هل سيكون رد الحكومة مختلفًا لو سقط الصاروخ في بيت بتل أبيب؟

الساعة 12:10 م|18 أكتوبر 2018

فلسطين اليوم

ليلة باهتة مرّت على سكان بئر السبع، ليلة انتهت بمشاعر صعبة مغموسة بفقدان الحس بالأمن والقلق الشديد ممّا هو آت. بعد أن سقط الصاروخ وأضر بشكل مباشر بمنزل في حي كبير بالمدينة وسبّب أذىً كبيرًا؛ كان سكان المدينة متأكدين من أن كل الدولة ستثور وتهتز، وفورًا سيأتي رد قاسٍ من قِبل الجيش، لقد انتظروا طوال ساعات صباح أمس الأخبار بترقب لمعرفة متى ستأتي "الضربة" الكبيرة للجيش، وحين تأخر الرد بالوصول، أدرك سكان المدينة أين يتواجدون في السلم المدني، من وجهة نظر قادة الدولة.

الشعور الذي انتاب كثيرون من سكان بئر السبع بعد الحدث الصعب هو أنه لو أصاب الصاروخ الذي أطلق من غزة بشكل مباشر بيت في "تسهله" (حي في تل أبيب) أو "رامات أفيف" لاعتبر رئيس الحكومة ووزراؤه الأمر كـ "تجاوز للخط الأحمر" أو "إعلان حرب"، ولكان الجيش خرج بشكل فوري لعملية واسعة في قطاع غزة، بهدف جباية ثمن باهظ بسبب المساس بالروتين اليومي لسكان المقاهي في "ديزنغوف" في شارع "أرلوزوروف" في تل أبيب.

جزء من سكان المدينة، ممّن فقدوا ثقتهم بقدرة قيادة الدولة على توفير الأمن، لم يكونوا متفاجئين أبدًا من الرد البارد على الحدث الخطير الذي حدث أمس. فقبل أقل من شهرين (9 أغسطس) سقط صاروخ أطلق من قطاع غزة نحو بئر السبع، في منطقة مفتوحة قرب المدخل الغربي للمدينة؛ حينها أيضًا احتوى الجيش الحدث، وأثار بعض الضجة بقصف عدة مبانٍ فارغة. رئيس الحكومة أعلن للمرة الألف أن حماس تلقت الضربة الأقسى منذ عملية "الجرف الصامد"، وفي غضون ساعات تم التوصل لتهدئة (مؤقتة) بوساطة مصرية.

منذ أكثر من نصف عام وسكان غلاف غزة يعيشون في حرب استنزاف تشمل - من بين جملة أمور - تعاملًا يوميًا مع إطلاق بالونات حارقة، تسبب حرائق في مناطق كثيرة، بالإضافة لقلق الأنفاق المحاذية للمستوطنات، وإطلاق نار قناصين على السياج الحدودي، علاوة على إطلاق صواريخ قسام، التي يتم اعتبارها "تنقيطًا". يبدو أن هذا الوضع الذي لا يطاق لا يزعج قادة الدولة، المنشغلين بروتينهم اليومي السياسي.

بعد مرور الحدث الأمني الخطير أمس في بئر السبع (مدينة تضم حوالي ربع مليون مواطن، وتعتبر عاصمة لنصف مليون شخص) دون رد قاس من الجانب الإسرائيلي، السؤال الذي يطرحه الآن كثير من سكان المدينة هو: هل الوضع الذي يعيشه سكان غلاف غزة قد يقودهم نحو حتفهم قريبًا؟

ملاحظة: الآراء والألفاظ الواردة في المقال تعبّر عن صاحبها، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي مركز أطلس للدراسات الإسرائيلية.

 

ترجمة اطلس للدراسات

كلمات دلالية