ومؤسسات حكومية وأهلية.

"شهادة وفاة"

من ناحيته، اعتبر المختص في الشأن الإسرائيلي عدنان أبو عامر، أن إنهاء العدوان "الإسرائيلي" على قطاع غزة واستئناف التهدئة، يعني كتابة شهادة وفاة لبعض الساسة والعسكريين في "إسرائيل"، ومنح خيار المقاومة في غزة "شهادة الإيزو" ليكون ممثلاً للفلسطينيين.

وأشار أبو عامر في تدوينة له عبر حسابه "تويتر"، إلى أنه مع الرغبة بوقف العدوان على غزة، لكن "إسرائيل" في هذه النقطة تبتلع المنجل، وتم هزيمتها في هذه الجولة مع المقاومة، خاصة في عملية خانيونس الفاشلة، ومشهد "الكورنيت"، وأنقاض مباني عسقلان.

"فرضية الغدر"

وتساءل أبو عامر: لماذا وافقت "إسرائيل" على وقف النار في غزة ويدها السفلى، فيما المقاومة يدها العليا؟، وهل طوى الاحتلال صفحة الجولة، يعض شفاهه، ويبلع ريقه، و"قد علّمت عليه غزة"؟، وما هي نسبة فرضية الغدر لدى الاحتلال، بحيث قد يخرق أي تفاهمات، إن لاح له "صيد ثمين؟".

"مسيرات الانتصار"

انطلقت مسيرات جماهيرية حاشدة بشكل عفوي، مساء أمس الثلاثاء، و جابت شوارع قطاع غزة، احتفاءً بما حققته المقاومة الفلسطينية من نجاحات في مواجهة العدوان الصهيوني على القطاع.

و توجهت المسيرات التي شارك فيها جموع كبيرة من المواطنين نحو منازل الشهداء، الذين ارتقوا خلال هذا العدوان، و خصوصاً منزل الشهيد نور بركة، الذي استشهد في عملية اغتيال نفذتها قوة صهيونية خاصة أول أمس الأحد في خزاعة شرق خانيونس جنوب قطاع غزة.

"غضب إسرائيلي"

وفي السياق، نظم عدد من المستوطنين مسيرات غاضبة مساء أمس، في مستوطنة سديروت، و ذلك احتجاجاً و رفضاً لوقف إطلاق النار مع فصائل المقاومة الفلسطينية، بعد مواجهة استمرت يومين.

و أشعل المستوطنون الإطارات المطاطية، وأغلقوا الطرق احتجاجاً على وقف اطلاق النار والقبول بالتهدئة مع المقاومة الفلسطينية.

يُشار إلى أن الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية أعلنت بأن جهوداً مصريةً مقدرة أسفرت عن تثبيت وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية والعدو الصهيوني وإن فصائل المقاومة ستلتزم بهذا الإعلان طالما التزم به العدو الصهيوني.

وحيّت الجهد العظيم والمبارك الذي قامت به جميع أذرع فصائل المقاومة في هذه الجولة الجهادية المشرفة في الدفاع عن شعبنا وأرضنا والتصدي بشكلٍ بطوليٍ وموحد لعنجهية وعدوان الاحتلال

كلمات دلالية