غزة "عش دبابير"

تحليل يقظة المقاومة "منعت" خطراً أكبر من الحدوث شرق خانيونس

الساعة 09:35 ص|12 نوفمبر 2018

فلسطين اليوم

أجمع محللون سياسيون على أن الجريمة "الإسرائيلية" شرق مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، خرق فاضح وصريح للتهدئة وطعنة للجهود الأممية والمصرية والقطرية التي تهدف إلى تعزيز الهدوء في غزة.

وشدّدوا على أن يقظة المقاومة الفلسطينية منعت خطراً أكبر من الحدوث رغم ارتقاء الشهداء، مشككين بعلم رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو في العملية العسكرية داخل قطاع غزة.

وتسبب القصف "الإسرائيلي" العنيف على منطقة شرق خان يونس عقب اكتشاف المقاومة للقوات الخاصة الإسرائيلية والاشتباك معها، في ارتقاء 7 شهداء أحدهم قائد في "كتائب القسام"، وإصابة 7 آخرين بجراح مختلفة، في حين أعلن جيش الاحتلال عن مقتل أحد ضباطه وإصابة آخر بجراح خطيرة.

"خرق وطعنة"

المحلل السياسي حسن عبدو، يرى أن ما جرى خرق فاضح وصريح للتهدئة القائمة وطعنة للجهود الأممية والمصرية والقطرية التي تهدف الى تعزيز الهدوء واستمراره بين المقاومة من جهة، والاحتلال من جهة أخرى.

وأضاف عبدو، أن ذلك يضع المبادرة الكاملة بيد المقاومة ويعطيها الحق الكامل للرد على هذه الجريمة، محملاً الاحتلال مسؤولية التصعيد وتفاقم الأوضاع الأمنية.

وتابع: "ردود المقاومة قد تكون تقليدية عبر إطلاق عدد من الصواريخ، وقد تكون غير ذلك، كاللجوء إلى عمليات مؤلمة وقاسية تجبر جيش الاحتلال على عدم التفكير بتكرار مثل هذه العمليات الجبانة".

وأشار عبدو، إلى أن فشل هذه الجريمة سيخلق مادة جديدة التراشق الإعلامي بين القيادات والأحزاب الإسرائيلية، مبيناً أن ليبرمان قد يكون المتضرر الاكبر جراء هذا الفشل وتوقيته الخاطئ.

ولفت عبدو إلى فرضية الاحتواء للحدث وتطويق تداعياته تبقى قائمة عبر الوسطاء.

"خطر أكبر"

من جهته، أشاد عدنان أبو عامر المختص في الشأن الإسرائيلي، بالمقاومة الفلسطينية، مؤكداً أن يقظتها في التصدي للقوة الخاصة الصهيونية منعت خطراً أكبر من الحدوث شرق مدينة خان يونس، مضيفاً: "لم نكن بحاجة لمثل جريمة إسرائيل لتأكيد أننا أمام عدو غادر، لا يؤمن له جانب".

وأوضّح أبو عامر في تدوينة له عبر حسابه "تويتر"، أن الاحتلال يسابق الزمن لتنفيذ العملية، قبل إتمام أي تفاهمات ميدانية في القطاع، للخروج بصورة انتصار "متوهمة".

وشكّك بعدم علم نتنياهو بالعملية العسكرية جنوب القطاع، متسائلاً: "هل مررت إسرائيل عبر المستويات العسكرية فقط دون إذن الرجل الأول نتنياهو"، مبيناً أنه يعلم معنى المغامرة بإدخال جنود إسرائيل في عش الدبابير #غزة، مرجحاً أن يكون سفره إلى باريس للتضليل.

وأكد أبو عامر، أن العملية الإسرائيلية شرق خانيونس تثبت أن أي تقدير موقف يُكتب عن غزة، يمكن بعد دقائق إتلافه، مستدركاً: "نحن أمام رمال متحركة".

وتساءل: أين مصادر إسرائيل الأمنية الدقيقة التي تَعد أنفاس الفلسطينيين في #غزة، وتحصي دقات قلوبهم، وتعرف ما يأكلون ببيوتهم؟ وهل وضعت قيادة الجيش والمخابرات فرضية تفيد بفشل العملية، ولو بنسبة واحد بالمائة، وأن ثمن هذا الفشل سيكون من دماء جنود وضباط النخبة الإسرائيليين؟".

وأضاف أبو عامر في تساءله: "سلاح الجو الذي غطى انسحاب الفرقة المتسللة، أين كان قبل تسللها، وهو يمشط سماء غزة من أقصاها إلى أقصاها، بمختلف الطائرات المقاتلة والاستطلاعية، كيف أن رادار إسرائيل وكاميرات المراقبة برا وجوا، لم تلتقط تحركات ميدانية للمقاومة، حالت دون تنفيذ المهمة بشكل نظيف"؟.

"تفاصيل الحادثة"

وحول تفاصيل ما حدث، أوضحت كتائب الشهيد عزالدين القسام، الجناح المسلح لحركة "حماس" في بيان مقتضب، أن "قوة خاصة تابعة للعدو الصهيوني تسللت مساء اليوم (الأحد)، في سيارة مدنية بمنطقة مسجد الشهيد إسماعيل أبو شنب (منطقة عبسان) بعمق 3 كم شرقي خانيونس، وقامت هذه القوة باغتيال القائد القسامي نور بركة".

وأضافت: "وبعد اكتشاف أمرها وقيام مجاهدينا بمطاردتها والتعامل معها، تدخل الطيران الحربي للعدو وقام بعمليات قصف للتغطية على انسحاب هذه القوة، ما أدى استشهاد عدد من أبناء شعبنا، ولا زال الحدث مستمرا وتقوم قواتنا بالتعامل مع هذا العدوان الصهيوني الخطير".

بدروها، أعلنت "سرايا القدس" الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، "النفير العام في صفوف وحداتها العسكرية المختلفة"، موضحة أن "مجموعاتها الميدانية قامت بتطويق مداخل قطاع غزة كافة".

ودعت في بيان مقتضب لها ، عناصرها إلى "الاستعداد الميداني والجهوزية العالية، للتصدي للعدوان الصهيوني الغاشم على شعبنا الفلسطيني بكل قوة وحزم".

"المقاومة تردّ"

وردا على العدوان الإسرائيلي، أطلقت المقاومة عدة رشقات صاروخية على المستوطنات الإسرائيلية، ما تسبب بإطلاق صافرات الإنذار وتفعيل القبة الحديدة التي حاولت التصدي للصواريخ، كما ذكر المتحدث باسم جيش الاحتلال، أفيخاي أدرعي، أنه "حتى الساعة 23:58، تم رصد إطلاق 17 قذائف صاروخية من قطاع غزة باتجاه إسرائيل، حيث اعترضت القبة الحديدية 3 منها".

"عملية فاشلة"

كما أقر مراسل إذاعة الجيش الإسرائيلي تساحي دبوش، بأن "العملية التي نفذها جيش الاحتلال مساء الأحد، فشلت على الرغم من أن نتنياهو تجند من أجل تضليل حركة حماس ودفعها لعدم أخذ الاحتياطات اللازمة"، مؤكدا أنه "لا يمكن تنفيذ هذه العملية دون الحصول على تصريح مسبق من نتنياهو".

وذكر دبوش، أن "نتنياهو حاول خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس في باريس، أن يدفع حماس للتراخي من خلال دفاعه عن التهدئة وتكريس انطباع أنه غير معني بالتصعيد، لكن الأمور جاءت بعكس ما تم تخطيطه".

كلمات دلالية