والغزيون في انتظار التطبيق

عسل تسريبات "أخبار" التهدئة يُعكره علقم "الغموض"

الساعة 12:58 م|05 نوفمبر 2018

فلسطين اليوم

باتت الأخبار المتناقلة بشأن تطبيق ما يتم الاتفاق عليه للتوصل إلى تهدئة مع قطاع غزة ، كالكابوس للمواطنين، فبالرغم من كم الأخبار الإيجابية التي يتم تناقلها بين الفينة والأخرى دون أي مصدر موثوق كالمخدر الممتع الذي ينتظر سكان قطاع غزة تطبيقه بفارغ الصبر، إلا أنها تصدر في اليوم التالي معلومات صادمة وغير موثوقة ومثبطة لجهود التهدئة، توقظ الغزيين من أحلامهم  ، لتبقى الأفعال هي الحقيقة الوحيدة أمامهم فقط.

التصريحات المدسوسة من الصحف "الإسرائيلية" والتي صدرت بالأمس بشأن وجود رفض من الجانب المصري والسلطة الفلسطينية بإدخال الأموال القطرية، قلبت معايير الشارع الغزي وبات في حيرة من أمره بشأن تصديق تلك المعلومات، وخاصةً أن الأخبار التي يتم تداوليها "إسرائيلية" بحتة، وكافة المعلومات السابقة أشارت إلى تطورات إيجابية بشأن مباحثات التهدئة ، وسط تشكيك لما يتم بحثه داخل الغرف المغلقة.

الوفد الأمني المصري في غزة

الوفد الأمني المصري وصل ظهر اليوم الاثنين ، لقطاع غزة لإيصال رسالة من الجانب "الإسرائيلي" بشأن اتفاق التهدئة ، والنقاط التي وافق عليها الجانب "الإسرائيلي".

والوفد المصري إضافة إلى الجهود القطرية والأممية تسعى للتوصل لإتفاق تهدئة بين الفلسطينيين في قطاع غزة و"إسرائيل" بعد انفجار الأوضاع الأمنية على الحدود والتهديد بحرب كبيرة على قطاع غزة .

اجتماع الكابنيت

المجلس الوزاري المصغر (كابينت) صادق في اجتماعه المسائي بالأمس على الخطوط العريضة لاتفاق التهدئة على الحدود بين "إسرائيل" وقطاع غزة الذي بلورته مصر، في وقت تظاهر "إسرائيليون" في المستوطنات المحيطة بالقطاع احتجاجاً على «تردي الأوضاع الأمنية».

وتوقع التلفزيون "الإسرائيلي" الرسمي أن يكون اجتماع «الكابينت» أمس تناول الاتفاق المتبلور بين حركة «حماس» والحكومة "الإسرائيلية" من خلال وساطة مصرية للتوصل إلى وقف النار، وسط ترجيحات بأن توافق "إسرائيل" على منح تسهيلات في الحصار المفروض على القطاع في حال توقف إطلاق قذائف أو إطلاق بالونات محترقة على مستوطنات جنوب "إسرائيل".

وأضاف أن الاتفاق يتطرق إلى سماح "إسرائيل" بأن تتلقى حكومة «حماس» في القطاع دفعات مالية لصرف رواتب الموظفين، في مقابل التزام الحركة التهدئة، من دون أن يشير ما إذا كانت "إسرائيل" تشترط ذلك بوقف تام لمسيرات يوم الجمعة على الحدود.

الحذر مطلوب

الكاتب والمحلل السياسي خالد صادق طالب بضرورة التعامل بحذر مع ملف التهدئة وما وصل إليه الوسطاء من اتفاقيات, «فإسرائيل» قد تقلب الطاولة في أي لحظة على الجميع, غير آبهة بأي ردات فعل, ولديها من الذرائع والأكاذيب والأساليب ما تستطيع به ان تقنع العالم بأسباب انقلابها على الاتفاقات الموقعة, فهي لن تعدم الوسيلة لذلك, خاصة ان العالم يريد ان يصدقها, ويبحث عن ذرائع يبرر بها أي فعل إجرامي صهيوني, وعلى شعبنا الفلسطيني ان يصبر ولا يتعجل النتائج, فالصمود والثبات في هذه المرحلة مطلوب جدا, لأننا الآن نمر بمرحلة عض الأصابع, والضغوط علينا كفلسطينيين رهيبة جدا.

واعتبر ان الانجاز لن يتحقق إلا باستمرار وسائل الضغط الحقيقية على هذا الكيان المجرم, وقال "لا نريد ان نركن لوعودات فقط, لأن الاحتلال ربما يستغل حالة الهدوء في غير صالحنا, ويتراجع عن خطواته برفع الحصار عن قطاع غزة, لا تستمعوا لمن يروج الأكاذيب ويتحدث عن انتهاء فعاليات مسيرة العودة, لأن هؤلاء يعملون لصالح الاحتلال ولا تهمهم مصلحة الشعب الفلسطيني".

تلاعب بالمشاعر

من جانبه اعتبر المحلل السياسي سمير حمتو ان اللعب بمشاعر اهل القطاع بإعطائهم جرعة من الامل ثم جرعات من الاحباط عبر الحديث عن تهدئة وانفراجه في الاوضاع ثم الحديث عن انتكاسة بحجة رفض من الرئيس فلان او علان حيث اصبح قطاع غزة كالكرة الملتهبة.

وقال حمتو ان قطاع غزة اصبح كالكرة الكل يقذفها على الآخر ولا احد يلتقطها انما يسهم بمزيد من الاحتقان في الشارع الغزي ويزيد من حالة التوتر والاحتقان والغليان الذي سيعقبه انفجار في وجوه الجميع .

وطالب المسؤولون عن غزة ان يخرجوا للشعب لمصارحتهم بحقيقة الامور والى اين ذاهبون بدلا من الصمت الغير مفهوم والذي يزيد من حالة الغضب.

كلمات دلالية