هدوء نسبي، ليس ميلا بعد -معاريف

الساعة 01:21 م|21 أكتوبر 2018

فلسطين اليوم

بقلم: تل ليف رام

 (المضمون: ينبغي ان نكون حذرين في اعطاء اهمية زائدة للانخفاض في عدد الاحداث في نهاية الاسبوع الاخير. فهذا ليس هو الميل بعد، وفي كل الاحوال – اذا تواصلت الحرائق والبالونات المتفجرة الى جانب احداث الجدار، فان مستوى التوتر من المتوقع عمليا ان يرتفع مرة اخرى وليس بعد وقت كثير -المصدر).

 

          في مواقع التجمع، كانت دبابات الجيش الاسرائيلي مرتبة في نهاية هذا الاسبوع في صفوف مستقيمة. فرغم الانتشار قرب الجدار مع قطاع غزة، يمكن الافتراض بان حتى نهاية الاسبوع هذه اكثر عصفا، ما كانت الدبابات والقوات البرية ستجتاز الحدود. في هذه المرحلة كانت توجد هناك اساسا كي يروها وان تصور من كل الجهاز، في محاولة لطرح علامات استفهام لدى الطرف الاخر حول نوايا الجيش الاسرائيلي.

 

          في اسرائيل ليسوا معنيين في الدخول في مواجهة عسكرية في قطاع غزة. هناك اسباب عديدة لذلك وليست عسكرية فقط. ولكن حتى التقرير في نهاية الاسبوع في "فوكس نيوز" عن ارساليات السلاح التي تواصل الوصول من ايران الى سوريا، يذكر أن القيادة السياسية والعسكرية العليا قررت عمليا بان الشمال يوجد حاليا سباقا على الجنوب. ويبدو أن في التقرير في "فوكس نيوز" بصمات اسرائيلية.

 

          منذ سقوط الطائرة الروسية عملت اسرائيل ضد اهداف ايرانية في سوريا، ولكن كانت هناك حاجة الى حذر اكبر بكثير والعمل بوسائل اخرى. صحيح أن اسرائيل سبق ان عملت في سوريا، ولكن حريتها في العمل، تضررت بشكل مؤقت على الاقل، بحيث أنه يحتمل أن يكون ما نشر في وسائل الاعلام الاجنبية عن استمرار التهديد جاء ايضا لاعداد التربة، اي لنقل رسالة الى الروس بان اسرائيل لن يكون لها مفر، ويبدو أنه متوقعة تطورات ايضا في الجبهة الشمالية في الايام القريبة القادمة.

 

          وعودة الى الجنوب. يمكن اخذ الانطباع بان اسرائيل معنية بان توفر لحماس فرصة لتهدئة الوضع. ففي فحص اطلاق الصواريخ نحو بئر السبع وغوش دان. رغم المسؤولية التي القوها عندنا على حماس، سرعان ما قيل عندنا ان ليست حماس هي التي اطلقت النار. وفي اعمال الاخلال بالنظام على الجدار ايضا، في هذه الجمعة، سعى الجيش الاسرائيلي الى اظهار نصف الكأس المليئة: فوفقا لمعطيات الجيش، انخفض عدد المشاركين في النصف وكذا ايضا عدد احداث العنف. وبالفعل، كانت في منطقة الجدار هذه المرة مواجهات اقل، ولاول مرة منذ زمن طويل لم يسجل ايضا قتلى في الطرف الفلسطيني.

 

          فضلا عن المعطيات، لاحظوا في الجيش الاسرائيلي ايضا بانه في عدد من المواقع يعمل رجال حماس على ابعاد المتظاهرين عن الجدار ولتهدئة الخواطر. ولا يزال، فقد اداروا في حماس الحدث وفقا لطريقتهم لانهم هم ايضا يفهمون ما هو معنى حملة عسكرية في غزة.

 

          فقد اتخذوا نصف خطوة الى الوراء، ولكنهم لم يتخلوا عن اعمال الاخلال بالنظام، عن اضطرابات العنف، عن محاولات التسلل الى الاراضي الاسرائيلية، عن اطلاق البالونات الحارقة وعن القاء العبوات نحو قوات الجيش الاسرائيلي. يبدو أن في الطرفين، في اسرائيل وفي حماس، اخذوا في نهاية الاسبوع هذه مهلة للتفكير. فالاحداث على الحدود في هذه الجمعة ابقت الوضع دون تغيير حتى مع بداية الاسبوع. ينبغي ان نكون حذرين في اعطاء اهمية زائدة للانخفاض في عدد الاحداث في نهاية الاسبوع الاخير. فهذا ليس هو الميل بعد، وفي كل الاحوال – اذا تواصلت الحرائق والبالونات المتفجرة الى جانب احداث الجدار، فان مستوى التوتر من المتوقع عمليا ان يرتفع مرة اخرى وليس بعد وقت كثير.

 

          حكومة اسرائيل، رئيس الوزراء والجيش غير معنيين بالدخول الى حملة في غزة، ولهذا السبب فانهم يحذرون في مدى القوة التي يستخدمها الجيش الاسرائيلي في الرد على الاحداث، كي لا يتدهوروا الى حملة عسكرية، ولكن بعد نصف سنة من المواجهة المتواصلة، ففي الراي العام عندنا ايضا يطالبون بالحلول من الحكومة. وبالتالي فان للانخفاض في عدد الاحداث في نهاية الاسبوع لا يوجد اي معنى، الا اذا تواصل الميل وكان الانخفاض في مستوى الاحداث في الميدان اكثر وضوحا. في كل الاحوال، اذا اختارت حكومة اسرائيل مرة اخرى القناة السياسية وليس العسكرية، فانه سيكون مطلوبا هنا ايضا مبادرة اكثر مما تتخذه الان.