25 عاماً مرت على اتفاق "أوسلو" المشؤوم ولا زال الفلسطينيون يعانون من آثاره وتبعاته على القضية والحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ويدفعون ثمن تهاون المفاوض الفلسطيني وتسليمه لأرضه وقضيته للاحتلال دون شروط.
25 عاماً على اتفاق أوسلو الذي وقعته منظمة التحرير الفلسطينية مع "إسرائيل" حين صافح رئيس المنظمة آنذاك ياسر عرفات رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين يتوسطهما الرئيس الأمريكي بيل كلينتون عام 1993، وتم بمقتضاه اعتراف المنظمة بإسرائيل على 78% من فلسطين التاريخية دون اعتراف إسرائيل بالحقوق الفلسطينية.
رحلت الاحتلال الإسرائيلي الاتفاق مرحلياً لمدة خمسة أعوام ومن ثم يتم البت في القضايا النهائية، الأمر الذي لم يتم حتى الآن، واتخذ الاحتلال من الاتفاقية وسيلة للتوغل الاستيطاني والقضاء على حل الدولتين، وكبل الفلسطينيين ووصف مقاومتهم المشروعة بالإرهاب، وصولاً إلى إقدام المنظمة بإلغاء ميثاق تحرير فلسطين خلال زيارة كلينتون لقطاع غزة عام 1998.
وقعوا على لا شيء
الكاتب والمحلل السياسي عبد الستار قاسم، أكد أن الاعتراف بالكيان الصهيوني أهم ورقة كانت بأدينا على الساحة الدولية، وفي اتفاق "أوسلو" منحناهم هذه الورقة مجاناً، مقابل ما يسميه الإسرائيليون بالاعتراف بمنظمة التحرير "ممثلاً" وليس ممثلاً شرعياً وحيداً للفلسطينيين. (بحسب نص رسالة رابين لعرفات).
وقال قاسم في حديثه لـ"فلسطين اليوم الإخبارية": "بحسب اتفاق أوسلو فإن منظم التحرير ترى من شهدائنا أنهم كانوا إرهابين ونحن لا نعلم، فإنها لم تقل إنها تدين الإرهاب، بل قالت إنها تنبذ الإرهاب، أي أننا كنا إرهابيين وتوقفنا عن ذلك!".
وأضاف: "اتفاقية أوسلو شطبت كل تاريخ النضال الفلسطيني ووصفته بأنه "أسود" وفقاً لما تراه منظمة التحرير، كما عملت الاتفاقية على تخريب المجتمع الفلسطيني، وملاحقة المقاومين وزجهم في السجون".
وبيَّن قاسم أن "الجانب الفلسطيني وقع على لا شيء، وإقامة السلطة الفلسطينية كان مطلباً إسرائيليا منذ عام 1968. وإسرائيل كانت تناضل من أجل إقامة سلطة فلسطينية أو عربية في الضفة وغزة، من أجل التخلص من صورتها كدولة احتلال وتتخلص من إدارة شؤون السكان اليومية، وهذا ما حصل أتت السلطة الفلسطينية وقامت بدور الاحتلال الإسرائيلي".
ححق الحم الإسرائيلي
وأكد أن اتفاق "أوسلو" حقق الحلم الإسرائيلي الذي لم تحققه الحروب، وكان من المفترض أن يخرج اليهود عام 1993 ويحتفلوا بالشوارع بعد توقيع الاتفاقية "بسبب غباء وسذاجة المفاوض الفلسطيني".
وأردف: " في أوسلو لا يوجد إقامة دولة فلسطينية ولا يوجد بقرار مجلس الأمن 242 إقامة دولة فلسطينية، ولا يوجد عودة اللاجئين، فلماذا ألوم الصهيوني الذي أخذ ما يريد، وأنت في تفاوضك لم تطالب بعودة اللاجئين ولا بدولة ولا بإزالة المستوطنات".
السلطة ذراع للاحتلال
وأوضح أن السلطة مطالبة وفقاً للاتفاقية بمصادرة حق الشعب في الكفاح، وملاحقة المقاومة عبر الأجيال، وإلا فإن إسرائيل ستنهي وجودها، وإذا انتهى وجودها ستزول امتيازات "الخونة"، وهذا ما لن يحدث، لأنهم مستعدين لبيع الأرض من أجل مصالحهم.
وشدد قاسم على أن الاتفاق أعاد القضية الفلسطينية للوراء ودمر المجتمع ونشر الفساد والأمراض الاجتماعية، حيث لم يعد الانسان الفلسطيني يطيق الآخر بسبب الازمات التي يمر بها.
بداية الانقسام
من جانبه قال المختص الأمني هشام المغاري إن اتفاقية أوسلو كانت بداية الانقسام والانشقاق بين السلطة الفلسطينية وحركات المقاومة.
وبيَّن المغاري أن هذه الاتفاقية فتحت الباب على مصراعيه للعمل المشترك والتنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية مع الاحتلال الإسرائيلي، مؤكداً أن المقاومة الفلسطينية عملت في بيئة خطرة جداً منذ توقيع الاتفاقية.
وأضاف "للأسف نحن من الناحية عملية اسقطنا كثير من حقوقنا قبل أن نبدأ مفاوضات مع الاحتلال، في وقت حرصت فيه إسرائيل على الاهتمام بتفاصيل الاتفاق في حين أن نصوص الاتفاق مع السلطة كانت عائمة".