تذكير لغرض التسوية -هآرتس

الساعة 11:29 ص|12 نوفمبر 2018

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

          تبين أمس بان جمعتين هادئتين على حدود غزة هما ايضا لا تزال لا تبشران بعد بحلول التسوية المنشودة. مثلما ليس الدفع الجزئي الاول لرواتب الموظفين في غزة ليس حلا اقتصاديا شاملا.

          فتبادل اطلاق النار الذي وقع أمس في العملية الامنية لقوات الجيش الاسرائيلي في قطاع غزة جر مرة اخرى الى تصعيد في الوضع تضمن غارات لسلاح الجو ودعوة لسكان غلاف غزة للبقاء قريبين من المجالات المحصنة.

          ثمة في ذلك تذكير آخر على تفجر الوضع في غزة. فالثقة بان الرواتب ستهديء الجمهور الجائع، والحياة ستعود الى طبيعتها هي خطأ استراتيجي كبير. فالضغط الجماهيري لمليونين من سكان غزة هو الذي تسبب بالمفاوضات غير المباشرة بين اسرائيل وحماس. كما أنه هو الذي ادخل قطر من الباب الرئيس الى غزة، بخلاف موقف اسرائيل السابق الذي عرفها كدولة داعمة للارهاب. اما التراشقات اللفظية البذيئة بين وزير التعليم نفتالي بينيت وبين وزير الدفاع افيغدور ليبرمان فهي ضجيج خلفية سياسية لا بد ستستخدم كشعارات في حملة الانتخابات، ولكن ليس فيها ما يعفي الحكومة ولا سيما رئيس الوزراء عن استغلال المهلة الزمنية التي تمنحها المساعدة القطرية لغزة لاجل تنفيذ حلول بعيدة المدى.

على الطاولة توجد خطط متفق عليها لاقامة مناطق صناعية تشغل الاف المواطنين من غزة، بناء ميناء او على الاقل استخدام ميناء في قبرص او في مصر في صالح تجار غزة، تصاريح لتشغيل بضعة الاف العمال في اسرائيل، استمرار اعادة بناء وترميم الاف المنازل التي هدمت في حملة الجرف الصامد وفي القصف بعدها، مقابل وقف نار طويل المدى.

ان ضرورة الوصول الى اتفاق تهدئة مؤقت مع حماس من خلال قطر ومصر توضح كم هي اسرائيل تواصل كونها مسؤولة عن حياة مواطني غزة وباي قدر يتعلق امن سكان غلاف غزة برفاه سكان القطاع. لقد كان الجيش والمخابرات الاسرائيلية أول من عرض هذه العلاقة امام الحكومة وأول من حذر من التهديد بالانفجار الجماهيري، لدرجة أنه لم تكن حاجة الى التحذيرات في ضوء الاشتعال الذي استمر اشهرا عديدة.

ان كل انفجار آخر في الجنوب من شأنه أن يجر اسرائيل الى حرب او الى مواجهة ثنائية عنيفة تحبس سكان اسرائيل في الملاجيء والغرف الامنية. امس صدر تحذير آخر في هذا الاتجاه. ينبغي السعي الى التسوية دون اعتبار لضجيج الخلفية السياسية. اما التملص فمعناه المخاطر عن وعي وعن قصد بمواطني اسرائيل.

كلمات دلالية