نقاوم الاحتلال قبل أن تصبح إيران نصيراً لنا

النخالة: لم نطلق الصواريخ غضباً من مصر أو حماس بل التزاماً بالدفاع عن شعبنا

الساعة 08:12 ص|29 أكتوبر 2018

فلسطين اليوم

أكد زياد النخالة أمين عام حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أن حركته ملتزمة كما باقي فصائل المقاومة بالرد على جرائم الاحتلال "الإسرائيلي"، واستهدافاته المتكررة لمسيرات العودة وقتل المتظاهرين العزل بدمٍ بارد، وأنها لم تطلق الصواريخ مؤخراً غضباً من أي طرف سواء كان الجانب المصري أو حركة حماس.

وبين النخالة، في حديث صحفي، أن التصعيد الأخير من قبل حركته لم يكن يحمل أية رسائل، وإنما يأتي في إطار الصراع المستمر مع الاحتلال والذي يأخذ أشكالاً مختلفة، منها التصعيد الأخير الذي جاء في سياق الرد على عمليات القتل التي تستهدف أبناء الشعب الفلسطيني.

وبخصوص التهدئة، قال النخالة:"ملف التهدئة يواجه صعوبات وتعقيدات كثيرة ومتنوعة لكن حتى اللحظة لم يحدث اختراق حقيقي في هذا الملف والعدو يراوغ طوال الوقت، ليجعل الشعب الفلسطيني في غزة تحت الضغط المستمر، وخاصة إذا ما ارتبطت التهدئة بإنهاء الحصار..العدو يريد تهدئة ويريد استمرار الحصار".

وفيما يلي نص المقابلة:

س 1 – ماهي رسالة الجهاد الاسلامي من التصعيد الأخير؟

ج1- الصراع مع الاحتلال لا يحتاج رسائل، فنحن في عملية صراع مستمرة تأخذ أشكال مختلفة، أحد أشكالها التصعيد الأخير، والذي أتى في سياق الرد على عمليات القتل التي تستهدف أبناء شعبنا في مسيرات العودة، لقد ألزمنا أنفسنا كما قوى المقاومة الأخرى بأن نرد على استهداف العدو لمسيرات العودة، وقتل المتظاهرين العزل بدمٍ بارد، فارتفاع أعداد الشهداء في كل مرة يتصاعد وأعداد الجرحى تسجل أرقاماً قياسية والكثير منها يسبب اعاقة دائمة للمتظاهرين ... كل هذا كان يحتاج لموقف يشعر فيه العدو أن مستوطنيه يمكن أن يتعرضوا لما يتعرض اليه شعبنا وهذا ما حصل.

س 2 – هل من تطورات حقيقية في ملف التهدئة، وهل إطلاق الصواريخ كان بسبب تجاهل مصر لكم؟

ج 2- ملف التهدئة يواجه صعوبات وتعقيدات كثيرة ومتنوعة لكن حتى اللحظة لم يحدث اختراق حقيقي في هذا الملف والعدو يراوغ طوال الوقت، ليجعل الشعب الفلسطيني في غزة تحت الضغط المستمر، وخاصة اذا ما ارتبطت التهدئة بإنهاء الحصار .. العدو يريد تهدئة ويريد استمرار الحصار، والمقاومة ألزمت نفسها وربطت التهدئة بأنهاء الحصار. لذلك رغم الجهود التي تبذلها مصر في هذا السياق مازالت الامور تراوح مكانها، والعدو يناور ويكسب وقت، وتزداد بذلك معاناة الناس، ولكن ذلك لن يجعلنا نتراجع ونقبل بشروط العدو. إسرائيل ترى في انهاء الحصار على قطاع غزة في وضعها الحالي انتصار للمقاومة، وتبذل كل جهد ممكن من أجل استمرار الحصار. وأما ربط إطلاق الصواريخ بتجاهل مصر لنا. اعتقد أن هذا محاولة لإفقاد المقاومة شرعية منهجها وموقفها.

س 3- : وكيف تصفون علاقة الجهاد الإسلامي بمصر؟

ج: علاقتنا مع مصر جيدة ولا نربط موقفنا من العدو بموقف وعلاقة مصر بنا، ويمكن أن يتبادر للبعض أن عدم التشاور معنا بشأن ما يجري في غزة بصورة مباشرة هو تجاهل من مصر .. نحن نقول أننا لا ننافس حماس في التفاوض مع مصر حول التهدئة .. نحن والأخوة في حماس متكاملين في هذا الأمر، وعلى تشاور مستمر وهم من يتحمل مسؤولية غزة، ومن الطبيعي أن يتابعوا ويتصدروا ما يجري من مفاوضات تتعلق بقطاع غزة..

س 4- كيف ستتعاملون مع الوضع والحصار بغزة في حال فشلت جهود التهدئة والمصالحة واستمرت السلطة في إجراءاتها بغزة ؟

ج 4 – أولا يجب أن نفصل بين الحصار التي تفرضه "إسرائيل" على غزة، وبين المصالحة واجراءات السلطة ضد غزة، فالحصار تفرضه "إسرائيل" على غزة لأسباب كثيرة أهمها أن غزة ترفع راية المقاومة ولا تعترف بـ"إسرائيل"، ولذلك نحن امام صراع مفتوح، الصدام المسلح فيه هو الأصل، واعتقد انه سيبقى على هذه الحالة طالما بقى الاحتلال وبقيت إسرائيل. اما المصالحة مع السلطة والإجراءات التي تتخذها ضد غزة، فهذا خلاف نشأ لأسباب سياسية بين السلطة و المقاومة، وهذا له آليات مختلفة بالمعالجة. رغم أن السلطة تحاول الاستفادة من موقف العدو وحصاره لغزة بزيادة الضغط عبر العقوبات بهدف اخضاع غزة للسلطة ( الشرعية ). في الحقيقة الأمر معقد جداً وتداخلاته كثيرة، والتقاطعات كبيرة في المصالح بين السلطة وإسرائيل. نحن أمام حالة فريدة، لذلك كان السؤال معقد للدرجة التي تشعر فيها أن العدو والسلطة شيء واحد، ونحن نحاول بكل ما نملك للفصل بين الأمريين، وهذا أيضاً فيه عناء شديد ..لقد بُذل جهد كبير من أجل المصالحة عبر أكثر من عشر سنوات، وتوصلنا لاتفاقيات شارك فيها الكل الفلسطيني، ولكننا عند التطبيق لا نجد الا الفشل، وهذا بسبب وجود إسرائيل كطرف ثالث لا يجلس معنا عندما نتفق، وعندما نريد تنفيذ الاتفاق تصبح إسرائيل شريكا واقعيا يحول دون تنفيذ أي اتفاق لا يناسبها.  فالسطلة عمليا لها التزامات مع إسرائيل، وكل اتفاق فلسطيني يتناقض مع التزامات السلطة اتجاه إسرائيل، فلذلك نفشل في تطبيق أي اتفاق، لأن السلطة تنحاز لاتفاقها مع إسرائيل، ولا تستطيع ان تتخلص منه. هذا الوضع سيبقى مستمرا طالما بقيت إسرائيل، وطالما لن نتفق على توصيف إسرائيل ... هل هي عدو؟ هل هي حليف؟ هل هي صديق؟. فسيبقى الموقف من إسرائيل، وكيف نراها كشعب فلسطيني عقبة كبيرة امام تنفيذ أي اتفاق وأي مصالحة ...وسنبقى على هذا الحال حتى يتخلى طرف عن موقفه ورؤيته لصالح رؤية الطرف الأخر ...اما كيف سنتصرف في حال الفشل فهذا أمر نتركه لوقته وظرفه.

س 5 – ماذا بشأن إتهام الاحتلال لكم بشأن ايران وسوريا والمزاعم بأنهم يحرضونكم على إطلاق الصواريخ ؟.

ج 5-: دوما تحاول إسرائيل ان تجرد الشعب الفلسطيني من شرعيته بالمقاومة، بأطلاق هذه المزاعم وهذه الادعاءات، وللأسف يجدوا من يسمع لهم ويردد ما يقولون، وهذا طبعا فيه اهانة كبيرة للشعب الفلسطيني ولمقاومته، الشعب الفلسطيني يقاوم الاحتلال، ويقاوم إسرائيل منذ ان قام هذا الكيان على ارضنا، وبالتالي المقاومة ارتبطت بوجود إسرائيل ولم ترتبط بأي عامل أخر ..ألم يقاوم الشعب الفلسطيني قبل وجود ايران كنصير للشعب الفلسطيني، هل مقاومة الشعب الفلسطيني تاريخيا ارتبطت بتحالفاتها الدولية؟. كل فلسطيني مقاوم يمكن ان يوجه اليه هذا الاتهام الباطل .. بأنه يقاوم من أجل هذه الدولة او تلك، وكأن الشعب الفلسطيني يقبل بأن تصبح فلسطين إسرائيل، وفقط عدم قبوله بذلك مرتبط بإيران او غيرها ... كل فلسطيني يردد هذه المزاعم هو في الحقيقة يدين نفسه قبل إدانته الأخرين، ويدين كل مسيرة المقاومة عبر تاريخها الطويل، ويدين ارادة الشعب الفلسطيني بتاريخه النضالي المميز.

س 6 – هل تتوقعون أن يلجأ الاحتلال لسياسة الاغتيالات وما موقفكم سيكون حينها ؟ .

 ج6 - متى توقف العدو عن الاغتيالات ؟ حتى يستأنفها

 إسرائيل قامت على القتل وعلى العنف، وهي تمارس ذلك يوميا في غزة والضفة، وحيثما استطاعت ذلك، ونحن واياهم في صراع مستمر ولن يتوقف مادامت إسرائيل قائمة .

س 7 – موقفكم في حال كرر الاحتلال مجازر على الحدود خلال مسيرات العودة ؟. هل سنشهد إطلاق صواريخ مجدداً.

ج 7 - أولاً لا نتمنى أن يُقدم الاحتلال على ذلك، ولكن إذا حصل لا سمح الله، فستكون كل قوى المقاومة وعلى رأسها الأخوة في حماس من سيرد إن شاء الله . نحن جميعاً ملتزمون في ما ألزمنا أنفسنا.

س 8 : وأخيراً ماذا بشأن الشيخ خضر عدنان

ج 8 : الشيخ خضر عدنان أيقونة المقاومة هو الآن منتصر وليس سينتصر، هو ينتصر كل يوم في وقفات التضامن التي تزداد يوما بعد يوم تضامنا معه، وأصبح رمزا كبيرا للمقاومة، أليس ذلك انتصارا .. أليس انتصارا أن تصبح صورته رمزا على امتداد العالم عبر وسائل التواصل وعبر شاشات التلفاز .. أليس انتصارا أن يُجمع على دعمه وتأييده هذا الحشد الكبير من المناضلين والمتضامنين في كل مكان .. لقد تجاوز الشيخ خضر الانتصار ... وهو ينتصر."

كلمات دلالية