بالصور في ذكرى الاندحار.. "فككها في غزة وسمَّنها في الضفة"

الساعة 06:16 م|12 سبتمبر 2018

فلسطين اليوم

يدرك الفلسطينيون جيدًا أن الاحتلال يحاول دائمًا اللعب على أوتار الإنسانية في كل مراحل الصراع معهم، فالإعلان عن وقف إطلاق النار أو رفع العقوبات أو حتى انسحاب وتفكيك المستوطنات دائمًا ما يصرح بأنه من جانبٍ واحد، فيما يغطي على هزيمته التي تلقاها في مواجهتهم بتصريحٍ سياسي لاذع يواجه فيه الحقيقة المُرة.

محاولة للهروب

في ذكرى تفكيك المستوطنات الإسرائيلية البالغة بـ (21) مستوطنة، رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون يومها استفتاء الجمهور الصهيوني العام على قرار خُطة "فك الارتباط أحاديّة الجانب"، باعتباره المحارب القديم الأعلّم بكل مجريات الواقع الميداني، متخذاً من موافقة الكنيست الإسرائيلي على الخطة قوةً في تنفيذها.

واشترط "الكنيست" تأييد أكثر من نصف الأعضاء، ومرر شارون ذلك بصعوبةٍ بالغة، حيث حصد (66 صوتًا) من أصل (120).

تمسك شارون وأكثر من نصف أعضاء الكنيست "الإسرائيلي" والكثير من القاعدة الجماهيرية للاحتلال بتنفيذ الخُطة، رغم تكلفتها الماديّة الكبيرة; لم يأتِ هذا من فراغ، فقد أدركوا جيدًا أن غزّة كانت بمثابة شوكة في حلق الاحتلال والكابوس أمام أحلام بناء الدولة اليهودية المزعومة.

المقاومة هي الحل

القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل حذر في حديثه لـ"فلسطين اليوم الإخبارية" من مساعي الاحتلال لتحويل الضفة الغربية لكانتوناتٍ سكانية، يشرف عليها قيادة أمنية صهيونية.

وقال المدلل، إن الاحتلال يحاول تقطيع أوصال الضفة الغربية، عبر الحواجز والطرق الالتفافية والاستمرار في بناء الجدران، الذي سيؤدي بنهاية لبناء الدولة اليهودية التي يحلم بها.

وأشار إلى أن فكرة "الكانتونات" قد طرحها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في المركز الإستراتيجي للأمن القومي الصهيوني في هرتسيليا، على أن يتم تقسيم الضفة الغربية لكانتوناتٍ وأقاليم، بحيث يتم إنتخاب شخصيات من داخلها تمثلها أمام قوى الأمن الإسرائيلية فيما تتابع أحوال السُكان ومتطلباتهم بداخلها.

ودعا المدلل، السلطة الفلسطينية لإنهاء خيار المفاوضات مع الاحتلال، والذي وصل إلى طريقٍ مسدود، وتفعيل خيار المقاومة أمام الانحدار الشديد للمسار التفاوضي، مؤكدًا أن دحر الاحتلال عن الأراضي الفلسطينية لن يكون إلاّ بالمقاومة.

عملية الانكماش الأولى

من جانبه قال الناطق باسم حركة حماس حازم قاسم، إن انسحاب الاحتلال من غزة دلالة على فعالية سلاح المقاومة ونهجها المُسلح في الحفاظ على القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن انسحاب الاحتلال يعد عملية الانكماش الأولى للاحتلال على الأراضي الفلسطينية.

ودعا قاسم في حديثه لـ"فلسطين اليوم الإخبارية"، السلطة الفلسطينية لقطع التنسيق الأمني مع الاحتلال، وتفعيل دور سلاح المقاومة في الضفة، لردعه عن التوسع استيطانيًا، وجعل خيار الانحسار الذي واجهه في غزة مطروحًا أمامهُ في الضفة.

واستذكر قاسم، حديث رئيس حكومة الاحتلال آنذاك أرييل شارون، حينما قال :"إن أمن مستوطنة نتساريم يقابلهُ أمن تل بيب"، مشدداً على أنه انصاع  أمام المقاومة وسلاحها في غزة ليفكك مستوطناته وينسحب منها بشكلٍ كلّي.

محاولة التبرير

بدوره أكد غسان دغلس، مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة أن الاحتلال يحاول دائمًا أن يبرر التوسع الاستيطاني في الضفة بوجود ارتباطات دينية يهودية في المناطق الفلسطينية، مؤكدًا أنّ لا علاقة لليهود فيها أصلاً.

وقال دغلس، إنَّ انسحاب الاحتلال من غزة جاء وفق المعايير الإستراتيجية التي يتطلع لها "الإسرائيلي" فالضفة تمثل أمامهُ بعدًا إستراتيجي مهم، نسبةً لطول الحدود مع الأردن، والمنطقة المهمة التي تتربع عليها مستوطناته.

ودعا دغلس في حديثه لـ"فلسطين اليوم الإخبارية"، الشعب الفلسطيني بكل أطيافه إلى التوحد في مواجهة التوسعات الاستيطانية في الضفة الغربية، ونبذ كل سياسات الانقسام الذي يتخذه الاحتلال فرصةً أمام محاولاته الدائمة للسيطرة على مدينة القدس كليًا.

يشار إلى أن اليوم الأربعاء، يتزامن مع الذكرى الـ (13) للانسحاب الصهيوني من قطاع غزة، وفق خطة "فك الارتباط" والتي بموجبها تم ترحيل أكثر من (8000) مستوطن من القطاع، وتفكيك (21) مستوطنة إسرائيلية.

 

الانسحاب عام 2005 1

الانسحاب عام 2005 2


الانسحاب عام 2005 3

الانسحاب عام 2005 4

 

الانسحاب عام 2005 5

 

الانسحاب عام 2005 6


 

كلمات دلالية