الكعكة في إيد اليتيم -بقلم: خالد صادق

الساعة 11:37 ص|11 نوفمبر 2018

فلسطين اليوم

بقلم: خالد صادق

قال أحمد مجدلاني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية: إن «كل الادعاءات التي حاولت بعض وسائل الإعلام تمريرها، بأن نقل الأموال القطرية لغزة تم بموافقة الرئيس محمود عباس، ادعاءات وافتراءات كاذبة، فلو أن السلطة وافقت لما كانت دخلت الأموال بحقائب على طريقة المهربين والمافيات، وإنما بشكل رسمي عبر البنوك الفلسطينية والعربية العاملة في غزة رسمياً، وليس بهذه الطريقة المخزية».

مجدلاني احد الأبواق الصداحة دائما ضد غزة وأهلها, ويرى ان غزة يجب أن تبقى تحت الحصار والخنق والهلاك حتى تأتي خاضعة راكعة مستسلمة وترتمي في أحضان السلطة تستجدي الرحمة والغفران, وكل من يحاول مساعدة غزة وتخفيف المعاناة عن أهلها ليس وطنيا ولا ثائرا ولا مناضلا, وهو يساهم في مخطط فصل غزة عن بقية الوطن, وهو يدعم «الإرهاب» المتمثل في حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية, فكيف يمكن لغزة ان تعيش تحت ضوء الكهرباء, وكيف لغزة ان يتلقى موظفوها راتبا منتظما, وكيف لها ان تتمتع بمساحة صيد تزيد عن 12 ميلا, وكيف لها ان تنعم بفتح شبه دائم للمعابر التجارية وتستأنف عمليات الاستيراد والتصدير, كل هذا ادخل الضيق والحزن في نفس المجدلاني وبعض المتنفذين في السلطة, لان الكعكة في يد اليتيم عجبة.

المجدلاني ومن هم على شاكلته لا يعلم ان غزة قدمت كثيرا من اجل هذه اللحظة التي تعيشها الآن, وهى لا زالت تقدم الكثير, فبالأمس فقط ودعت غزة الشهيد رامي قحمان ابن الثمانية والعشرين عاما, وأصيب أكثر من 35 آخرين بجراح, وهذا يوحي للمجدلاني ان غزة تنتزع انجازاتها من فم الأسد, وتقدم التضحيات الجسام في سبيل ذلك, بالأمس ذكرت القناة الـ11 العبرية، أن ما يجري في قطاع غزة في الآونة الأخيرة هو حل مؤقت ومجرد «بلاستر للجرح»، وقالت القناة: إن «حماس لم تقُل أنها ستوقف المظاهرات بسبب السولار والدولار، لهذا تستمر مسيرات العودة».

وأضافت: «حماس لها مطالب أخرى، وهي تأخذ «إسرائيل» رهينة من خلال استمرار التظاهرات على الحدود، كي تضمن استمرار التخفيف عن غزة», هذه هي المعادلة يا سيد مجدلاني, الاحتلال يعلمها جيدا ويفهم حقيقة ما يجري, لكنكم انتم تغمضون أعينكم عن الحقائق, وتبحثون فقط عن أي وسيلة تضفي عليكم شرعية التسلط والكسب والغنيمة, يبدو ان هذا هو مفهوم النصر بالنسبة لكم, وليتكم تدافعون يا سيد مجدلاني عن حقوق الشعب الفلسطيني, وتسعون لتطبيق ما تم التوقيع عليه في اجتماع المجلس المركزي برام الله بوقف التنسيق الأمني, ورفض العقوبات على غزة ومساواة موظفي غزة بالضفة, فقد كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية صباح أمس السبت عن استمرار التعاون الأمني بين أجهزة السلطة الأمنية وقوات الاحتلال، على الرغم مما أعلنه رئيس السلطة محمود عباس عن تنفيذ قرار المجلس المركزي بوقفه. وقالت الصحيفة « إن أجهزة الأمن الإسرائيلية بالتعاون مع أجهزة السلطة الفلسطينية نجحت في منع اندلاع انتفاضة في الضفة الغربية، على الرغم من حالة الغضب في الشارع». وأضافت» إن هناك حالة من انعدام الثقة في الشارع الفلسطيني من توجهات عباس، وهو ما انعكس بحالة من عدم الثقة بجدوى أية تحركات لدى الشارع».

هكذا تنظر»إسرائيل» إليكم يا مجدلاني, إسرائيل التي قرر المجلس المركزي في اجتماعه الأخير «تعليق الاعتراف بإسرائيل إلى حين اعترافها بدولة فلسطين، ووقف التنسيق الأمني، والانفكاك الاقتصادي وانتم لا تنظرون إلا إلى غزة وكيف تشددون الخناق عليها حتى تستسلم.

الكعكة في يد اليتيم عجبة لدى هؤلاء الساسة الذين يتمطعون في مقر المقاطعة برام الله, وهم يعتقدون ان غزة ستكتفي بإنارة البيوت وإدخال الأموال, إن غزة تبحث عن حرية الوطن وليس حريتها فقط, وستبقى تواصل مسيرات العودة الكبرى حتى تتحقق الأهداف المعلنة, وأولها تثبيت حق العودة ورفع الحصار عن قطاع غزة, وإجبار الاحتلال للعودة لاتفاقية القاهرة 2014م والالتزام ببنودها.

 

كلمات دلالية