غزة إلى أين.. تهدئة أم تصعيد؟

الساعة 12:36 م|24 سبتمبر 2018

فلسطين اليوم

مع ارتفاع وتيرة المشاركة الجماهيرية السلمية في مسيرات العودة قرب السلك الزائل شرق قطاع غزة، وابتداع طرق جديدة من قبل الشباب الثائر لإرباك جيش الاحتلال الإسرائيلي، وانسداد الأفق أمام التوصل إلى تهدئة تفضي إلى فك الحصار عن قطاع غزة، وزيارة مفاجئة للوفد الأمني المصري إلى القطاع وعدم الخروج بنتائج تحقق الحد الأدنى من تطلعات الجماهير، يتساءل الشارع الغزي في ظل هذه المتغيرات. غزة إلى أين؟.

الكاتب والمحلل السياسي فايز أبو شمالة، رأى في حديث خاص لـ "فلسطين اليوم"، أن قطاع غزة رغم كل المتغيرات الحاصلة فهو يتجه إلى التهدئة وليس للتصعيد العسكري مع الاحتلال، لافتاً إلى أن إسرائيل ليس من مصلحتها التصعيد، وإنما مصلحتها في فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية وأن تتخلص من دُمل يؤذي المعنوية الإسرائيلية والأكذوبة الإسرائيلية لوطن آمن.

وأشار إلى أن تقديرات جيش الاحتلال تحذر من أي عدوان على قطاع غزة، إضافة إلى أن المستوى السياسي الإسرائيلي "الكابنيت" 9 أعضاء من 11 عضواً يؤيدون التهدئة مع غزة، مستدركاً أن إسرائيل تحاول أن توظف غضب رئيس السلطة محمود عباس لمزيد من الابتزاز في عملية المفاوضات لتحقيق التهدئة.

وأوضح أن التصعيد العسكري لمواجهة مفتوحة يربك المخططات الإسرائيلية في المنطقة ولاسيما تصعيد الشمال، حيث أن إسرائيل تعتبر أن الأولوية الأولى هي إيران والثانية حزب الله والثالثة قطاع غزة بحكم الأسلحة، بالتالي طالما إسرائيل لم تحسم أمرها ولم تحقق أمنها على الجبهة الشمالية فهي تؤجل الجبهة الجنوبية، وهذا ما تحدث به نفتالي بينيت وزير التعليم الإسرائيلي المتطرف عندما قال هناك مدرستان، مدرسة ترى من الضرورة أن نحسم الجبهة الشمالية قبل التوجه إلى غزة، ومدرسة تقول يجب أن نحسم غزة أولاً ثم نذهب للجبهة الشمالية، وبينيت يقول أنا من أنصار المدرسة الثانية (حسم غزة أولاً)، ويبدو أن الحكومة مع المدرسة الأولى بتأجيل غزة والابتعاد عنها، لذلك التهدئة واردة ومرشحة، رغم كل ما نراه على الحدود من تصعيد وحشود وتفعيل المسيرات البحرية.

وحيال زيارة الوفد الأمني المصري لقطاع غزة، لفت أبو شمالة أن زيارة الوفد المصري لغزة جاءت بعد أن رفضت حركة حماس الذهاب إلى القاهرة بعد دعوتها، وأنه جاء إلا بعد أن نسق وتواصل مع جهتين "السلطة وإسرائيل"، فجاء بمشروعين المصالحة والتهدئة.

وحيال فشل مباحثات التهدئة في القاهرة بعد لقاء رئيس السلطة محمود عباس بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مؤخراً، استبعد أبو شمالة أن يكون مفتاح التهدئة بيد رئيس السلطة عباس، وإنما بيد رئيس جهاز الشاباك الإسرائيلي الذي التقى مع عباس مؤخرا وقدَّم تقديره للحكومة الإسرائيلية، بأن التهدئة في غزة ستحرض الضفة الغربية على المقاومة والثورة، لذلك لا يمكن القول أن مفتاح التهدئة في يد عباس، وإنما في يد المصالح الإسرائيلية، لافتاً إلى أنه في حال رأت إسرائيل من مصلحتها التهدئة لا تكترث لشيء، مع التذكير أن "إسرائيل" توظف مصالح عباس لتحقيق مزيد من المصالح التفاوضية في التهدئة.

كما أشار إلى أن أكثر من مسؤول إسرائيلي أقروا بمن فيهم وزير الحرب الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، أن عباس يريد أن إسرائيل لمواجهة مع غزة، ثم تقرير غادي ايزنكوت رئيس الأركان الإسرائيلي وأحد أعضاء الكابنيت، الذي تم تسريبه، والذي جاء فيه أن محمود عباس يريد أن يدفعنا للمواجهة مع غزة كي يستعيد القطاع من حركة حماس عن طريق الجيش الإسرائيلي ثم يوظف فترة الحرب في الدعاية ضد إسرائيل والتحريض عليها.

وكشف أن وفداً من حركة حماس سيتجه للقاهرة قريباً استكمالاً لزيارة الوفد المصري لغزة.

وأكد أنه لا إمكانية لتحقيق المصالحة في ظل نهجين في الساحة الفلسطينية، نهج يقدس التنسيق الأمني والتفاوض سراً وعلانية، ونهج يرفض، مع اشتراط عباس بتسليم سلاح المقاومة في المصالحة.

كلمات دلالية