"إسرائيل" تعترف “لأول مرة” أنها لم تعد تجرؤ على مهاجمة سورية

الساعة 04:58 م|06 نوفمبر 2018

فلسطين اليوم

 

التصريحات التي أدلت بها كيسينا سفيتلوفا، عضو لجنة السياسة الخارجية والدفاع في الكنيست "الإسرائيلي"، واكدت فيها ان المقاتلات الاسرائيلية لم تقم بطلعات قتالية جديدة باتجاه سورية منذ تسلم دمشق منظومة الدفاع الصاروخي “اس 300، تأتي على درجة كبيرة من الأهمية لأنها تفند ادعاءات "إسرائيلية" سابقة قالت عكس ذلك، واوحت ان الطائرات "الإسرائيلية" نفذت غارات في العمق السوري بعد استلام الجيش العربي السوري هذه الصواريخ.

بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، الذي طلب اكثر من مرة زيارة موسكو للقاء الرئيس فلاديمير بوتين لتطويق آثار الغطرسة الإسرائيلية التي تمثلت في التسبب بإسقاط طائرة “ايل 20” الروسية في أيلول (سبتمبر) الماضي قرب قاعدة حميميم في اللاذقية، وقوبل بالرفض، حاول اكثر من مرة ان يوحي بأن حكومته قادرة على تدمير هذه الصواريخ التي غيرت المعادلات الاستراتيجية في المنطقة، وسرب معلومات تقول انها تملك طائرات “اف 35” الامريكية (الشبح) القادرة على مواصلة الغارات دون رصدها، وهذه الأخيرة سُحبت أمريكيا من الخدمة لوجود اعطال تقنية خطيرة فيها.

ما لا يدركه نتنياهو ان الرئيس بوتين لا يمكن خداعه، وكان “غير مرتاح” في الأساس لصداقته معه لانها مكلفة، ومن طرف واحد فقط، وموافقته على غض النظر عن الغارات الإسرائيلية في العمق السوري بذريعة ضرب الوجود الإيراني بالتالي، ولا نستبعد ان يكون وجد الفرصة الذهبية المتمثلة في اسقاط الطائرة الروسية المذكورة للتخلص من هذه الصداقة وتبعاتها، خاصة بعد ان تجاوز رئيس الوزراء الإسرائيلي كل الخطوط الحمر، وتعمّد توجيه إهانة للروس بقصف مواقع سورية على بعد بضعة كيلومترات معدودة من القاعدة الجوية الروسية قرب اللاذقية، والتسبب في اسقاط طائرة للتجسس على متنها نخبة من الخبراء الروس.

نتنياهو الذي شنت طائراته اكثر من 200 غارة في العمق السوري، بات لا يجرؤ على تكرار هذا العدوان مرة أخرى لانه يعلم جيدا ان الرد السوري الروسي المشترك سيكون مزلزلا، وربما يؤدي الى اسقاط  حكومته أيضا، لهذا بات يلتزم الصمت مكرها، ومنعدم الخيارات في الوقت نفسه.

سورية تخرج من دمار هذه الحرب اكثر قوة وخبرة، ليس لأنها صمدت سبع سنوات في وجه مؤامرات كان يعتقد من يقف خلفها من قوى عظمى وأخرى اقليمية، وإسرائيل على رأسها، انها مضمونة النجاح، وانما ايضا لأنها كظمت الغيظ، ولم تلتفت الى مماحكات الصغار، وما اكثرهم في حالتها.

لن يجرؤ نتنياهو على مهاجمة سورية مرة أخرى في المستقبل المنظور على الاقل، لأنه سيجد الرد جاهزا وموجعا هذه المرة، واذا كان يعتقد غير ذلك فليتفضل.

كلمات دلالية