بالفيديو والصور "نعش" يجوب شوارع غزة

الساعة 12:21 م|09 سبتمبر 2018

فلسطين اليوم

عشرات الشبان يتجولون في شوارع مدينة غزة وعلى أكتافهم نعشاً كتب عليه "جنازة إحياء الخريجين"، ويصرخون بصوت واحد "لا تمرد ولا عصيان والخريج في الميدان"، وبعض الشبان يرتدي ملابساً بيضاء كالكفن الذي يوارى به الميت قبل الدفن، وآخرون يعصبوّن جباههم بأقمشة بيضاء كتب عليها هاشتغات متعددة.

انطلق الشبان من ميدان السرايا وسط مدينة غزة، رافعين النعش عالياً ويافطات تناشد الضمائر الحيّة بإحياء مستقبلهم الذي أسدل بالكفن، وأثناء سيرهم في ساحة الجندي المجهول كانت أصواتهم تصدح بالقول: "اسمع اسمع يا مسؤول حقي منك راح أطول"، "أنا خريج أربع سنوات رايح جاي ع الوزارات"، بلدي الحرة أوعي تنامي على أبوابك ألف حرامي".

وما أن وصل الشبان إلى مقصدهم حيث وزارة العمل الفلسطينية بغزة وضع الشبان "الخريجين" النعش على أبواب الوزارة في إشارة إلى دعوة المسؤولين لبحث قضيتهم وتوظيفهم وفقاً للأصول بدون محسوبية ووسطات كما يقول الخريجون.

فداء زعرب خريجة خدمة اجتماعية منذ عام 2016 بمعدل ممتاز، تقضي جُل وقتها منذ تخرجها على مواقع التواصل الاجتماعي بحثاً عن وظيفة مناسبة لتخصصها؛ إلا إنها تفشل معللة ذلك بوجود وسطات ومحسوبية لدى الوزارات الحكومية والمؤسسات الخاصة إضافة إلى تفاقم الأوضاع الاقتصادية سواءً كما تقول.

زعرب في العشرينات من العمر تحلم ولا تزال كغيرها من الفتيات بخدمة وطنها "فلسطين" وتقول لمراسلنا بحزن عميق: "قتلوا فينا الحلم وسرقوا منا الوظائف ومنحوها لأبنائهم بدون جهد واجتهاد".

محمد أحمد أبو خليل يختلف عن فداء، فهو حاصل على شهادتين بكالوريوس في "المحاسبة والتعليم الأساسي" ومتزوج ولديه ثلاثة من الأطفال ويقضي أغلب وقته بالنوم بين أطفاله الصغار ويسعى في الصباح للبحث عن عمل في المؤسسات الخاصة والحكومية أملاً في الحصول على وظيفة تساعده في رعاية أطفاله وتوفير لقمة العيش لهم.

أبو خليل الذي بُح صوته أثناء قيادته للخريجين برفع أصواتهم تحت شعارٍ موحدٍ قال لمراسلنا: "أنا خريج لا يُعنيني الانقسام بين فتح وحماس، أريد فقط حقي في وظيفة لأُعيل أطفالي وأرسم مستقبلي الضائع".

"بحثت كثيراً عن وظائف حكومية دون جدوى، وعندما حصلت على بطالة في إحدى المؤسسات الخاصة وجدتُ مديرها يسعى للحصول على جهودي مقابل ثمن قليل يكفي للمواصلات فقط" قول الخريج أبو خليل.

وحصل أبو خليل برفقة أعداد كبيرة من الخريجين على وعود من المسؤولين على مدار السنوات الماضية لتوظيفهم إلا أنهم أخلوا بوعودهم وفقاً لقوله.

ولا يختلف الخريج شادي النقلة كثيراً عن زميله الخريج أبو خليل، سوى أنه غير متزوج، وهذه كفيلة لتخفف الضغط عليه في المطالبة بتوفير لقمة عيش للأطفال.

الخريج النقلة حاصل على شهادتين بكالوريوس "خدمة نفسية، واعلام رقمي" ولا يزال عاطلاً عن العمل يقول لمراسلنا: "رسالتنا إلى المسؤولين كافة في قطاع غزة والضفة الغربية بأن على هذه الأرض خريجون يستحقون الحياة كأبنائكم ويكفينا كذب وخداع".

صاحب الكفن الأبيض النقلة يقول: "لا علاقة لنا بالانقسام بين فتح وحماس نريد العيش بكريمة وأن نبني مستقبلنا وسنظل نطالب بحقوقنا أمام أبواب الوزارات حتى يستجيب المسؤولين".

وفي زاوية أخرى من الاعتصام وأثناء مقابلة تلفزيونية صدح أحد الخريجين بقوة حتى بدت عيناه تدمعان ويقول بصوته مرتفع "لا نريد مغادرة المكان حتى نحصل على وظائف كباقي أبناء المسؤولين أو أن نغادر عبر سيارات الشرطة إلى المعتقلات، فلا كرامة لنا ولا عزة لنا دون الحصول على حقوقنا.

وكشف الخريج عن جروح في كتفه قائلاً: "نحن ندافع عن فلسطين بأرواحنا وأجسادنا وعلى المسؤولين أن يدافعوا عنا بكل قوة وأن يوفروا لنا الوظائف والعلاج حتى نستمر في الدفاع عن الوطن".

وكان بيان للجهاز المركزي للإحصاء أظهر بأن معدل البطالة بين صفوف الخريجين تجاوز الـ55%، حيث يشكل تعداد الشباب مليون و400 ألف في مجتمعنا.

خريجون
خريجون في غزة

جنازة خريج
جنازة خريج
خريجون
نعش خريج

كلمات دلالية