خبر « أخطاء الرصاص المسكوب » ...انتقاد لاذع للحملة على القطاع

الساعة 11:20 ص|08 يناير 2009

"أخطاء الرصاص المسكوب" ...انتقاد لاذع للحملة على القطاع

القدس المحتلة: فلسطين اليوم

         انتقدت صحيفة هآرتس العبرية في عددها الصادر اليوم، 8-1-2009، العملية التي يشنها الجيش الإسرائيلي على القطاع لليوم ال13 على التوالي.

و قالت الصحيفة في مقالها الذي عنونه كاتبه "رؤفين بديتسور" ب "أخطاء الرصاص المسكوب" ان خطأ العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة ان مخططيها لم يحددوا هدفا واضحا يمكن إحرازه.

         واعتبرت الصحيفة أن الخطأ الاستراتيجي الرئيس في تخطيط عملية "الرصاص المسكوب" كان قرار البدء من الذروة التي يصعب على الجيش الإسرائيلي بعدها زيادة شدة القتال من الجو، فعندما يهاجم مئة هدف بالطلعة الجوية الأولى، باستعمال عشرات كثيرة من الطائرات، تكون النتيجة انه إذا لم يستقر الرأي على إنهاء الإجراء العسكري بعد هذه الضربة الأولى، او إذا لم تخضع حماس، ان تكون جميع الهجمات الجوية التي تأتي في أعقاب هذه الطلعة الجوية الأولى أضيق بالضرورة، فقد كاد سلاح الجو يقضي على جميع الأهداف في "بنك الأهداف" المشهور، وبقيت مشكلة تحديد أهداف أخرى تكون مهاجمتها من الجو ذات تأثير كبير في قرارات حماس.

         واعتبرت الصحيفة انه عندما تبين لمخططي القتال ما كان يجب أن يكون بينا من البدء وهو ان حكومة حماس لن ترفع الراية البيضاء بعد إبادة مئة الهدف الأولى، أصبحت العملية البرية حتمية. و لما كان من غير الممكن زيادة شدة الهجمات الجوية على ما كان في الضربة الأولى، واضطر سلاح الجو الى البحث عن أهداف جديدة ليست " أهدافا نوعية" كتلك التي أبيدت ، وفي حين من الواضح انه مع عدم اتفاق وقف إطلاق نار ينبغي تشديد الضغط على الفلسطينيين بقي الإجراء البري فقط.

         والمشكلة الأخرى حسبما تقول الصحيفة، تتصل بأهداف القتال، حيث نصبت الحكومة للحرب هدفا غامضا جدا أساسه تغيير الوضع الأمني على حدود غزة، كان عمل القيادة العسكرية التي خططت القتال ان تترجم هذا الهدف الغامض الى إجراءات عسكرية، ويبدو ان قرار القيادة العليا قد كان أحداث صدمة للفلسطينيين بقتل اكبر عدد ممكن من الناس ذوي الصلة بحماس.

         وشددت الصحيفة على ان تقدير خاطئ من قبل واضعي خطة الهجوم على القطاع حيث كان الفرض كان "ان قتل بضع مئات من الناس سيفضي بقيادة حماس الى الخضوع، او يجعلها تتوسل لوقف اطلاق النار، وكان ذلك من أسباب تنفيذ الهجوم الجوي مباغتة. ان الجيش الإسرائيلي، الذي خطط لمهاجمة مبان ومواقع يسكنها مئات الناس، لم يحذرهم مقدما ان يغادروا، بل قصد الى ان يقتل اكبر عدد منهم ونجح".

و شككت الصحيفة في جدوى العمليات الجارية حاليا قائله:" ليس واضحا مثلا اية مزية او مكسب للعمليات، يكمن في قتل عمد لمائة او أكثر من إفراد الشرطة الفلسطينيين الواقفين في الصف، فان قتلهم لا يسهم في شيء في محاربة الإرهاب لكنه يوسع دائرة الكارهين".

         وشبهت هآرتس إسرائيل بهذه الحرب بالولايات المتحدة في حرب فيتنام عندما اخذ الجيش الأمريكي و قادته بسياسة "عد الجثث". اما الأهداف الأخرى مثل إخضاع حكومة فيتنام الشمالية أو القضاء على قدرة الفيتكونغ على القتال، فقد فشلت تماما.