خبر شكل عدوان المرحلة الثالثة يثير حديث الشارع في غزة والمواطنون يتوقعون الأسوأ

الساعة 08:53 ص|11 يناير 2009

فلسطين اليوم – غزة

تعددت مراحل العدوان والموت واحد فليس هناك ثمة فرق بين من استشهدوا بشظايا صواريخ وقذائف الاحتلال التي أطلقت في المرحلتين الأولى والثانية وبين من استشهدوا بنيران آلة الحرب التي ستطلق في المرحلة الثالثة التي بات شكل عدوانها مثار تكهنات وحديث الشارع في غزة.

فالمواطن حمدي الجمل الذي يقيم بمحاذاة الشريط الحدودي الفاصل بين الأراضي الفلسطينية والمصرية او ما يعرف بمحور فيلادلفيا يخشى مما ستجلبه المرحلة الثالثة الحالية من ويلات قد تؤدي الى تهجير ما لا يقل عن 60 ألف فلسطيني ممن يقطنون المناطق السكنية الممتدة على طول هذا الشريط الممتد على مسافة 13 كيلومترا بداية من معبر كرم ابو سالم جنوب شرق رفح وحتى غرب مخيم رفح حيث تزداد الكثافة السكانية في الأحياء الجنوبية الغربية من هذا المخيم.

وأكد الجمل أنه حال دخول قوات الاحتلال وسيطرتها على هذا الشريط فإن اشتباكات ضارية ستقع بين المقاومة وقوات الاحتلال ما يهدد بوقوع الاف الضحايا في صفوف السكان المقيمين في هذه المنطقة.

وأوضح الجمل أن قرابة 20 ألف فلسطيني من سكان هذه المناطق رحلوا من بيوتهم ومن المنتظر رحيل عشرات الآلاف حال بدء الاحتلال بهذه المرحلة التي تتصدر السيطرة على محور فيلادلفيا أهم بنودها وخططها العدوانية.

ويرى الجمل أن هذه المرحلة ستكون أشبه بكرة الثلج حيث ستنتقل آليات الاحتلال من منطقة سكنية الى اخرى ومن بيت الى بيت معربا عن خشيته مما ستحمله هذه المرحلة من دمار ومآس جديدة.

وحال المواطن إياد يوسف لا تختلف عن سابقه باستثناء أنه لم يرحل بعد عن منزله ومايزال ينتظر قدره فمنزله هو الملجأ الوحيد له ولأسرته ولعائلة والده الذي هجر منزله بعد الأضرار التي لحقت به جراء قصف الاحتلال لمنطقة الأنفاق الحدودية.

ويقول يوسف ليس أمامنا سوى أن نلجأ إلى العراء ونقيم خيمة لنا هناك من البطانيات ثم ننتظر الطريقة التي سيقتلوننا بها.

 

أما المواطن الطبيب كامل مطر يقول "ما الفرق بين أن يستشهد احدنا في غارة جوية أو قصف مدفعي مثلما استشهد المئات في المرحلتين الأولى والثانية وبين من سيستشهد بنيران آلة الحرب ذاتها التي ستستخدم في المرحلة الثالثة.

ويقول مطر "لجأت وعدد من أفراد أسرتي من بيت لاهيا في شمال القطاع إلى منزل خالي في حي الشيخ رضوان في شمال مدينة غزة أما زوجتي وأبنائي الكبار فلجأوا إلى منزل جدهم بعد أن رحل والدي زوجتي وأبناؤهما إلى إحدى مدارس وكالة الغوث.

وأضاف "أسرتي تشتتت كآلاف الأسر فليس هناك تواصل بيننا سوى ما تسمح به شبكة الاتصالات الخلوية من دقائق معدود تكون خلالها الشبكة غير معطلة بسبب تواصل القصف بمختلف أشكاله.

وبين مطر أن وجوده في منزل خاله الذي بات يضم في طوابقه الثلاثة اكثر من مائة شخص ممن رحلوا الى هذا المنزل جعله أسير تكهنات المتواجدين حوله فالبعض منهم يطلق على المرحلة الثالثة مرحلة الاقتحام والالتحام بين قوات الاحتلال وعناصر المقاومة وآخرون يتوقعون ان تصل دبابات الاحتلال الى شوارعهم وتقوم بقصف كل من تشتبه بتحركه سواء كان مدنيا او عسكريا وبالتالي فالضحايا سيكونون كثرا.

ولم يستبعد مطر أن تشهد الساعات القليلة المقبلة موجة اعتداءات تختلف في قسوتها عن الاعتداءات التي وقعت على مدار الأسبوعين الماضيين من العدوان وفي ذات الوقت لم يخل حديث مطر من التساؤلات التي دارت حول المجهول الذي يمكن ان يقع على مواطني غزة ويكون اشد قسوة مما سبق.

واعتبر مطر في ختام حديثه ان وجوده الى جانب أعداد كبيرة من أقاربه الذين لجأوا الى المنزل المذكور خلق لديه شعورا بالعجز عن حماية أطفاله في وقت الازمات وفي ذات الوقت عجز عن تخفيف الأعباء التي تتحملها الأسرة المضيفة التي تتكبد يوميا نفقات كبيرة تفوق قدرتها اذ لا تقل وجبة الطعام الواحدة عن مائة رغيف ما دفع بأحد افراد هذه الأسرة للبحث عن مساعدات لإعالة هذا العدد.