أعانكم الله على حمل الأمانة – بقلم: خالد صادق

الساعة 09:20 ص|30 سبتمبر 2018

فلسطين اليوم

عززت فصائل المقاومة الفلسطينية مبدأ الديمقراطية والنزاهة والعدالة إلى حد بعيد, من خلال تنظيم انتخابات حقيقية ونزيهة لاختيار من يمثلون تلك الفصائل, فقد جرت الخميس الماضي انتخابات داخل حركة الجهاد الإسلامي لاختيار الأمين العام للحركة وأعضاء المكتب السياسي, وقد سبق هذه العملية الانتخابية انتخابات مماثلة في صفوف حركة حماس, لتدلل حركات المقاومة الفلسطينية التي تتهم من قبل البعض بالجمود بأنها حركات ديناميكية وخير من يمارس الديمقراطية, وأنها تحترم صندوق الانتخابات, وتنتهج النهج الديمقراطي الحر بعيدا عن تقديس الأشخاص والوقوف عند رموز بعينها والخشية من التغيير.

وقد سادت العملية الانتخابية داخل صفوف الجهاد الإسلامي أجواء ايجابية وهادئة, وتعتبر نسبة الاقتراع هى الأعلى على الإطلاق حيث بلغت 99,3% وهذا يدل على الجو الديمقراطي وتهيئة المناخ المناسب للانتخاب, ويؤكد ان حركة الجهاد الإسلامي لديها من الوعي والإدراك لضرورة ترتيب الأوضاع الداخلية للتفرغ للمرحلة المقبلة بكل ما تحمله من أخطار على القضية الفلسطينية سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي, وهذا يحتم عليها ان تكون حاضرة بكل قوتها السياسة والعسكرية في الميدان وترتيب بيتها الداخلي, وتعزيز الشراكة مع المجموع الوطني الفلسطيني, وقد جاءت الانتخابات الداخلية لتؤسس لكل ذلك من خلال ترتيب البيت الداخلي وتعزيز مبدأ الشراكة والتوافق على الأسس العامة التي تحكم العلاقة بين الكل الفلسطيني.

هناك خط عام وأسس وقواعد وثوابت تحكم سياسات الحركة, وهذه عليها إجماع كامل ليس على مستوى الجهاد فقط, إنما تتبناها كل فصائل العمل الوطني, لذلك ستبقى حركة الجهاد متلاحمة مع المجموع الفلسطيني بما يخدم قضايا شعبنا وستبقى حاضرة في الميدان ومشتبكة مع الاحتلال الصهيوني بكل الطرق والوسائل الممكنة وفق الإجماع الوطني ومصلحة المجموع الفلسطيني, كما ان الجهاد الإسلامي ليس لديها تيارات ترتبط بجهات داخلية أو خارجية, فهو تيار واحد لديه عدو واحد هو الاحتلال الصهيوني, وهو قريب من أي طرف بقدر قربه من فلسطين, وستبقى فلسطين قضية الأمة المركزية, وهى كفه الميزان التي تقيس من خلالها الحركة علاقتها مع الآخرين, وهى تدرك ان المقاومة المسلحة هى السبيل الأنسب والأسرع لتحرير فلسطين, وهذا لا يمنعها من ممارسة خيارات أخرى تصب كلها في مصلحة القضية الفلسطينية.

اليوم الحركة متواجدة بقوة في ميادين العودة لتشارك شعبها وفصائل المقاومة الفلسطينية في الحراك السلمي في وجه الاحتلال, وفي نفس الوقت تستعد للمعركة القادمة ضد الاحتلال وتحذر من تماديه في مسلسل القتل واستهداف المدنيين العزل على الشريط الحدودي, وأي تطور في الميدان ضد الاحتلال ستكون حركة الجهاد الإسلامي طرفا فيه, وهى لن تلتفت في يوم من الأيام لصراعات جانبية مع أي طرف كان فصراعها مع الاحتلال الصهيوني فقط, ومعركتها لن تنتهي معه إلا باندحاره عن أرضنا المغتصبة واسترداد كل حقوقنا المسلوبة, وستبقى جهود الحركة مسخرة دائما لتذليل العقبات أمام المصالحة الفلسطينية حتى تنهي هذا الانقسام البغيض الذي اضر بشعبنا وقضيتنا وأدى إلى تشتت جهودنا وتباين مواقفنا السياسية, فالجهاد الإسلامي حريصة على وحدة شعبنا ووحدة وطننا ووحدة امتنا لمواجهة كل الأخطار التي تحاك ليل نهار. 

انتخابات حركة الجهاد الإسلامي انتهت باختيار الأمين العام الأستاذ زياد النخالة وأعضاء المكتب السياسي, وهم يدركون جيدا ان هذا تكليف وليس تشريفاً, وان المهمة المناطة بهم صعبة ومعقدة في ظل تداخل السياسات في المنطقة العربية, وسطوة الإدارة الأمريكية وتحكمها في القرار السياسي في الإقليم, وتقارب الاحتلال الصهيوني مع دول عربية مؤثرة في المنطقة, لكننا على قناعة ان الأمة لديها من الوعي والإدراك ما يمكن الرهان عليه دائما, لأنها تعرف أعداءها جيدا وتدرك ان «إسرائيل» لا يمكن ان تكون حليفا, وان الإدارة الأمريكية ليست وسيطا نزيها, ولا بد لها ان تتحرك في يوم ما نأمل ان يكون قريبا للتصدي لصفقة القرن التي تستهدف مقدرات الأمة, وتمكن لإسرائيل والإدارة الأمريكية في المنطقة, فقيادة حركة الجهاد الإسلامي تملك من الوعي السياسي ومن الثقافة ما يؤهلها للتوعية بالدور الخطير لإسرائيل, والدور المشبوه للإدارة الامريكية, لذلك نقول لقيادتنا السياسية أعانكم الله على حمل الأمانة!.