المأزق يكبر مع غياب إستراتيجية وطنية شمولية

حوار كاتب سياسي: اتفاقية أوسلو فخ كبير

الساعة 12:50 م|15 سبتمبر 2018

فلسطين اليوم

تأتي الذكرى الخامسة والعشرين على مرور اتفاقية أوسلو التي ما زالت القضية الفلسطينية تعاني الأمرّين جراء توقيع ورقةٍ وضعت العربة أمام الحصان، وتسببت في صراعات داخلية وسياسية، وخلقت سلطة فلسطينية لا حول لها ولا قوة.

"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" أجرت حواراً مع الكاتب والمحلل السياسي د. إبراهيم أبراش، أكد فيه "أنَّ مخرجات اتفاقية أسلو تركتب آثاراً كارثية على القضية الفلسطينية، ولم تحقق الأهداف التي كانت تتوقعها قيادة السلطة".

وقال: "فكرة الدخول إلى التسوية السياسية مع إسرائيل لم يكن خطئاً من السلطة؛ لأنه في العمل السياسي عليك أن تستعمل كل الوسائل المتاحة من عمل عسكري وسياسي وعلى مستوى الشرعية الدولية"، مضيفاً "أنَّ الخلل يكمن في الاتفاق الذي بدأ بمفاوضات سرية".

وذكر المحلل السياسي أبراش عدداً من الأخطاء التي تتعلق بنصوص اتفاق أسلو:

أولا: لم يكن اتفاق أسلو دولي بالمفهوم البسيط، لأنه كان تحت رعاية واشنطن وموسكو، والذي أضعف من قوة واستمرارية الاتفاق.

ثانياً: الاتفاق كان عليه خلافات فلسطينية، ولم يحظَ بإجماع كل القوى السياسية، ليس فقط رفض حركة الجهاد الاسلامي وحماس، بل من داخل منظمة التحرير الفلسطينية، كما كانت هناك تحفظات من بعض الفصائل، ومن داخل حركة فتح.

ثالثاً: نصوص الاتفاق كانت ملتبسة، مما سمح للإسرائيليين بتفسيرها كمان يريدون، وهذا خلل في الفريق الذي فاوض ووقع على الاتفاق، ولم يكن يعلم بكل حيثيات القضية الفلسطينية وتعقيداتها أو أن المفاوض فُرضت عليها الاتفاقية.

رابعاً: الاتفاق سبقه الاعتراف المتبادل بين منظمة التحرير و"إسرائيل" وكان يفترض أن تعترف الأخيرة بالدولة الفلسطينية، وليس الاعتراف بمنظمة التحرير.

خامساً: لم يذكر كلمة دولة فلسطينية، بل كان يتحدث عن سلطة حكم ذاتي محدود دون سيادة على أساس قراري 242 383، دون الاشارة إلى بقية قرارات الشرعية الدولية التي تمنح الفلسطينيين حقوقه المشروعة.

سادساً: قضايا الوضع النهائي وهي من القضايا الاستراتيجية والتي تم تأجيلها ما أعطى الفرصة لـ"إسرائيل" لممارسة الاستيطان وتهويد المقدسات الاسلامية.

وعن العقبات التي حالت دون تنفيذ اتفاق أسلو، قال: " بعضها يعود إلى السلطة الفلسطينية والأخرى تعود إلى قوى المعارضة التي مارست فيها أعمالاً عسكرية في الوقت الذي كانت تجري فيه مفاوضات على قضايا الوضع النهائي".

وأضاف أبراش، أن الأعمال العسكرية أعطت "إسرائيل" مبرراً للانقلاب على الاتفاق بشكل كبير وقامت بتوظيف الاتفاق بما يخدم مصالحها، بينما الطرف الفلسطيني يغرق بسبب الانقسامات الداخلية.

وأشار إلى أن الفلسطينيين كانوا يأملون أن يخرج اتفاق أسلو بقيام الدولة الفلسطينية، الا أنه لم يتطرق لذلك، وتم الحديث عنه في خطة خارطة الطريق عام 2002م.

وأكد المحلل السياسي أنه يجب إعادة بناء المنظومة السياسية الفلسطينية مجددا، وإحياء منظمة التحرير واستيعاب الكل الفلسطيني في ظل المأزق الذي يعيشه قطاع غزة والسلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير، والتي بدورها تضع استراتيجية توفق ما بين الحق بالمقاومة من جانب والعمل السياسي من جانب أخر.

وقال" وهكذا، ومع كل يوم يمر إلا ونستشعر المأزق والشرك الكبير الذي وقعت فيه حركة التحرر الوطني الفلسطيني بداية بتوقيعها على اتفاقية أوسلو وقيام السلطة الفلسطينية دون وجود إستراتيجية وطنية شمولية للتعامل مع عملية التسوية ودون امتلاك الخطط الوطنية البديلة في حالة فشلها، ثم انحراف عملية التسوية والخلل في أداء السلطة، وأيضا الخلل في أداء معارضي اتفاق أوسلو، وخصوصا حركة حماس ".

وينادي الفلسطينيون اليوم بالتخلص من اتفاق أوسلو الذي قبره الاحتلال الإسرائيلي في مهده ولم يلتزم بشيء منه، إضافة إلى أن الاحتلال اتخذه وسيلة للانقضاض على الحقوق والثوابت الفلسطينية، والاعلان بالتمسك بخيار المقاومة لاسترداد الحقوق وما مثلته أوسلو من كارثة على القضية الفلسطينية.

كلمات دلالية