تشرين فلسطين: انطلاقة وانتفاضة ومسيرة وقيادة متجددة

الساعة 12:20 م|01 أكتوبر 2018

فلسطين اليوم

تشرين جديد يبدأ في حياة الفلسطينيين، ككل عام زاخر بالأحداث الجسام، يحمل بين ثناياه روح الجهاد والمقاومة، مخضب بدم الشهداء والجرحى، مثقل بهموم القضية التي أفنى من أجلها قادة عظام، وأشبال صغار، ومازالوا يقدمون الغالي والنفيس من أجلها.

فمنذ بدايات الصراع الفلسطيني، وحتى يومنا هذا، يزخر شهر تشرين/ أكتوبر بالانتصارات الكبيرة، وانطلاقة لحركة جهادية استطاعت أن تصنع لها مكاناً قوياً في سجل القضية الفلسطينية الحافل.

ففي حقبة السبعينات كانت الانطلاقة الجهادية  ونشأة حركة الجهاد الإسلامي ثمرة حوار فكري وتدافع سياسي شهدته الحركة الإسلامية الفلسطينية أواخر السبعينات وقادته مجموعة من الشباب الفلسطيني على رأسهم مؤسس الحركة الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي.

وتواصلت مسيرة السياسية والمقاومة والسلاح للحركة، وللقضية الفلسطينية، وها هي بعد سنوات من النضال تتواصل المعركة مع المحتل، فيأتي تشرين 2018، وتتواصل فيه مسيرات العودة الكبرى، التي انطلقت في قطاع غزة في مارس 2018، حيث قتلت "إسرائيل" 193 شهيد منها  34 طفل و3 سيدات، وأصابت  21150 بجراح مختلفة و اختناق بالغازات المجهولة منها  4200 طفل و 1950 سيدة، وكان من بينها 5300 بالرصاص الحي منها 464 إصابة خطيرة.

وعلى أعتاب تشرين، كانت انتخابات حركة الجهاد الإسلامي، حيث جرى في 28 سبتمبر 2018، الإعلان عن انتخاب الأستاذ زياد النخالة أميناً عاماً للحركة خلفاً للدكتور رمضان عبد الله شلح.

كما جرى انتخاب لأعضاء المكتب السياسي هم (أكرم العجوري، الدكتور محمد الهندي، الدكتور يوسف الحساينة، الدكتور وليد القططي، الأستاذ محمد حميد، الدكتور أنور أبو طه، الأستاذ عبد العزيز الميناوي، الشيخ نافذ عزام، الأستاذ خالد البطش).

ولا تزال انتفاضة القدس متواصلة حيث استشهد المئات من الفلسطينيين فيما قتل العشرات من "الإسرائيليين" في عمليات بطولية فردية وجماعية هزت الكيان "الإسرائيلي".

وتستمر أحداث تشرين، لتنطلق انتفاضة القدس عندما تمكن المجاهد مهند الحلبي البالغ من العمر 19 عاماً من طعن أحد المستوطنين "الإسرائيليين" والسيطرة على سلاحه الشخصي وإطلاق النار تجاه المستوطنين ما أدى إلى مقتل إسرائيليين وإصابة أخرين بجروح مختلفة.

وقد نفذ الحلبي عملية الطعن في تاريخ 2-10-2015 انتقاماً لاغتيال صديقه الشهيد ضياء التلاحمة ولإشعال الثورة في قلوب المقدسيين بعد الاقتحامات اليومية للمستوطنين لباحات المسجد الأقصى، وانطلقت بعد الشهيد الحلبي عمليات الطعن والدهس وإطلاق النار تجاه المستوطنين "الإسرائيليين".

وتوالت الأحداث، لتنطلق هبة القدس والأقصى الثانية التي وقعت أحداثها في أكتوبر/تشرين الأول 2000، وأدت إلى ارتقاء 13 شهيداً في الداخل الفلسطيني، خلال احتجاجات على اقتحام أرييل شارون وقتئذ للمسجد الأقصى، مستفزاً مشاعر المسلمين والفلسطينيين عامة.

ولم يكتف تشرين بذلك، فقد اغتال الموساد الإسرائيلي، مؤسس حركة الجهاد الإسلامي د. فتحي إبراهيم الشقاقي، في مدينة "سليما" بجزيرة مالطا يوم 26 أكتوبر 1995 أثناء عودته من ليبيا.

ولم يكن السابع عشر من مايو / آيار عام 1987 عادياً في تاريخ فلسطين، فهو اليوم الذي سجل علامة بارزة في تاريخ الحركة الوطنية الأسيرة ، وانتصار يضاف لانتصاراتها العديدة ، ومفخرة تُسجل في سجلاتها الساطعة وستبقى عملية الهروب هذه محفورة في الذاكرة الفلسطينية، بعد هروب ستة أسرى من قادة حركة الجهاد الإسلامي من سجن غزة المركزي.

وقادة الهروب هم: مصباح الصوري ، محمد الجمل ، سامي الشيخ خليل ، صالح أبو شباب (اشتيوي) ، عماد الصفطاوي ، وخالد صالح.

وفي تشرين 1987، استشهد كل من مصباح الصوري، ومحمد الجمل وسامي الشيخ خليل، في اشتباك مسلح مع الاحتلال، وبعدها بأشهر قليلة اندلعت الانتفاضة الأولى عام 1988.

كلمات دلالية