تحليل الممر المائي يحدث أزمة.. هل فشلت جهود إنجاز التهدئة في غزة؟

الساعة 06:48 م|05 سبتمبر 2018

فلسطين اليوم

تزايد الحديث بشكل كبير عن تعثر مفاوضات التهدئة بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة من خلال الوسيط المصري، بسبب ما أسمته بعض المصادر بـ"التخوفات المصرية".

وقالت صحيفة "الأخبار اللبنانية" نقلاً عن مصادر مطلعة، إن "مصر تخشى أنه في حال إنشاء ممر مائي مع قبرص أن يفقدوا ورقة امتيازهم حدود غزة معهم حصرياً، ما يفتح المجال أمام حماس للتوجه إلى وسطاء كقطر وتركيا أو دول أخرى، وهذا ما يؤدي إلى إضعاف الموقف السياسي الذي تحاول القاهرة كسبه في القضية الفلسطينية".

وبحسب الصحيفة، رفضت مصر إقامة ممر بحري بين غزة وقبرص، إذ عرضوا مشروع ممر بحري بديل عن الطرح الأوروبي يصل غزة بميناء بورسعيد، أو الاكتفاء بتوسيع معبر رفح البري، لكن الحركة رفضت الاقتراح المصري خوفاً من تعثر لاحق للعلاقات مع القاهرة أو إلغاء التهدئة مستقبلاً، مشيرةً إلى أن الصحيفة إلى أن هذه النقطة هي التي أدت لتعثر مفاوضات التهدئة.

المحلل السياسي مصطفى الصواف، قال إن الموقف المصري من التهدئة لا يختلف كثيراً عن موقف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، مشيراً إلى أن مصر ترى من عودة عباس إلى قطاع غزة شرطاً للتقدم في مشروع التهدئة.

واعتبر الصواف في حديثه لـ"فلسطين اليوم الإخبارية"، أن "الجانب المصري جزء من المشكلة وليس الحل"، مبيناً أن موضوع التهدئة جُمد كثيراً، ولكن تبقى قدرة الجانب الدولي على إعادة إحياؤه.

ونوّه إلى أن الجانب المصري غير متشجع في ظل المواقف الفلسطينية التي رفضت الممر المائي في الجانب المصري وأصرت أن يكون في قبرص.

وأضاف: "مصر تخشى أن يتم سحب الورقة الفلسطينية من يدها وتريد إحكام الخناق على غزة من خلال أن إنشاء الممر المائي في بورسعيد أو الإسكندرية، وبالتالي تكون متحكمة في كل شيء، من يدخل ومن يخرج وما يدخل وما يخرج، لذا مصر لا تريد أن تفقد الورقة التي يمكن من خلالها أن تعود من خلالها لقيادة المنطقة، والواقع بات يؤكد ذلك".

وتابع الصواف: "على مصر تجنيد الحديث عن التهدئة طالما لم تتحقق المصالحة، فهي على قناعة بأن المصالحة لن تتحقق في ظل وجود محمود عباس على سدة الحكم".

وأوضح أن المجتمع الدولي إذا أراد المضي في مشروع التهدئة بإمكانه أن يضغط على الجانب المصري، فدورها حمل رسائل المجتمع الدولي وليست صاحبة قرار، هي تريد مصالحة وفق رؤية محمود عباس وليس وفق رؤية الفصائل.

من جانبه قال الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل إن "التهدئة ليست موضوع مناورات بل موضوع أولويات، فموضوع التهدئة معلوم إلى أين يذهب؛ بسبب وجود أهداف متضاربة ولا نستطيع أن نتجاهل أن أمريكيا وإسرائيل لديهم مشروع ولديهم أهداف من التهدئة، ولتقليل الأضرار على القضية الفلسطينية نحن بحاجة لمصالحة".

وأوضح عوكل في حديثه لـ"فلسطين اليوم الإخبارية"، أن مصر ستقوم بمتابعة جهود المصالحة من ثم ملف التهدئة، لأن الأطراف كلها لها مصلحة في التهدئة في كل الحالات، مؤكداً أن مصر لن تتخلى عن الملف الفلسطيني بكل تفاصيله.

وأشار إلى أن "إنضاج ملف من الملفات لا يكفي، فإسرائيل أصبحت مهتمة أن ينجز ملف الأسرى، وهو ملف معزول عن التهدئة، لكن كل الملفات أصبحت مرتبطة ببعضها لتشكيل الواقع في غزة في المرحلة المقبلة، وكيف سيكون شكل غزة القادم هل في إطار وطني أو في إطار حركات المقاومة أو في إطار صفقة القرن؟".

وأضاف: "إذا كان موضوع التهدئة سهل جداً يجب أن نذهب جمعياً للأصعب وهو المصالحة وعندها يصبح موضوع التهدئة منجز، ولكن عليك أن تراقب الطرف الإسرائيلي ماذا يفعل، الطرف الإسرائيلي بدأ في مناقشة تمويل قطاع غزة مع عدد من الجهات، لكن بالخطوات الأولية وليس من المشاريع الكبرى التي تغير وجه غزة".

وتابع: "الممر المائي لقبرص لا يعطل تهدئة ولا غيرها، لكن من غير الممكن ونحن كفلسطينيين نقاتل بأرضنا أن تكون سيادتنا خارج الأرض الفلسطينية، إضافة إلى أنَّ الممر البحري بالإضافة لذلك هو ممر ليس حر، وليس لحركة مرور الناس ومسيطر عليه امنياً، ويصبح الموضوع بلا معنى، وموضوع غزة ليس ممرات للبضائع".

وشدد على أن المصريين ليدهم مصلحة في أن تظل مصر بوابة غزة، وأن يظلوا يمسكوا بالملف الفلسطيني، وإنشاء الملف البحري في قبرص لا يؤثر على الدور المصري، الملف الفلسطيني ضخم ولا تستطيع جهة أن تمسك به وحدها.

كلمات دلالية