لماذا يُصعد إعلام الاحتلال ضد غزة بعد جمعة المقاومة خيارنا؟

الساعة 06:35 م|15 سبتمبر 2018

فلسطين اليوم

المشاركة الجماهيرية الواسعة في جمعة #المقاومة_خيارنا على حدود قطاع غزة بعد تذبذب المشاركة في الأسابيع الماضية؛ دفعت وسائل إعلام الاحتلال للحدث عن اقتراب المواجهة العسكرية بين جيش الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية.

كتاب ومحللون سياسيون أكدوا أن تلويح الإعلام الإسرائيلي باقتراب المواجهة العسكرية يدلل على خوف وقلق جنود الاحتلال "الإسرائيلي" وصدمتهم من زخم وقوة المشاركة في مسيرات العودة في جمعة المقاومة خيارنا.

وأشار الكتاب لفلسطين اليوم، إلى أن الشعب الفلسطيني أوصل رسالته إلى قادة الاحتلال "الإسرائيلي" بأنه لن يبقى صامتاً أمام تواصل جرائم الاحتلال المتمثلة بالحصار منذ 12 عاماً وفشل التوصل إلى التهدئة.

وقدرت وسائل إعلام الاحتلال، عدد المشاركين في جمعة "المقاومة خيارنا" بـ 13 آلاف متظاهر على حدود قطاع غزة قابلتها "إسرائيل" بقوة مفرطة، أدت الى استشهاد ثلاثة وإصابة المئات بجراح مختلفة.

تهديدات الاحتلال تهدف لمنع مشاركة المواطنين في العودة إلا أن ذلك أثبت فشله

الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف يرى، أن حديث وسائل إعلام الاحتلال الإسرائيلي من أن مسيرات العودة على حدود قطاع غزة قد تقرب المواجهة بين جيش الاحتلال وفصائل المقاومة ناتج عن خوف وقلق كبيرين لدى المستوطنين الذين توقعوا توقف المسيرات بعد فشل التوصل إلى تهدئة.

قال الصواف لـ"فلسطين اليوم": "إن المشاركة الفاعلة في مسيرات العودة خاصة مسيرة (المقاومة خيارنا) تدلل على أن شعبنا لم يعد لديه ما يخسره بعد فشل جهود التهدئة بين المقاومة والاحتلال برعاية مصرية"، مؤكداً أن شعبنا مصمم على انتزاع حقوقه برفع الحصار والعودة إلى أرض أجداده.

وأوضح أن حديث إعلام الاحتلال يؤكد على أن قادة "إسرائيل" عادت إلى لغة التهديد والوعيد بالاعتداء على السكان الأمنين في قطاع غزة، مشيراً على أن تلك التهديدات تهدف لكبح جماح المواطن الفلسطيني ولمنعه من المشاركة في مسيرات العودة إلا أن ذلك الهدف أثبت فشله في السابق وسيفشل في الأيام القادمة إذا لم تتحقق أهداف شعبنا.

وعن السبب في العودة إلى زخم مسيرات العودة أضاف الكاتب الصواف: "التهدئة كانت مطلب جماهيري وشعبي ولكن عندما أدرك شعبنا فشل التهدئة خاصة مع وجود أطراف تسعى ولا تريد أن ينعم قطاع غزة بالهدوء والسكينة".

وألفت إلى عدم وجود خيارات أمام شعبنا بعد فشل التوصل لتهدئة سوى زيادة زخم مسيرات العودة على حدود القطاع بهدف تشكيل جبهة ضغط على "إسرائيل" لرفع الحصار أو الذهاب إلى مواجهة مهما كلفه ذلك من ثمن.

وأشار الصواف إلى عودة التحركات الدولية بين قطاع غزة و"إسرائيل" بقيادة مبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف بهدف الوصول إلى هدوء على الحدود مقابل رفع الحصار.

وأكد أن نجاح الجهود الدولية للهدوء في غزة مرهون بإبعاد الأطراف التي لا تريد أن ينعم الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بحالة من الهدوء ورفعٍ للحصار، مبيناً أن شعبنا يتمنى أن يلمس نتائج إيجابية لتحركات ميلادينوف على أرض الواقع وإلا فعلى الجميع أن يتحمل العواقب والمسؤوليات.

حديث اعلام الاحتلال عبارة عن رسالة تحذير وليست تهديد

الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي حسن لافي يرى أن ما يتداوله الإعلام "الإسرائيلي" من اقتراب المواجهة مع قطاع غزة عقب جمعة المقاومة خيارنا، عبارة عن رسالة تحذير من المستوى العسكري الإسرائيلي إلى المستوى السياسي وليست رسالة تهديد لسكان غزة، إضافة إلى أنها رسالة لاستدعاء الوسطاء واحياء ملف التهدئة.

وأوضح لافي في تصريح لـ"فلسطين اليوم"، أن المستوى العسكري لا يرغب مطلقاً في هذه المرحلة خوض مواجهة عسكرية ضد المقاومة في قطاع غزة ولكنه يحاول الضغط على المستوى السياسي لتخفيف الأوضاع الإنسانية في القطاع مقابل عودة الهدوء على الحدود.

وأكد لافي، أن زخم مسيرة العودة في الجمعة الـ25 تهدف لإيصال رسالة إلى "إسرائيل" بأن الشعب في غزة لن يبقى صامتاً تحت وطأة الحصار المطبق منذ أكثر من 12 عاماً.

وشدد أن استمرار زخم مسيرات العودة سيدفع جيش الاحتلال لمزيد من القوة ضد المتظاهرين وسيزيد من استخدام العنف بشكل تدريجي وهذا لا يخيف الشعب الفلسطيني الذي فقد الأمل ولم يبقى أمام سوى خيار التصعيد الشعبي.

وأشار إلى أن المساعي الدولية للتوصل إلى تهدئة لم تتوقف قائلاً: "إن نجاح التهدئة مرتبط بمدى استعداد إسرائيل بدفع الثمن ورفع الحصار أو تخفيف الازمة الإنسانية في غزة".

مسيرة الجمعة الـ25 أوصلت رسالة إلى الاحتلال بأن مسيرات العودة مستمرة ومتواصلة

من جهته يرى الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا، أن جمعة المقاومة خيارنا أوصلت عدة رسائل للاحتلال الإسرائيلي خاصة بعد فشل التوصل إلى تهدئة مع المقاومة في قطاع غزة.

وتوقع القرا خلال منشور على صفحته الخاصة بالفيسبوك، أن مسيرة الجمعة الـ25 أوصلت رسالة إلى الاحتلال بأن مسيرات العودة مستمرة ومتواصلة وبزخم أكبر، ووسائل وأساليب جديدة.

وقال: "إن الرسالة التي أوصلتها الفصائل من خلال المشاركة الفاعلة في المسيرة أنه في حال استمرار التهرب من مباحثات التهدئة وكسر الحصار ستعود المسيرات بزخم أكبر ووسائل جديدة، إلى جانب الخيار المسلح".

وأضاف: "عودة البالونات الحارقة وظهور أساليب جديدة منها ازعاج العدو والاحتكاك المباشر طوال الأسبوع مع جنود الاحتلال كما الحال في المسير البحري ونقطة "زكيم"، كل ذلك سيزيد من سخونة الميدان نحو تصعيد جديد".

ويتوقع القرا، أن قطاع غزة مقبل على أسبوع أكثر سخونة من الأسبوع الماضي، وما قبل جمعة #المقاومة_خيارنا ليست كما بعدها، في انتظار جمعة كسر الحصار كما يقول.

وأشار إلى أن "الأوضاع تعود للميدان كما الحال قبل 30 مارس، والدخول في دائرة جديدة من التصعيد، التي لن يكون من السهل على أي جهة التدخل لوقفها، بسبب غياب الثقة بالوسطاء، وحينها ستكون مهمتهم صعبه، وتخضع لطبيعة التصعيد ومستواه".

وشهد يوم الجمعة تصعيد من قبل الاحتلال الذي تعمد إيقاع أكبر عدد من المصابين مقارنة بالجمعة التي قابلها حيث بلغت عدد الإصابات 248 إصابة وممارسة أبشع أنواع الجرائم منذ توقف مفاوضات التهدئة.

كلمات دلالية