السلطة الفلسطينية ضد التعايش- معاريف

الساعة 01:10 م|09 أكتوبر 2018

فلسطين اليوم

بقلم: نداف هعتسني

(المضمون: طالما يوجد في المنطقة كيان يربي اطفال الروضة والمدارس الفلسطينيين على أننا أنسال القردة والخنازير وليس لنا حق في العيش في برقان وفي تل ابيب، فان الارهاب سيستمر وسيتعاظم، سيستمر وسيضرب - المصدر).

المنطقة الصناعية برقان هي دليل آخر على العبث الكامن في الآراء الدارجة في الخطاب السياسي الاعتيادي عندنا. فبرقان هي جزء واضح من المشروع الاستيطاني في المناطق، والذي أقامه عن قصد اوائل المستوطنين في السامرة لتثبيت وتعزيز الاستيطان وللاثبات بأن العودة اليهودية الى اقاليم وطننا جيدة، ضمن امور اخرى، للعرب ايضا.

أعرف هذه المنطقة الصناعية جيدا والكتل الاستيطانية اليهودية المنتشرة حولها. فقد تجمعت هنا كل المزايا. من ناحية المصانع نفسها لا يمكن أن يكون هناك قلب أقرب للبلاد: 15 دقيقة سفر في الطريق السريع من رأس العين، قريب جدا من مركز غوش دان وسريع الوصول الى محاور السير المركزية. الى جانب ذلك، من ناحية اليهود والعرب على حد سواء، نشأ هنا وضع واضح من الربح للجميع. فللمصانع هذه جنة عدن من الايادي العاملة، حيث لا يشعر أحد هنا بتلك الضائقة التي تشعر بها اماكن كثيرة في البلاد بالنقص في القوى البشرية.

أما المزايا من ناحية العرب فلا تحصى. فهم لا يحتاجون الى تصاريح دخول الى داخل الخط الاخضر والكثيرون منهم يسكنون تماما في الجوار. لا حاجة للنهوض مبكرا في منتصف الليل والسير الى اماكن بعيدة. مثل هذه الوفرة للرزق في محافظات السلطة الفلسطينية الفاسدة والفاشلة هي حلم صيف. آلاف العائلات العربية تعيش بكرامة فقط بسبب المصانع الصهيونية العاملة هنا.

المجلس الاقليمي السامرة وشركة تنمية السامرة يعملان من برقان ايضا ويريان الخير في هذه الحياة المشتركة. كما أن الواقع يحطم أيضا ما كان يعتبر آراء دارجة لدى اليمين الاسرائيلي. فليس عبثا أن وعد يوسي دغان، رئيس مجلس السامرة، بعد العملية بأن يستمر التعايش في برقان. رغم أن القانون في المناطق يسمح، في اوضاع معينة، بدفع رواتب أقل للعرب، وفقا للقانون الاردني، فهذا ليس متبعا في مصانع برقان. وكما شهد أصحاب مصنع "ألون للمعادن" حيث نفذت عملية القتل المزدوج أول أمس، فان عماله العرب ينالون أجرا وشروطا مثل اليهود، دون تمييز. هذا النهج ونتائجه أعرفه من مصانع اخرى في المكان، وهذه عادة تبث أثرها ايضا على العمال العرب، أبناء عائلاتهم وكل محيطهم.

هكذا، يحطم مشروع الاستيطان في المناطق الاجماع الفكري لليمين واليسار. فبسبب الاستيطان بالذات، في برقان، مثلما في مفترق غوش عصيون وفي كل مراكز العمل والتجارة للمستوطنين في المناطق، بني تعايش حقيقي. ليس عبثا أن الحياة المشتركة في برقان توجد على بؤرة استهداف الـ بي.دي.اس ونشطائها على انواعهم.

من الصعب القول بأنه يمكن في أي مرة المنع المطلق لاعمال الارهاب التي يقوم بها أفراد مثل المخرب اشرف نعلاوي، أو المخرب من مفترق غوش عصيون قبل نحو اسبوعين. يمكن فقط الاثبات بأنه كلما كان مزيد من اليهود في المناطق، وكلما اتخذ هؤلاء مزيدا من المشاريع مثلما في المنطقة الصناعية برقان، هكذا سيخبو العداء. فسيكون مزيد من الاسباب لدى المجتمع العربي لقطع الاعشاب الاجرامية التي تنبت في داخله. ولكن هذا لا يكفي.

طالما يوجد في المنطقة كيان يربي اطفال الروضة والمدارس الفلسطينيين على أننا أنسال القردة والخنازير وليس لنا حق في العيش في برقان وفي تل ابيب، فان الارهاب سيستمر وسيتعاظم، سيستمر وسيضرب. تفهم الساحة السياسية والامنية الاسرائيلية بأنه ينبغي اعطاء العرب حوافز للعيش معنا وعدم انتهاج عقوبات جماعية غبية. ولكن لسبب ما، تواصل تنمية معتمل التحريض الذي يشعل نارا دائمة للارهاب ضد مجرد وجودنا – السلطة الفلسطينية. من يريد أن يكمل مشروع التعايش في برقان ملزم في نفس الوقت بأن يضع حدا لمن يتآمر عليه بشكل اجرامي ودائم.