عباس يبحث عن رعاية جديدة لعملية التسوية

الساعة 08:42 ص|21 سبتمبر 2018

فلسطين اليوم

يجتمع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس اليوم، مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس، قبل أن يغادر غداً إلى إيرلندا، ومنها يتوجه إلى نيويورك لحضور أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث سيعيد طرح مبادرته المنادية بعقد مؤتمر دولي للسلام برعاية المنظمة الدولية.

وقال مسؤولون فلسطينيون لـ لصحيفة الحياة، إن الرئيس عباس سيطالب ماكرون بأن تعمل أوروبا على توفير رعاية دولية بديلة من الرعاية الأميركية الحصرية لعملية السلام؛ إذ سيطلب أن تعمل فرنسا بالتنسيق مع ألمانيا وبقية الدول الأوروبية، على إعادة إحياء فكرة المؤتمر الدولي للسلام الذي اقترحه الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند، وأن تبادر فرنسا إلى الاعتراف بدولة فلسطين.

وأفاد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الدكتور أحمد مجدلاني، بأن "فرنسا وألمانيا تقودان الاتحاد الأوروبي، والرئيس عباس سيطالبهما بإعادة إطلاق المؤتمر الدولي السلام، بمشاركة أطراف أخرى بينها أميركا ودول البريكس وغيرها".

وأكد أن "أميركا لم تعد وسيطاً مقبولاً لعملية السلام، لذلك لا بد من بديل؛ وأوروبا، بقيادة فرنسا وألمانيا هي المرشحة لإيجاد البديل، وقيادته".

وكان لقاء عُقد بين ماكرون وعباس في كانون الأول الماضي، أظهر تباعداً بين الموقفين الفرنسي والفلسطيني في شأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية؛ إذ على رغم إقرار باريس بالحقوق الشرعية للفلسطينيين ومنها الحق في إقامة دولتهم المستقلة، إلا أنها تعتبر أن الإعلان الأحادي عن هذه الدولة ليس مثمراً ولا يخدم السلام، كما تشجب الإجراءات الأميركية مثل نقل السفارة إلى القدس وسواها.

ويأتي لقاء عباس- ماكرون اليوم قبيل توجه الرئيس الفرنسي الإثنين المقبل إلى نيويورك للمشاركة في الجمعية العامة للأمم المتحدة وعقده لقاءات ثنائية مع عدد من رؤساء الدول والحكومات، ومن بينهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.

وأفادت مصادر الرئاسة الفرنسية بأن موعد اللقاء بين ماكرون ونتانياهو لم يحدَّد بعد بصورة نهائية. واستبعدت أن تسفر الاتصالات الفرنسية مع طرفَي النزاع عن مبادرة سلام في الوقت الحالي، وقالت إن موضوع السلام في الشرق الأوسط وسبل تحريكه، محور اتصالات مكثفة حالياً خصوصاً بعد القرارات الأميركية الأخيرة.

وتوقفت المصادر عند قرار الإدارة الأميركية قطع التمويل عن «وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين» (أونروا)، وذكرت أن فرنسا ستشارك الأسبوع المقبل في اجتماع مشترك مع تركيا والأردن لجمع أموال للوكالة والتخفيف من الأزمة المالية التي تواجهها في أعقاب القرار الأميركي.

ووصل عباس أمس إلى باريس على رأس وفد فلسطيني، على أن يغادر غداً إلى إيرلندا؛ ليقوم بعد انتهاء أعمال الجمعية العامة، بجولة في أوروبا للمطالبة بالاعتراف بدولة فلسطين والترويج لفكرة المؤتمر الدولي للسلام، وفقاً لمسؤولين فلسطينيين.

وقال السفير الفلسطيني في فرنسا سلمان الهرفي إنه التقى أمس، كلاً من فريدريك يونغ المستشار الديبلوماسي لوزير الداخلية الفرنسي، ويانيك تاغوند نائب مدير دائرة مصر والشرق الأدنى في وزارة الخارجية الفرنسية، تمهيداً للقاء عباس وماكرون.

ولفت إلى أنه سلم تاغوند رسالة خطية موجّهة من وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي إلى نظيره الفرنسي جان إيف لودريان، تتضمن حضّ فرنسا على تكثيف جهودها لدعم الجهود الفلسطينية في التوجه إلى محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية، وعلى الدور الذي من الممكن أن تؤديه باريس في هذا المجال.

ورأى الهرفي أن مواقف فرنسا «تتميز بانحيازها إلى الشرعية والقوانين الدولية ورفضها أي التفاف عليها»، مثمناً دورها «المتوازن» في المنطقة ومحاولاتها «الجادة» للتوصل إلى حل قائم على حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني في دولة مستقلة عاصمتها القدس، وتنديدها المتواصل بالاستيطان وبالخطوات المخالفة للشرعية الدولية التي تقوم بها إسرائيل.

ومن المرتقب أن يعقد عباس، على هامش اجتماعات الدورة الجديدة للأمم المتحدة التي تبدأ في الخامس والعشرين من الشهر الجاري، لقاءً مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي وعدد من الدول الأخرى التي تلعب دوراً مهماً على الساحة الدولية.

وقال رئيس بعثة فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور، إن عباس سيطلب من دول الاتحاد الأوروبي على وجه الخصوص الاعتراف بدولة فلسطين، كما اعترفت بها الأمم المتحدة، على حدود الرابع من حزيران (يونيو) 1967. وأشار إلى أن عباس سيجدد، في خطابه المرتقب أمام الجمعية العامة في السابع والعشرين من الشهر الجاري، مطالبته بعقد مؤتمر دولي للسلام برعاية الأمم المتحدة «بديلاً من الرعاية الأميركية التي لم توصلنا إلى أي نتيجة».

كلمات دلالية