هل دعوة هنية لتبني استراتيجية وطنية قابلة للتطبيق؟

الساعة 05:45 م|18 سبتمبر 2018

فلسطين اليوم

أكد محللون سياسيون أن دعوة إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس لتبني استراتيجية وطنية رغم أهميتها وحيويتها وايجابيتها إلا أنها غير قابلة للتطبيق في ظل الانقسام الفلسطيني وما تعانيه الأمتين العربية والإسلامية من أزمات كبيرة.

وأوضح المحللون لـ"فلسطين اليوم"، أن دعوة هنية لبناء استراتيجية وطنية عربية لمواجهة التحديات التي تحدق بالقضية الفلسطينية تدلل على حرصه على وحدة العرب والمسلمين في مواجهة ما تحيكه الإدارة الامريكية ضد القضية الفلسطينية.

وكان رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية دعا، إلى تبني استراتيجية وطنية مكونة من 5 بنود للعمل على أساسها لمواجهة التحديات التي تحدق بالقضية الفلسطينية.

وبيّن هنية خلال كلمته في المؤتمر العلمي الدولي الأول "حماس في عامها الثلاثين.. الواقع والمأمول" أن الاستراتيجية مكون من خمسة بنود هي: الاستمرار في بناء منظومة القوة التي تحمي مشروع المقاومة وتحميه وتطوره ضد الاحتلال الإسرائيلي، العمل على بناء وحدة وطنية فلسطينية حقيقية قائمة على احترام مبدأ الشراكة والاتفاقيات الموقعة وبناء البيت الفلسطيني، الانفتاح على كل مكونات هذه الأمة وكل القوى والدول والتكتلات، العمل على إنهاء حصار قطاع غزة، نهضة الأمة والعمل من أجل استعادة الأمة لدورها في قضية فلسطين وقضية القدس.

دعوته تدلل على حرصه على الوحدة الفلسطينية والإسلامية

الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف يرى، أن دعوة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية بالعمل على تشكيل استراتيجية فلسطينية عربية لمواجهة التحديات التي تحدق بالقضية الفلسطينية تدلل على حرصه بالوحدة العربية والإسلامية للحفاظ على القضية الفلسطينية وخاصة المسجد الأقصى المبارك.

وأوضح الصواف في تصريح لـ"فلسطين اليوم"، أن الدعوة بحد ذاتها ليست وليدة اليوم، بل هي دعوة يكررها قادة العمل الوطني الفلسطيني في كافة المحافل واللقاءات على أملٍ بأن تجد أذاناً صاغية لدى كافة القوى والفصائل العربية والإسلامية.

ولفت إلى أنها دعوة أمينة لتوحيد الجهود الفلسطينية لإعداد خطة مشتركة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية التي تحاول انهاء القضية الفلسطينية بموافقة من بعض الأطراف العربية.

وعن دعوته للانتقال من الدعم والاسناد إلى الانخراط المباشر في تحرير فلسطين قال الصواف: "إن هذه الدعوة تدلل على حرص هنية على مصلحة الأمتين العربية والإسلامية ووحدتهما على قضية الأقصى، خاصة وأن تحرير المسجد الأقصى فرض عين على كل مسلم ومسلمة.

وأكد أن ما تفعله الإدارة الأمريكية اليوم يدفع الكل العربي لأن يعيد التفكير جيداً في مصلحة أمريكيا في الشرق الأوسط، وهذا لن يتم الا بعمل استراتيجية ليتوحد عليها العرب والمسلمين، مبيناً أن دعوة هنية بحد ذاتها من أجل دفع الجماهير العربية لان تهب لإنقاذ فلسطين والأرضي الإسلامية.

وعن أثر تشكيل الاستراتيجية على القضية الفلسطينية، أشار إلى أن تطبيق الاستراتيجية عملياً على أرض الواقع من شأنه أن يشكل دعماً قوياً للقضية الفلسطينية في مواجهة التحديات الراهنة التي تعصف بالقضية المركزية للأمة العربية والإسلامية.

دعوة هنية رغم ايجابياتها الا انها تحتاج للتطبيق 

وفي ذات السياق أكد المحلل السياسي حسن عبدو أن تطبيق دعوة رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية على أرض الواقع يحتاج إلى عدة خطوات أهمها توحيد البيت الفلسطيني وانهاء الانقسام.

وقال عبدو في تصريح لـ"فلسطين اليوم": "كل ما يطرحه إسماعيل هنية لبناء استراتيجية خطوة إيجابية وبناءة لكن ذلك يبقى عبارة عن أفكار وتصورات لن ترى طريقها للتطبيق على أرض الواقع ما دمنا منقسمين ونعاني من انهيار وتشرذم في الحركة الوطنية".

وأضاف: "إن حالة الانهيار الوطني المستمرة تستدعي من إسماعيل هنية وغيره من قيادات الشعب الفلسطيني أن يواجهوا المخاطر التي تحدق بالقضية الفلسطينية ليست بالعبارات والدعوات بل ببرامج عملية واقعية، خاصة وأن المواطن الفلسطيني لم يعد يريد السماع فقط بل يريد أن يرى ذلك الكلام مطبق على أرض واقع".

وأوضح أن دعوة هنية للإقليم بالتحول من الدعم والاسناد إلى الانخراط في المشاركة بمشروع التحرير الفلسطيني، ليست واقعية خاصة في ظل ما يعانيه الإقليم من أزمات كبيرة تعصف بالدول والشعوب العربية والإسلامية، مشيراً إلى أن أي استراتيجية موحدة بحاجة إلى دعم عربي للنهوض بها وتطبيقها على أرض الواقع.

السلطة لن تلتقط رسائل هنية

فيما يرى الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم حبيب، ان دعوة هنية عبارة عن نداء مفتوحا لكافة الفصائل الفلسطينية للمشاركة في القرار السياسي بما يخدم المصلحة الشعبية والوطنية العُليا.

وأشار إلى أن هنية قدم خارطة طريق لـ الخروج من الأزمة الداخلية والتي تتمثل في تشكيل حكومة وحدة وطنية من كل الفصائل، العمل على إعادة اللُحمة الفلسطينية، مرورًا بالتحضير لانتخابات شاملة (التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني لمنظمة التحرير الفلسطينية) ومن ثمّ الاتفاق على الموعد المحدد لإنجازها، مؤكدًا أن حركته "جاهزة لخوض معتركها جميعًا ولا تخشاها".

وتوقع حبيب أن تغيب اسم الرئيس محمود عباس في خطاب هنية يدلل على أن حماس تتجه نحو المصالحة مع تيار "محمد دحلان" ولفظ الرئيس "محمود عباس" باعتباره المتسبب في كافة الإجراءات العقابية التي عاناها القطاع على مر سنوات الحصار الـ 11 الماضية بالإضافة إلى أنه تسبب مؤخرًا في شرخ صفوف الحركة بإجراءاته التميزية العنصرية بين موظفي غزة وموظفي الضفة من أبناء فتح والتي أكد "هنية" في خطابة أنها شكلت ضربة قوية للنسيج الوطني الفلسطيني.

ولا يتوقع "حبيب" في تصريحات صحفية، أن تلتقط السلطة الفلسطينية الرسائل الإيجابية التي حملها خطاب "هنية" بخصوص المُصالحة الفلسطينية، لافتًا أنها قد تلجأ إلى المزيد من الإجراءات العقابية التي تؤدي إلى الانفصال التام عن القطاع.

كلمات دلالية