كتب د. يوسف الحساينة: نحو نشر ثقافة الحب (٣)

الساعة 12:51 م|05 أكتوبر 2018

فلسطين اليوم

لماذا نشر ثقافة الحب وبُغض ثقافة الكراهية؟

الحب يمنح الطاقة للمحبوب ، طاقة محسوسة إيجابية تلمس الوجدان والقلب والجسد ، طاقة الحب تمنح النشاط والحيوية والذكاء والثقة بالنفس والصفات النبيلة ؛ كالصدق والاخلاص والانتماء الواعي والتواضع وحب الآخرين والكرم والعطاء والمودة الاجتماعية .

الحب سر من أسرار التكوين والوجود، بل  أساس الوجود وأساس الحياة.

وأسمى الحب ما كان فى حب الله "واجعل أساس النفس حب الله ، إذ لا خير فى بيت بغير أساس " .- الرافعي -

"الحب إحدى كلمتين هما ميراث الإنسانية وهوية التاريخ، والطرفان اللذان تلتقى عندهما السماء والأرض" . - الرافعي -

" إن الله - سبحانه -هو خالق الحب، وباعثه في النفوس والأفئدة، ومجريه فى العروق والأوردة، إن الله - تعالى - هو الحب نفسه ، فالله حب والحب من صفاته ومن الله ومن الحب ، ينبع كل خير وبر وإحسان ورحمه " . - د. محمد مجدى -

فالعلاقة متصلة بين حب الله وحب مخلوقاته، علاقة متصلة ومرتبطة، علاقة لا تقبل الانفصال ولا الانفصام ، فمن أحب الله أحب مخلوقاته ومن أحب المخلوقات أحب خالقها، هكذا ارشدنا رسول الله -صلى الله عليه واله وسلم - أن نحب الخالق اولا و بالتالي فإننا سنحب مخلوقاته.

 

الحب أن يكون قلبك منكرا لفعل الطغاة والمستبدين والظالمين والمعتدين، وإلا فتحسس قلبك فإنه ليس قلب محب ولا قلب عاشق، إنما هو هوى متبع.

الحب أن يتحرر قلبك من الكراهية والحقد والحسد والتكبر، عندها سيكون قلبك قلب عاشق محب .

بقبضة حب تقتلع الكراهية، بسلاح الحب يُزال الشر.

الحب أن تعيش لتُسعد الآخرين حتى يبعث الله لك من يعيش ليُسعدك ،" "وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان ".

انظر وتأمل كيف عاش معلم الحب - صلى الله عليه واله وسلم -الحب سلوك ورحمة وتحنن وعطاء، وهو -صلى الله عليه واله وسلم - من أحب الناس كل الناس ودعاهم أن يحبوا بعضهم بعضا.

 فالحب أساس الإيمان ، والحب قربى الى الله ، وقربى إلى الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - .

يقول معلم الحب -صلى الله عليه واله وسلم -" إن احبكم إلي أحسنكم أخلاقا ، الموطؤون أكنافا، الذين يألفون ويؤلفون، وإن أبغضكم إلى المشاؤون بالنميمة المفرقون بين الأحبة ..الملتمسون للبراء العنت" .

يا الله ما اعظمه من حب، ما أعظمه من إرشاد نبوي لبناء المجتمع المتحابب، لا يمكن أن تكون قريبا من النبي محمد -صلى الله عليه واله وسلم - أو مقتفيا لسنته، ما لم تكن محبا للناس ، ومشيعا الحب بينهم ،  ومُبغضا الكراهية، ومتجنبا الوقيعة بين الخلق ، والتفرقة بين المحبين .

 

نشر الحب هو مفتاح قبول العمل ومصداق الإيمان، يقول معلم الحب -صل الله عليه وسلم - " لا تحقرن من المعروف شيئاً، ولو أن تفرغ من دلو في إناء المستسقى"

إن مجرد بسمة تلقى فيها أخاك هي معروف ، هي صدقة، هي بسمة تعرف طريقها إلى قلب محب ، هي صدقة يتصدق بها القلب

هذه هي ثقافة الحب ، هذا هو معنى نشر وإشاعة ثقافة الحب ونبذ البغض والكراهية.

وسائل وارشادات بسيطة ولكنها عميقة في فعلها وفي أثرها:

يقول "صل الله عليه وآله وسلم-: " إذا آخى الرجل الرجل فليسأله عن اسمه، واسم أبيه ، ومن هو ، فإنه أوصل للمودة".

ويقول - صل الله عليه وآله وسلم - : " ثلاث يصفين لك ود أخيك؛ تسلم عليه إذا لقيته، وتوسع له في المجلس ، وتدعوه بأحب أسمائه إليه" .

ويقول معلم الحب -صل الله عليه وآله وسلم -: " اللهم إني أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين"

إنه الحب الأشمل والأنقى والأرفع. إنه الحب الصادق، إنه الحب الصافي للناس عامة ، الناس المساكين الضعفاء ، إنه الحب الذي يحيي القلوب الميتة ، إنه الحب الذي يجلب السعادة للبشرية ، إنه الحب الذي يحمي المجتمعات من التفكك والغربة، إنه الحب الذي يجعل الإنسان فاعلاً متفاعلاً مع أهله ومجتمعه وقضاياه ليكون إيجابياً مبادراً معطاءً.

الحب طريقك إلى الجنة  ، الحب  طريقك لقبول الأعمال  ، وتأمل قوله -صلى الله عليه وآله وسلم-:" والذي نفسي بيده لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنون حتى تحابوا" صدق نبي الحب ، صدقت يا حبيب قلوبنا .ونور أبصارنا وطبيب قلوبنا.

هكذا هو الحب .

هكذا ممكن أن نعيش بالحب.

بالحب نهزم الكراهية ،

بالحب تتقدم المجتمعات،

بالحب ترتقي النفوس وتكبر .

انشروا ثقافة الحب حتى ترتقوا.

انشروا ثقافة الحب واجعلوها عبادة نتقرب بها إلى الله..