خبر خبطة ثقيلة في الجناح / هآرتس

الساعة 11:22 ص|11 يناير 2009

بقلم: أسرة التحرير

        بعد 15 يوما من بدء القتال في غزة، توجد فقط تقارير غامضة عن نجاح اسرائيل في توجيه ضربة حقيقية للبنى التحتية الارهابية لحماس. وبالمقابل، فان المعطيات عن الاصابات للمدنيين آخذة في التراكم: اكثر من 800 فلسطيني قتلوا واصيب نحو ثلاثة الاف اخرون، معظمهم ان لم يكن كلهم بالقصف. وحسب معطيات الامم المتحدة ، فان نحو نصف القتلى مدنيون ونصف هؤلاء من النساء والاطفال.

        الى جانب التقارير عن عدد القتلى والجرحى تصل تقارير عن منع دخول اطباء، عن عدم قدرة وكالة غوث اللاجئين نقل قوافل الغذاء وعن نقص خطير في الادوية ووسائل العلاج. ليس في كل هذا تلقى التبعة على الجيش الاسرائيلي. حماس والمنظمات الفلسطينية الاخرى اطلقت نارا موجهة ايضا نحو قافلة غذاء شقت طريقها الى غزة، كونها سعت الى المرور عبر معبر مغاير عن ذاك الذي رغبت فيه حماس. كما ان حماس تصفي خصومها بذات الفرصة وغير مستعدة لان تتبنى المبادرة المصرية. ولكن هذا لا يمكنه ان يشكل ذريعة لحرب شاملة ووحشية ضد نحو مليون ونصف من المدنيين الفلسطينيين.

أمس اعلنت اسرائيل من خلال توزيع مناشير فوق مناطق مأهولة باكتظاظ في القطاع بان في نيتها تصعيد النشاط العسكري في غزة وهذا الاعلان يطرح مخاوف في انه مثلما في حرب لبنان، نسيت ذريعة الحرب واحتلت مكانها امنية غير واقعية في الغاء حكم حماس في القطاع تماما.

واذا كان الجمهور قبل بضع سنوات ضج على قصف بيت واحد في غزة ومن ان رئيس الاركان السابق، الطيار دان حالوتس، شرح بانه "يشعر بخبطة طفيفة في الجناح" حين يلقي قنبلة على بيت، فانه اليوم يرد بعدم مبالاة بل وبرضى على اصابة الفلسطينيين .دروس الحروب السابقة التي دمر فيها الجيش الاسرائيلي بنى تحتية وضر بمنازل المدنيين، ولكنه لم يحظى بالهدوء الذي امل به، لم تستوعب. الذريعة المبررة لاسرائيل للعمل ضد مطلقي الصواريخ اخذت في التشوش في غضون اسبوعين. الشرعية والتفهم اللذان منحا لها يتبددان امام صور القتل والدمار وباتت منذ الان توجه لاسرائيل التهم بتنفيذ جرائم حرب. على هذه الحرب ان تنتقل فورا الى المسار الدبلوماسي، الى الاتفاقات والتسويات الفورية التي توقف الهذيان والاوهام في الطرفين.