ال

خبير إسرائيلي يتوقع حرباً شرسة مع حزب الله بسبب سياسات نتنياهو

الساعة 06:40 م|07 أكتوبر 2018

فلسطين اليوم


ارتفعت التقديرات الإسرائيلية الرامية بقرب مواجهة عسكرية مع إيران وحزب الله بسبب السياسية التي يعتمدها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، في تعامله مع هذا الملف المشحون.

فقد هاجم الخبير الإسرائيلي في الأمن القومي وأستاذ العلوم السياسية بجامعة حيفا، أوري بار يوسف، خطاب نتنياهو الأخير الذي ألقاه أمام الجمعية العام للأمم المتحدة، مضيفاً "لقد عرض بإحدى يديه التهديد النووي الإيراني، وبالأخرى تهديد الصواريخ الدقيقة لحزب الله، وخلافاً لهذا لم يكن لديه ما يعرضه".

وأضاف: "لا نستطيع أن نبعد الأخطار الحقيقية التي نواجهها عن طريق الكلام الفارغ والصور الملونة"، لافتاً إلى أن من سبق نتنياهو من القادة، "أدركوا أنه بالكلام فقط لن يخدموا أمن إسرائيل ولا الإسرائيليين".

وتطرق بار يوسف الى المعلومات السرية التي عرضتها تل أبيب للعالم عن إيران ومصانع صواريخ حزب الله؛ بغرض العمل ولم يعملوا، منوهاً إلى أن "نتنياهو آمن بالتسويق كحل لكل شيء، وهذا خطأ كبير".

وتساءل في مقال له بصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، الذي ترجمه موقع "عكا": "ماذا بعد؟ هل تتوقع قيام مظاهرات جماهيرية في عواصم العالم دعماً لمطالبك؟"، ويجيب بار يوسف "هذا لن يحصل".

ولفت إلى أنه على "نتنياهو أن يعرف أننا لسنا في 1938، وأن إيران ليست ألمانيا النازية، وأن حروباً كبيرة بين دول متطورة هي ظاهرة آخذة في الاختفاء".

وأضاف بار يوسف، "ليس لدينا رد عسكري جيد على تهديدات الصواريخ الثقيلة والدقيقة التي يمتلك حزب الله جزءا منها".

وأضاف، "في الحرب القادمة ستصيب هذه الصواريخ تهديداً للمنشآت الاستراتيجية والأبراج السكنية في تل أبيب"، منوهاً إلى أن "عقيدة الضاحية، تم وضعها في إسرائيل، ولكن حزب الله يستطيع أن يطبقها".

وذكر بار يوسف الهزيمة التي منيت به إسرائيل عام 1973 (حرب أكتوبر) بسبب الفشل الاستخباراتي؛ رغم إمتلاك إسرائيل الامكانات العسكرية المتطورة.

وتابع: "نتنياهو يعرف بالتأكيد أنه نظراً لأن غولدا مئير قدرت بأنه يوجد لإسرائيل رد عسكري جيد على التهديدات العربية، فإنها لم توظف جهودا كبيرة في تشجيع اتفاق سياسي كوسيلة لتحييد هذه التهديدات، ولكن ما كان منطقيا عام 1973 ليس منطقيا اليوم".

وأكد بار يوسف، أن "المستوى السياسي العسكري في إسرائيل، يرى في صواريخ حزب الله تهديداً مهماً، وعلى أبعد تقدير فإنه يوجد لدينا رد جزئي عليها"، مقدراً أن "إسرائيل في الحرب القادمة من شأنها أن تدفع الثمن الأثقل منذ 1948".

وأوضح أن نتنياهو يفتقر للتفكير الاستراتيجي الذي تطور في فترة الحرب الباردة، وفي مركزه وقف مفهوم "توازن الرعب"، الذي ارتكز على القدرة النووية"، مضيفاً أنه "رغم أنه لا يوجد لحزب الله في هذه المرحلة وإيران قدرة كهذه، ولكن في أعقاب التطورات التكنولوجية الأخيرة، فإن إنتاج الصواريخ أرخص وأسهل مما كان في الماضي، كما أن مستوى دقتها يمكن تطويره بصورة سهلة نسبياً".

وأما "النتيجة العملية فهي توازن رعب تقليدي، ضاحية مقابل مقر وزارة الحرب، ومطار الحريري مقابل مطار بن غوريون"، معتبراً أن "التاريخ يعلمنا أن الوسيلة لمواجهة ميزان الرعب تمر بالحوار، وبناء الثقة وإيجاد حلول عملية للتهديدات العسكرية".

وختم الخبير مقاله بقوله: "كان يجدر بنتنياهو أن يفكر أكثر قليلاً في عبر التاريخ، التي تعلم أن الطريقة التي يعمل بها من شأنها أن تقوده إلى كارثة"، مشدداً على أهمية أن "يبحث نتنياهو عن طرق بديلة".