تقرير لِصان يخطفان "ثمار الزيتون" في غزة

مع بدء حصاد قطف ثمار الزيتون، سادَت حالة من التذمر لدى المزارعين وتجار زيت الزيتون، نتيجة تراجع كبير في كميات جني الثمار والقوة الشرائية أيضاً من قبل المواطنين خلافاً عن الأعوام السابقة.

موسم جني ثمار الزيتون هذا العام يشهد ضعفاً مع قلة العرض وتراجع في القوة الشرائية من قبل المستهلكين، والذي اعتبره المزارعون "موسم الترييح".

وقال المزارع خالد الزين، :"إن هنالك تراجع كبير في كميات قطف الزيتون هذا الموسم، ويتخلخله أيضاً تراجع في القوة الشرائية لدى المستهلكين أمام اقتناء الزيتون والزيت".

وأوضح الزين" لوكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أنَّ موسم قطف الزيتون هذا العام يشهد حالة من التراجع بكميات جني الزيتون والقوة الشرائية لدى المواطنين، معزياً ذلك لأسباب منها تغيير المناخ الذي طرأ في فصل الربيع أدى إلى حرق الزهور والسبب الثاني يعود لعدم انتظام رواتب الموظفين وقلة فرص العمل في القطاع.

وأشار إلى أنه يوجد ثلاثة أنواع من الزيتون منه ما يعرف ( بالسري، والشملاني، وك 18)، وأجودهم الثمار السري ووهو مرغوب عند المواطنين، مبيناً أن سعر الرطل الواحد لثمار السري يبلغ 17-20 شيقل، وك 18 يتراوح سعره من 8-10 شواقل.

وذكر بأنه يعمل لديه 5 فرق من العمال وكل فرقة مكونة من 5 أفراد ويقطفون ثمار الزيتون على مساحة 25 دونم طوال اليوم، مبيناً أن هذا العام أسوأ موسم في جني الثمار، بحيثُ كان ينتج كل عامل 10 جرادل ويزن كل واحد منها 11 كيلو خلال الأعوام السابقة بيدَّ أن هذا الموسم لا يتجاوز عمل كل فرد ال 5 جرادل.

ولفت الزين إلى أن هناك عدة عوامل رئيسة لإنتاج ثمار الزيتون بشكل جيد، منها طبيعة أرضية المزرعة بحيث كلما كانت طينية وتسقى بمياه مالحة ويتم تغذيتها بالمواد العضوية كان الإنتاج ناضج وجيد ويعكس هذا أثناء عملية عصر الزيتون وإخراج الزيت.

تراجع حاد

وبدوره، أكد حسين شبات صاحب معصرة لزيت الزيتون، أن هناك تراجع كبير في إنتاج كمية الزيت الزيتون بنسبة 40-50 % هذا العام.

وأوضح شبات " لوكالة فلسطين اليوم الإخبارية" أن نسبة كميات قطف الزيتون هذا الموسم بلغ 22 ألف طن في قطاع غزة، مردفاً بأن هذا التراجع يعود لتغيير المناخ وتقلب الأجواء وقت تفتح الازهار بشهر فبراير ومارس الماضي أدى إلى حرقها وتساقطها بشكل كبير، مضيفاً بأن شجر الزيتون يعمل "عملية ترييح" أي عام ينتج بشكل كبير والعام بعده يقل انتاجه.

وحول القوة الشرائية لشراء الزيت، قال شبات، : " إنَّ هذا الموسم لم يشهد له مثيل في حركة بيع الزيت خلال الأعوام السابقة وهناك تراجع بشكل كبير من قبل المواطنين على شراء الزيت"، موضحاً بأن سعر ثكنة الزيت السري 80 دينار والزيت الشملاني ب65 دينار وك18 بسعر 60 دينار.

وتابع" أنه يعمل بداخل المعصرة 30 عامل موزعين على فترتين ويعملون لمدة 24 ساعة"، مشيراً إلى أن أفضل أنواع الزيت هو ك18 حسب الأصناف العالمية وسعره مناسب للمواطنين.

وبينَّ أن عملية إعصار الزيتون تمر بثلاثة مراحل بداخل المعصرة، ويتم رفع الزيتون بواسطة ماكينة "جاروشة" لطحنها وإدخالها في خلاط ويمسح الزيتون بالطرد المركزي "التوربينات" وتقوم بفرز الجفت عن الزيت والزولار "مية الزيتون" بنسبة 80%، ويتم إدخال الزيت إلى الفرازات لفصل الزيت عن الزولار وبعدها يتم تعبئة الزيت في ثنكات مخصصة.

وأشار إلى أن هناك معوقات أثناء عملهم بداخل المعصرة منها انقطاع التيار الكهربائي بشكل مستمر وقلة قطع الغيار الماكن بسبب منع الاحتلال "الاسرائيلي" إدخالها إلى القطاع.

وطالب شبات وزارة الزارعة بغزة منع استيراد الزيتون والزيت من الخارج لحماية المنتجين بالقطاع، ودعا إلى فك الحصار المفروض على أهالي غزة من قبل الاحتلال" الإسرائيلي" وحل مشكلة خصومات رواتب الموظفين.

ظاهرة المعاومة

ومن جانبه، قال تحسين السقا مدير عام التسويق والمعابر في وزارة الزراعة بغزة،:" إنه يوجد عجز هذا الموسم في كميات جني قطف الزيتون مع تدني الحركة الشرائية من قبل أهالي القطاع لتردي الأوضاع الاقتصادية".

وأوضح " لوكالة فلسطين اليوم الإخبارية" بأن تراجع المحصول الزيتون هذا العام بسبب ظاهرة المعاومة (تبادل الحمل) أي عام ينتج بغزارة وعام يريح وينتج بشكل ضئيل.

وأضاف أن 29 معصرة زيتون تعمل بداخل القطاع، وتبلغ المساحة الإجمالية للزيتون 38 ألف دونم منها مثمر 30 ألف دونم، مشيراً إلى أنَّه تم إنتاج 17200 ألف طن من الزيتون وتبلغ حصة استهلاك الفرد الواحد 2 كيلو.

وذكر السقا أن أسعار الزيتون المتداولة في الأسواق الغزية للرطل الواحد من النوع السري 15-20 شيقل، وزيت الزيتون للسري ب90 دينار، والشملاني ب80 دينا، وك18 ب70 دينار.

يُشار، إلى أن قطاع غزة يعاني من حصار مفروض من قبل الاحتلال "الإسرائيلي" لأكثر من 12 عاماً، نتجَ عنه قلة فرص العمل وارتفاع في معدلات البطالة ونسبة الفقر بين الغزيين.