في الربيع، كان يمكن منع المعركة أما الان فلا -اسرائيل اليوم

الساعة 12:25 م|13 نوفمبر 2018

فلسطين اليوم

بقلم: أرئيل كهانا

(المضمون: معقول جدا أنه لو كانت اسرائيل تصرفت على هذا النحو، لكنا وفرنا الاشهر الثمانية القاسية التي مرت على الدولة، والعدد الذي لا يحصى من صافرات الانذار، البالونات، الطائرة الورقية والحرائق. وحتى الجهد الحربي المتصاعد الان كان سيكون اصغر بكثير لو أنه استخدم في بداية الطريق

 

- المصدر).

 

          حرب حماس الرابعة (ربما)، التي اندلعت بعد ظهر امس، كانت معروفة مسبقا. عمليا، منذ نصف سنة وحماس تطلق النار، تستفز، تقتحم وتقصف. اما اسرائيل، فلاسباب مجهولة، تغض النظر، وتجعل نفسها وكأنها لا تفهم ما يجري.

 

          بدلا من أن تصفي في بداية الطريق مطلقي البالونات ومقتحمي الجدران، فضل الجيش الاسرائيلي و القيادة السياسية التجلد، الاحتواء، ضبط ا لنفس، العض على الشفتين وامتصاص الاهانات.

 

          رئيس الوزراء نتنياهو، مثل ارئيل شارون واسحق رابين في السنتين الاخيرتين لهما تقريبا، تبنى نصوصا محددة على نمط "انا لا اريد حربا زائدة". نهايته، مثلما قال ذات مرة ونستون تشرتشل، انه اختار العار وتلقى الحرب في نفس الوقت.

 

          لان حماس، تماما مثلما في عهد الجرف الصامد، اقل ذكاء بكثير مما يرويه لنا خبراء الاستخبارات الاسرائيليين. فهي لا تنظر في اعتبارات جغرافية استراتيجية ولا تضع خططا متعددة السنين. فالحماسيون بالاجمال يسيطرون ويطلقون النار وجيناتهم هي قتل اليهود ولهذا فعندما يثير احد ما اعصابهم، ولا يهم اذا كان هذا مصر، السلطة الفلسطينية ام اسرائيل، فان رد فعلهم هو المس باسرائيل. هذه، لشدة الاسف، لغتهم الوحيدة. وهم لا يعرفون خيارا آخر. وعليه، فان حتى الخاوة القطرية لا يمكنها ان توقف حربا محتمة.

 

          ولكن اسرائيل، بدلا من أن تحاسب ببساطة من يطلق النار علينا، تبنت التفسيرات الملتوية لجهاز الامن بشأن الخصام بين ابو مازن وحماس كسبب للتدهور. لقد كان النهج مغلوطا لدرجة انه في مراحل معينة غضب نتنياهو على عباس اكثر مما غضب على حماس. وليس لان الرئيس من رام الله وليا بل مع كل نواقصه لا يزال ابو مازن لا يرسل خلايا ارهابية للتسلل الى اسرائيل. اما حماس فتفعل.

 

          في نظرة الى الوراء، وكان هناك من قال هذا في الزمن الحقيقي، واضح ان ردا مصمما في الربيع كان سيمنع حربا في الخريف. نتنياهو، رئيس الاركان وباقي وزراء الكابنت كان ينبغي لهم أن يستجيبوا منذ اذار للموقف الصقري للوزراء بينيت، اردان وشكيد ممن طالبوا بقتل البعوضة وغير صغيرة. معقول جدا أنه لو كانت اسرائيل تصرفت على هذا النحو، لكنا وفرنا الاشهر الثمانية القاسية التي مرت على الدولة، والعدد الذي لا يحصى من صافرات الانذار، البالونات، الطائرة الورقية والحرائق. وحتى الجهد الحربي المتصاعد الان كان سيكون اصغر بكثير لو أنه استخدم في بداية الطريق.