نداء أخير -معاريف

الساعة 11:33 ص|12 نوفمبر 2018

فلسطين اليوم

انتخابات القدس

بقلم: نداف هعتسني

   (المضمون: سيحسم المقدسيون مصير المدينة، ليس أقل من ذلك. من شأنهم ان يقرروا هل ستواصل كونها عاصمة اسرائيل ولعلها تتحسن، أم انها ستصبح صيغة موسعة من بني براك، ولا سمح الله ستتطرف فيها حكايات على نمط هولي لاند - المصدر).

 

          لا يمكن التقليل من الاهمية الدراماتيكية لانتخابات الغد لرئاسة بلدية القدس. يحتمل انه بالقاء او عدم القاء البطاقة في الصندوق، سيحسم المقدسيون مصير المدينة، ليس أقل من ذلك. من شأنهم ان يقرروا هل ستواصل كونها عاصمة اسرائيل ولعلها تتحسن، أم انها ستصبح صيغة موسعة من بني براك، ولا سمح الله ستتطرف فيها حكايات على نمط هولي لاند.

 

          وبالنسبة لاصوليي المدينة ايضا، فان صيغة مملة لبني براك ليست هي بالضبط الحلم الذي من المجدي تمجيده. فالائتلاف المنتصر في حيفا وبيت شيمش، فيه علمانيين، متدينين واصوليين، يجب ان يكون نموذجا لهم – الابتعاد عن الشر واختيار الخير. ولكن بالنسبة لعلمانيي ومتديني المدينة، لا توجد أي معضلة – ليس مهما ما يفكرون به عن عوفر باركوفيتش، فانهم ملزمون بان يلقوا ببطاقته بكل القوة. لان البديل من شأنه ان ينذر بشر شديد.

 

          لا حاجة لقول كلمة عن موشيه ليئون نفسه كي نفهم لمن هو ملزم وكيف سيضطر للعمل. رغم أن ليئون يعمل في المدينة منذ بضع سنوات، الا انه لم ينجح في ان يدخل حتى ولا مندوب واحد الى مجلس البلدية. بمعنى ان ليس له معسكر مؤيدين. كل التأييد الذي تلقاه وسيتلقاه ينبع من اصوات جنود طائعين ممن يميتون أنفسهم في خيمة التوراة ولا يطيعون الا باعثيهم. والباعثون هم آريه درعي وكبار رجالات شاس والى جانبهم رؤساء فصائل اصولية بقيادة ديكل هتوراة. ليئون سيكون ملزما بانتخابه لهؤلاء الاشخاص ومن الصعب الاعتقاد الا يمتثل لامرتهم.

 

          ما هو جدول الاعمال المشترك لاريه درعي وموشيه جفني، فانه معروف للجميع: إحاطة بوابات القدس، تصفية كل التعددية والتسامح. خلق وجود حصري اصولي يجعل عاصمتنا المشوقة والمتنوعة قفرا. مجال المحطة، العروض الثقافية، المطاعم والمقاهي التي تفتح في السبت، قولوا وداعا لكل هذا. أتذكرون الرقابة المتشددة التي اتخذها لوبليانسكي؟ لا بد ستشتاقون اليها. وحتى لمعتمري الكيبات المنسوجة الذين لا يعنيهم هذا في شيء لديهم مجال للقلق. انظروا كيف سيطر الاصوليون على الحاخامية الرئيسة.

 

          واذا قرر درعي وشاس كيف ستدار المدينة، فثمة سبب وجيه للفزع. تراث درعي والكثيرون من قادة شاس منصوص عليه في قرارات المحاكم وفي تحقيقات صحفية لا حصر لها. الفساد العام الذي لا يطاق والذي اتخذوه لا حاجة له للبرهان.

 

          ماذا سيفعل باركوفيتش؟ نأمل خيرا، ولكن من المؤكد انه ليس ما قيل اعلاه. له نوايا طيبة وجمهور عاطفين مصممين. صحيح انه هو ايضا سيكون مقيدا، بسبب قصور عدم تصويت العلمانيين في الجولة الاولى مما أنتج مجلس بلدية اشكالي. ولكنه يمكنه ان يستخدم ائتلافا موضوعيا يشرك مصالح كل التيارات والالوان في المدينة، في صالح الجميع. ولكن أولا وقبل كل شيء في صالح القدس. لان القدس بحاجة ماسة الى التعزيز، الى خلق اماكن عمل، الى بناء احياء باسعار معقولة، الى خلق اجواء تسمح لكل مقيم بان يعيش في ظل احترام الاخرين. كل هذا لن يحصل لدى مبعوثي درعي وجفني. عندهم ستكتسي القدس السواد.

 

          وعليه فمن الصعب أخذ موقف السياسيين من أمثال نير بركات ومتفرغي البيت اليهودي في القدس، الذين فجأة باتوا يؤيدون ليئون. هذه ساعتهم التافهة التي تجعلهم مرفوضن من أن يتلقوا كل تأييد جماهيري في المستقبل. بخلافهم، فان كل مقدسي عيناه في رأسه ملزم بان يركض نحو صندوق الاقتراع كي يمنع تهديد انتخاب موشيه ليئون. محظور التشوس، فهذا سيكون النداء الاخير للقدس، عاصمة اسرائيل.