د. أبو شمالة: المقاومة سيطرت في العام 2014 على مواقع إسرائيلية مدة 4 ساعات فما بالكم اليوم

الساعة 02:12 م|18 سبتمبر 2018

فلسطين اليوم

- العدو سيذهلْ من حجم ما أعدته المقاومة لملاقاته

- إسرائيل ستخضع لشروط المقاومة مرغمة

-  استشرافي لما يمكن أن تنجزه المقاومة في أي جولة قادمة ناتج عن معطيات ومقاربات دقيقة

- المقاومة راكمت قوة عسكرية لا يستهان بها منذ 2014

- المقاومة سيطرت في العام 2014 على مواقع إسرائيلية مدة 4 ساعات فما بالكم اليوم!

- الفلسطينيون على موعد مع تحرير قطعة من أرضهم، أكان ذلك على يد المقاومة اللبنانية شمالاً أو على يد المقاومة الفلسطينية جنوباً

- استغرب ممن يشكك في قدرة المقاومة على تحرير أجزاء من أراضينا ولنا في حزب الله مثالاً حياً عندما حرر جنوب لبنان عام2000

- الإسرائيليون راهنوا على تراجع زخم مسيرات العودة لكنهم تفاجؤوا بالمد الثوري الميداني خلال الأسبوعين الماضيين

- على إسرائيل أن تتوقع الأسوأ خلال الأيام القادمة إذا استمرت بمراوغتها في ملف التهدئة وكسر الحصار

- بعض العربان لا يحب أن يرى إسرائيل في مظهر المُنكسر الذليل المهزوم، فهذا نقيض لمشروعه القائم على الضعف والتذلل

- الواقع في قطاع غزة أصبح مريحاً جداً على صعيد علاقات المقاومة

 

قال الكاتب والمحلل السياسي د. فايز أبو شمالة "إنَّ المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة قادرة على أن تجعل الاحتلال الإسرائيلي يجثو على ركبتيه على تخوم غزة في أي جولة من الصراع"، مشيراً إلى أنَّ العدو سيُذهل من حجم ما أعدته المقاومة لملاقاته".

ويرى د. أبو شمالة في حديثٍ مع "فلسطين اليوم" أنَّ استشرافه لما يمكن أنْ تفعله المقاومة حال اندلعت جولة جديدة من الصراع، ناتج من تقديرات دقيقة لما وصلتْ إليه المقاومة من قوة وقدرات وإعدادات عسكرية؛ بعد استراحة مقاتل استمرت منذ انتهاء حرب 2014، راكمت فيها المقاومة القوة العسكرية والأمنية والميدانية دون توقف أو كلل أو مللٍ.

وأوضح أبو شمالة أنَّ تصريحاته المتعلقة بتحرير مستوطنات إسرائيلية في حال اندلاع حربٍ لم تكن عشوائية أو استشراف هواة؛ بقدر ما أنه تحليل ناتج عن معطيات وتقديرات دقيقة؛ قائلاً "ما تمتلكه المقاومة اليوم من عتاد عسكري وتدريبٍ ميداني وفطنة أمنية وشباب مجاهد وواثق؛ سيمكنها من تهشيم رؤوس الإسرائيليين على تخوم غزة وفي المستوطنات الإسرائيلية مع بداية أي مواجهة تنشب بين غزة والاحتلال".

وشدد أبو شمالة على "أنَّ المقاومة أعدتْ ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على بال إسرائيلي"، مجدداً "تأكيده أن المقاومة قادرة على تحرير مستوطنات إسرائيلية في غلاف غزة".

وقال أبو شمالة: إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت، وليس ببعيدٍ عن المقاومة استرداد أجزاء من فلسطين المحتلة في أول جولة قادمة، فالمقاومة في العام 2014 استطاعت أن تتمركز في بعض المواقع العسكرية لمدة 4 ساعاتٍ متواصلة، اليوم المقاومة تمتلك ما لم تكن تملكه من معدات على صعيد التطوير والكميات؛ لذلك أعتقد أنها قد تفاجئ العدو والصديق في الجولة القادمة من الصراع".

وأضاف: لستُ من هواة إطلاق التصريحات ولا الشعارات الواقع اليوم اختلف عن ذي قبل، إسرائيل لم تعد القوة التي نهابها، ويمكننا دفعها للوراء، ولنا في التجربة اللبنانية عام 2000 مثالاً؛ عندما أجبر حزب الله الإسرائيليين على الانسحاب من الجنوب اللبناني، كذلك لنا عبرة في التجربة اللبنانية في العام 2006، ولنا في تجربة غزة  في العام 2005 شاهداً وآية عندما جرَّ الإسرائيليين أذيال الخيبة والعار وانسحبوا من مستوطنات غزة التي كانوا يعتبرونها مثل تل أبيب، ولنا في صمود المقاومة وشعبنا وتمريغ أنوف الاحتلال في العام 2009 و2012 و2014 آية ودليل على أن العدو بدأ يتراجع للوراء.

وتوقع أن تسترد ليس المقاومة الفلسطينية اراضٍ محتلة فحسب؛ بل أن تسترد المقاومة اللبنانية أيضاً أراضٍ فلسطينية في جنوب لبنان.

ويرى أبو شمالة أنَّ الأوضاع في قطاع غزة تتجه نحو تهدئة مع الاحتلال الإسرائيلي، لاسيما أن الإسرائيليين راهنوا على تراجع زخم مسيرات العودة، التي عادت خلال الأسبوعين الماضيين بزخم أكبر من الأيام الأولى لانطلاقها.

وذكر أن إسرائيل عندما تقف عند خيارين التهدئة مع غزة أم حرب غير محسوبة النتائج ستختار التهدئة مجبرة وليس راغبة.

وقال أبو شمالة: المقاومة ستفرض التهدئة بالقوة، والاحتلال سيستجيب لمطالب غزة مرغماً أو راغباً، مضيفاً أنَّ "أكثر ما يقلق إسرائيل عدم معرفتها الدقيقة إلى ما وصلت إليه المقاومة من قوة".

وتابع: ليس أمام إسرائيل إلا الإقرار بحق غزة بالحياة، وهذا الزمن لن يطول، وقريباً سنستمع لأصوات إسرائيلية عسكرية وسياسية تطالب بإبرام تهدئة مع قطاع غزة، مشيراً إلى أنَّ الاحتلال لا يريد أن يتوجه إلى حربٍ مع غزة يعرف في نهاية المطاف أنه ستتكسر جماجم جنوده فيها بفؤوس المقاومة.

وذكر أنَّ عدم شن اسرائيل حرباً على غزة ليس خشية من إدانة دولية، أو معارضة أوروبية؛ وإنما ناتج عن عدم معرفة الاحتلال وأجهزته الأمنية لما يجري تحت الأرض وما تخبئه المقاومة من قوة وهو عنصر قوي، مشيراً إلى انَّ الأيام القادمة ستكون صعبة ومرعبة على الاحتلال إذا لم يستجب إلى نداءات غزة.

وبين ان التصعيد الميداني من خلال مسيرات العودة يتزايد بشكل يومي، خاصة بعد الأنباء التي تحدثت عن فشل مناقشات التهدئة في القاهرة، وأن على إسرائيل أن تتوقع الأسوأ.

وأشار إلى أنَّ هناك برنامجان متناقضان متصارعان الأول، برنامج يشكك في المقاومة ويريد إحباطها، ويصمها بكل نقيصة وهو المتمثل في برنامج الخنوع والخضوع ويدعمه الفكر الإسرائيلي الذي يريد أنْ يشيع بين العرب والمسلمين ثقافة اليأس والإحباط، وأن إسرائيل هي القوة العظمى التي لا تقهر، وبين برنامج آخر يريد العزة للأمة ويدافع عن مقدساتها ويبرهن أن "إسرائيل" أوهن مما يتصور البعض.

وأشار إلى أنَّ المطلوب من الفلسطينيين أنْ لا يقفوا متفرجين أمام أجواء التنظير الخطير في الساحة الفلسطينية، معتبراً أن إشاعة روح الإحباط والهزيمة سياسة إسرائيلية قديمة جديدة.

وقال: بعض العربان لا يحب أن يرى إسرائيل في مظهر المُنكسر الذليل المهزوم، لكنْ ذلك تجلى واقعاً ملموساً في حرب 2014 عندما أغلقت المقاومة مطار بن غوريون، وطوقت غوش دان بالصواريخ، واذكر هناك أنّ وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أعترف ابان ضرب مطار بن غوريون على يد المقاومة أنَّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ارتعب من صواريخ المقاومة، ولحظتها قال كيري ""لم أرَ في حياتي قائداً إسرائيلياً خائفاً ومرتعباً مثلماً رأيت نتنياهو في ذلك اليوم العصيب".

وأضاف أبو شمالة: طالما أنَّ المقاومة قادرة على محاصرة تل ابيب واغلاق غوش دان وتعطيل وشل حركة إسرائيل إذا نقول نستشرف أن التهدئة أقرب من المواجهة، لاسيما أن إسرائيل غير مهيأة بتاتاً للدخول في جولة صراعٍ جديدة وطويلة مع غزة".

وشدد على أنَّ الواقع في قطاع غزة أصبح مريحاً جداً على صعيد بُنية المقاومة، لاسيما مع تشكيل الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار التي أضحت إطاراً سياسياً يمثل المقاومة بكل ادواتها وتعبر عن ضمير وروح الشعب، إضافة إلى تشكيل غرفة العمليات المشتركة التي انصهرت فيها كل الأذرع والأجنحة العسكرية للمقاومة والتي تشكل مرجعية عسكرية قادرة على إيلام إسرائيل، مشدداً على أنَّ الحالة الفلسطينية في قطاع غزة أمام جبهة سياسية عريضة وأخرى عسكرية متينة، الأمر الذي يربك الاحتلال الإسرائيلي.

وذكر أن استجابة إسرائيل إلى جهود التهدئة يعني استجابتها لشروط المقاومة، وهو ما سيشكل لحكومة نتنياهو مأزقاً داخلياً ومأزقاً ميدانياً في الضفة، مستشهدا بتحذيرات رئيس جهاز الشاباك، نداف أرجمان، التي وجهها لرئيس الوزراء الإسرائيلي بيامين نتنياهو التي تحدث فيها عن تداعيات إبرام تهدئة مع المقاومة في غزة وتجاهل رئيس السلطة محمود عباس، إذ سيعتبر ذلك إنجازاً للمقاومة على حساب برنامج التسوية، مما سيزيد من إقبال الفلسطينيين على هذا الفكر خاصة في الضفة المحتلة التي تعاني من ارتفاع ملحوظ في الاعتداءات الإسرائيلية.

كلمات دلالية