"الكل تركنا، نحن خائفون"- يديعوت

الساعة 01:29 م|04 سبتمبر 2018

فلسطين اليوم

بقلم: سمدار بيري

(المضمون: في الوقت الذي تبحث في روسيا، سوريا، تركيا وايران في ما يفعلونه، فان سكان سوريا يتمزقون خوفا من حرب وحشية وينتظرون الاسوأ - المصدر).

 

"جعلوا ادلب سلة قمامة بشرية. جلبوا الينا خلايا الارهاب من جبهة النصرة. مخربون من القاعدة. كل من يعارض حكم الاسد. نحن خائفون. واضح لنا أن بعد لحظة ستكون هنا حرب رهيبة. ماذا سيكون مصير عائلتي، الى أين نهرب؟".

 

معتصم فرج، إبن الطائفة السنية، يسكن في احدى القرى في محافظة ادلب في شمال سوريا. هو خريج جامعة ينال رزقه بصعوبة من اشغال مؤقتة. اتصل بي أمس، وهو يعرف أنني اسرائيلية. وأمل أن أفهم على الاقل وضعه. وهو يقول "العالم العربي لا يهمه ما يحدث. لقد فزع ترامب وسحب الجنود الامريكيين. واوروبا لا تتجرأ على التدخل. نحن مكشوفون. فليقوم أحد ما بترتيب الوضع هنا أو أن يخرجونا من هنا".

 

وعندها انقطعت المكالمة. واختفت آثار فرح. لم اتجرأ على أن اعود لاهاتفه خوفا على حياته.

 

يوم الجمعة سيجتمع في طهران الرئيس الروسي فلادمير بوتين، الرئيس التركي اردوغان والرئيس الايراني روحاني. هذا هو لقاءهما الثالث. وهو سيعنى ضمن امور اخرى بموضوع ادلب. كيف سيكون الهجوم؟ ما العمل بالمخربين الذين يبقون على قيد الحياة؟ وماذا سيكون مصير المدينة؟.

 

لقد سبق لتركيا أن اوضحت بأنها تفضل ابقاء الوضع على حاله: لا للتخريب ولا للهجوم. والتخوف التركي واضح: فهم الاقرب الى ادلب وسيضطرون الى فتح الحدود واستيعاب عشرات آلاف اللاجئين. أما ايران وسوريا، والى جانبهما روسيا، فمصممات على "تطهير ادلب من الارهابيين". اردوغان سيدعي يوم الجمعة بأنه لم يعد مكان في بلاده للاجئين. ولكنه يعرف أنه اذا كان بوتين يريد ابادة الثوار من اجل الاسد، فصوته سيضيع.

 

لقد بعثت الامم المتحدة بتحذير حاد من أن الهجوم على ادلب سيتسبب بهرب أو موت مليون انسان. روسيا وتركيا تديران مفاوضات مع قيادة الثوار في محاولة للاعفاء من الهجوم، ولكن من المشكوك فيه أن يستسلموا دون معركة. وقال لي معتصم "أنا لست مشاركا. أنا مسؤول عن عائلتي التي تضم 24 شخصا، بينهم تسعة شبان. ليس لنا مكانا نختبيء فيه ونحن لا نعرف متى وأين ستفتح النار على ادلب".

 

يفترض بلقاء يوم الجمعة ايضا أن يكون نوعا من احتفال النصر لسوريا وحلفائها. ولكنه سيكون اجتماعا يتضمن محاولة من كل طرف لتحقيق اقصى مصالحه في الدولة. وفي غضون اسبوع وصل مسؤولان ايرانيان الى دمشق للقاء الرئيس بشار. وزير الدفاع امير خاتمي، أول الزائرين، اطلق تصريحات عن اعادة بناء سوريا وبناء المدن والقرى المدمرة. ولكن وكالة أنباء في روسيا افادت بأن خاتمي جاء كي يوثق العلاقات العسكرية – الامنية بين طهران ودمشق. لقد كان هذا، بقدر لا بأس به، الرد الايراني على التصريحات في القدس وفي موسكو عن تحريك القوات الايرانية. فاسرائيل تطالب باخراج المقاتلين الايرانيين من سوريا. أما روسيا فتعد بابعادهم عن هضبة الجولان حتى 80 كم داخل سوريا، ولكن زيارة خاتمي الى دمشق جاءت لتضمن "أننا باقون".

 

وأمس وصل وزير الخارجية الايراني جواد ظريف. لم يسبق أن كانت زيارتان لمسؤولين ايرانيين الى الاسد في غضون وقت قصير بهذا القدر. فايران تفعل كل شيء كي تضمن ألا يكسب الروس وحدهم من دعم سوريا.