إسرائيل تقر بأن منظومة اس 300 في سوريا غيرت قواعد اللعبة

الساعة 12:18 م|05 أكتوبر 2018

فلسطين اليوم

أقّر مصدر سياسيّ إسرائيليّ رفيع المُستوى والمُقرّب جدًا من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أقّر بأنّ وصول منظومات الصواريخ من طراز (S300) من روسيا إلى سوريّة أدّى إلى تغيير قواعد اللعبة والاشتباك، مُشدّدًا في الوقت عينه على أنّ هذه المنظومة المًتطورّة والمُتقدّمة جدًا تُشكّل تحديًا كبيرًا لدولة الاحتلال، ومع ذلك أضاف أنّ تل أبيب تعمل بشكلٍ دبلوماسيٍّ وأيضًا عسكريٍّ للتغلّب على هذا التحدّي الجديد، لافتًا في الوقت ذاته إلى أنّ سلاح الجوّ الإسرائيليّ لم يقُم بتنفيذ أيّ هجمةٍ عسكريّةٍ في الأراضي السوريّة منذ إسقاط الطائرة الروسيّة قبل حوالي ثلاثة أسابيع، الأمر الذي يؤكّد على أنّ دولة الاحتلال تخشى وتتوجّس من ردّ فعل موسكو،

كما نقلت عنه مُراسِلة الشؤون السياسيّة في صحيفة (هآرتس) العبريّة، نوعا لاندوا.

إلى ذلك، وفي تحليلٍ لموقع (YNET) الإخباريّ-العبريّ، التابع لصحيفة “يديعوت أحرنوت”، قام بإعداده الخبير العسكريّ الإسرائيليّ رون بن يشاي، أكّد المُحلّل، المُرتبط جدًا بالمؤسسة الأمنيّة في تل أبيب، أكّد على أنّ  بطاريات (S300) المضادّة للطائرات، تُصعّب من عمليات "الجيش الإسرائيليّ"، لكنّ تلك العمليات، شدّدّ بن يشاي، تبقى غيرُ مستحيلةٍ، مُشدًدًا على أهمية أنْ يتخذ رئيس الوزراء نتنياهو بعض التحركّات الدبلوماسيّة، في ظلّ هذه المواجهة الدبلوماسية غير الواضحة مع روسيا، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ ربمّا يستيقظ الرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب في النهاية ويتدّخل، على حدّ تعبيره.

وأشار المُحلّل الإسرائيليّ في تحليله إلى أنّ الخطوات التي أعلنت عنها روسيا عقب إسقاط الطائرة، وهي 3، قامت بترتيبها حسب ما أسماها بـ”مستوى الخطورة”، وذكر في مقدّمتها، تزويد سوريّة بمنظومة (S300) المضادّة للطائرات، وهو ما تمّ حسب الإعلان الروسيّ.

وأمّا الخطوة الثانية، بسحب المصادر في تل أبيب، والتي اعتمد عليها المُحلّل بن يشاي، فهي تزويد جهاز الدفاع الجويّ السوريّ بأنظمة مراقبةٍ إلكترونيّةٍ حديثةٍ، وهذا من شأنه أنْ يسمح للسوريين بالتفريق بشكلٍ أفضلٍ بين طائرات العدو والصديق، مُشيرًا في الوقت ذاته إلى أنّ الخطوة الثالثة هي استخدام الإلكترونيات ونظم الحرب الإلكترونيّة لتعطيل أنظمة الملاحة GPS والرادارات المثبتة على الطائرات المقاتلة التي تريد روسيا منعها من الاقتراب من المجال الجوي السوريّ أوْ اللبناني أوْ من مهاجمة أهدافٍ في سوريّة، على حدّ قوله.

وأردف الخبير العسكريّ الإسرائيليّ قائلاً إنّ وزير الدفاع الروسيّ لم يقل إنّ هذا الإجراء يهدف إلى منع الطائرات الإسرائيليّة من الوصول إلى مناطق يُمكِن منها إطلاق النار على سوريّة أوْ تعطيل الصواريخ أوْ القنابل التي يُطلِقها سلاح الجوّ الإسرائيليّ، ولكن من الواضح أنّ الطائرات الإسرائيليّة والأسلحة المُوجهّة بدقّةٍ هو ما كان يدور في خلد الروس، على حدّ وصفه.

وعلى أيّ حالٍ، تابع الخبير العسكريّ بن يشاي قائلاً إنّه حتى لو كان هدف الروس هو منع وتعطيل عمليات المقاتلات والصواريخ الإسرائيليّة في المجال السوريّ والبحر المتوسط، فمن الواضح أنّ هذه الإجراءات يُمكِن أنْ تؤدّي أيضًا إلى تعطيل عمليات المقاتلات الأمريكيّة والفرنسيّة والبريطانيّة التي تحارب تنظيم “داعش” الإرهابيّ-الإجراميّ، وفق قوله.

علاوةً على ذلك، أكّد بن يشاي على أنّه لا يوجد سبب للذعر أوْ الإفراط في التشاؤم، ومن المهم أنْ تفحص إسرائيل التفاصيل بدقّةٍ من أجل التوصل إلى تقييم عميق للأثر الحقيقيّ الذي يُمكِن أنْ تحدثه الخطوات الروسيّة على حريّة العمليات الجويّة للجيش الإسرائيليّ وعلى قدرة الدولة العبريّة على إحباط التعزيز العسكريّ الإيرانيّ في سوريّة، كما قال.

وأضاف بن يشاي أنّ منظومة (S300) في الواقع أكثر فعاليّةً من أيّ نظام اعتراضٍ آخر لدى السوريين، وهي لا يُمكِنها اعتراض الطائرات فحسب، بل الصواريخ الباليستية في مدى يصل إلى 250 كيلومترًا وعلى ارتفاعاتٍ عاليّةٍ جدًا، كما نقل عن المصادر الأمنيّة والعسكريّة في تل أبيب.

على صلةٍ بما سلف، كانت صحيفة (يسرائيل هايوم) العبريّة قد عن الجنرال احتياط عاموس يدلين، القائد السابق لشعبة الاستخبارات في "الجيش الإسرائيليّ"، قوله إنّ إرسال روسيا منظومة (S300) إلى سوريّة سيدفع إسرائيل إلى استهدافها. وأضاف يدلين الذي كان أحد الطيّارين الذين قصفوا المفاعل النووي العراقيّ عام 1981، إنّ نشر المنظومة الروسيّة ستتم في النهاية، حينها سيعمل سلاح الطيران الإسرائيلي على تدمير هذا التهديد، على حدّ تعبيره.

وفي هذا السياق تساءل المُحلّل الإسرائيليّ التقدّميّ، جدعون ليفي، من صحيفة (هآرتس) العبريّة، تساءل لماذا خفتت أصوات الجنرالات والخبراء والمُحلّلين الذين هدّدّوا باستهداف المنظومة الروسيّة بعد وصولها إلى سوريّة؟ وما هو السبب الذي دفعهم إلى الاختباء بعد أنْ أطلقوا التصريحات الناريّة باستهداف المنظومة، على حدّ قوله

كلمات دلالية