لغة التهديد والشروط قائمة

غموض نتائج جلسات التهدئة والمصالحة يربك الساحة ويطلق العنان "لإسرائيل" لوضع السيناريوهات

الساعة 12:27 م|02 سبتمبر 2018

فلسطين اليوم

لم يرشح عن اجتماع المخابرات المصرية بالرئيس محمود عباس أمس السبت، أي تسريبات بشأن ما تم بحثه لتحريك ملفي المصالحة والتهدئة المتوقف منذ عدة أيام، وخاصة بعد رد حركة فتح على الورقة المصرية للمصالحة  والطلب من قادة الفصائل في غزة بتأجيل زيارتهم للقاهرة لعدة أيام .

مباحثات القاهرة التي جرت بين وفدي حركة فتح والمخابرات المصرية في القاهرة الأسبوع الماضي، قلبت كافة المعايير، رغم الاتفاق المسبق بين كافة الفصائل في غزة على ضرورة التوصل إلى اتفاق تهدئة مقابل رفع للحصار، وتأجيل بحث المصالحة في حال مماطلة حركة فتح التي رفضت بشدة اتفاق التهدئة من الاحتلال وأن يكون بديلاً للمصالحة، أو أن تكون بعيدة عن رئاسة مباحثات التهدئة ، وهو ما رفضته حماس.

حالة المد والجزر التي تشهدها مباحثات القاهرة بشأن ملفي التهدئة والمصالحة أعادت المواطن الغزي إلى المربع الأول، وخاصةً بعد غياب المعلومات بشأن رفع الحصار مقابل تهدئة  .

عباس يشترط مجدداً

مصادر إعلامية مطلعة، أكدت أن مصر طمأنت الرئيس عباس أنها لن تقبل إلا بعودة السلطة لغزة ، وإشرافها على ما يجري ،  وسط إصرار من الأخير على أنه لن يقبل إلا بالتمكين الشامل في غزة، و لن يتسامح مع محاولات حماس فصل الضفة عن غزة، وسيتخذ قرارات صعبة.

وقالت المصادر:"أن الرئيس عباس سيزور القاهرة للقاء السيسي قبل توجهه لنيويورك لحضور اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة" .

وكان الرئيس محمود عباس استقبل ، ظهر أمس السبت، بمقر الرئاسة في مدينة رام الله، وفد المخابرات العامة المصرية برئاسة الوكيل عمرو حنفي، يرافقه عدد من المسؤولين في قيادة المخابرات العامة المصرية.

ونقل الوكيل عمرو حنفي، التأكيد على موقف مصر الثابت في دعم الشعب الفلسطيني ونضاله من أجل إنهاء الاحتلال وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.

وأكد على استمرار الرعاية المصرية لجهود إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة من أجل تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية في إطار الشرعية الفلسطينية ، وتجنيد كافة طاقات الشعب الفلسطيني من أجل حماية قضيته الوطنية وتحقيق آماله في الحرية والاستقلال.

سيناريوهات الاحتلال في حال الفشل

أما موقع "واللا" العبري فقال أن جيش الاحتلال سيبحث احتمالات ما ستؤول إليه الأمور في غزة بعد رفض حركة "فتح" محادثات التهدئة التي تُجريها القاهرة مؤخرًا مع الفصائل الفلسطينية.

وأوضح الموقع أن من بين تلك الاحتمالات أن تتجه الأمور نحو جولة جديدة من التصعيد، في حال رفض حركة فتح اتفاق التهدئة وفرض مزيدٍ من العقوبات على غزة، زاعما أن حماس ستدفع إلى زعزعة استقرار المنطقة الحدودية أو إطلاق الصواريخ نحو دولة الاحتلال.

وقال: "حدوث سيناريو مماثل سيدفع بالجيش إلى توجيه ضربة عنيفة لحماس، لتدفيعها الثمن أو خوض عملية واسعة النطاق"

وأشار إلى أن قائد هيئة الأركان في الجيش "غادي آيزنكوت" تفقد أمس الأحد ما تسمى قيادة المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال للاطلاع على جاهزية الوحدات العسكرية المختلفة "حال عدم تحقق التسوية مع حماس في غزة".

وبين الموقع أن أمام السلطة الفلسطينية خياران؛ "إما قبول التهدئة وما تحمله من هدوء طويل الأمد، أو رفض الرئيس محمود عباس لها بالطرق الدبلوماسية عبر وضع العقبات أمام حماس كجزء من رد متدحرج على الاتفاق ويشمل تقليص آخر على رواتب الموظفين وتقليص خدمات البنى التحتية في غزة"

مضطرين للبحث عن بدائل

قال القيادي في حركة حماس، أحمد يوسف، إنه حتى الآن لا يدعى أحد بأنه أطلع أو يمتلك تفاصيل عما يسمى بـ "صفقة القرن"، مشيرا إلى أن الفلسطينيين يتعاملون مع عروض في سياق المجهول، وأن من لديه اضطلاع على حجم المؤامرة فليعرضها على الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن حماس تريد أن تستقر الأوضاع في قطاع غزة.

وأضاف يوسف"، أن السلطة الفلسطينية قالت إنها على اطلاع على صفقة القرن، مؤكدا أنه حتى الأطراف العربية التي جرى التشاور معها أمريكياً لديها أية قراءة أو رؤية لـ"صفقة القرن"، ورأى أنه لا يجب أن تبقى "صفقة القرن" حجر عثر أمام محاولة الوصول إلى تسوية من أجل انقاذ الحالة المعيشية والانسانية في غزة طالما أن تفاصيلها غير معلومة.

وأوضح يوسف، أن "صفقة القرن" تبقى مجهولة لكن حماس لن تبقى رهينة لتهديدات هذا المجهول، بأن أي خطوات تتخذ للتخفيف عن أهالي القطاع تأتي في سياق تلك الصفقة، مؤكدا أنها مجرد مناكفات سياسية، ومن يطلقون الاتهامات من رجالات السلطة يؤكدون عدم اطلاعهم على تلك الصفقة ، ونحن مضطرين للبحث عن خيارات وبدائل للاستعانة بمصر أو أي جهات يمكنها أن تساهل في التخفيف من هذا الحصار الضارب على القطاع.

وكانت تصريحات سابقة للسنوار أكد خلالها على ان رد حركة فتح على الورقة المصرية؛ وهو أسوأ من ردهم على الورقة الأولى".

وأشار إلى أن "مصر مستعدة للاستمرار في جهود التوصل للتهدئة في غزة حتى لو لم تنجز المصالحة".

وحذر يحيى السنوار، رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس من فرض عقوبات جديدة على قطاع غزة قائلًا: "أبو مازن سيخسر كثيرًا إن فرض عقوبات جديدة على غزة، لأنه سيعزز تجاوزه".

وتابع: "أي عقوبات جديدة بمثابة تكسير للأواني وكسر لقواعد اللعبة، وعليه سيكون ردنا مغايرًا".

مهما كانت التصريحات والمباحثات التي جرت خلال اليومين الماضيين ، يبقى سكان قطاع غزة في حالة انتظار لاختراق أي من الملفين وسط حالة من الإحباط بعد التفاؤل الذي افقهم طوال عيد الأضحى وما تم تداوله قبلها بشأن انتهاء اتفاق التهدئة مقابل رفع الحصار ووضع اللمسات الأخيرة ، لتضع تهديدات السلطة بفرض عقوبات جديدة على غزة في حال التوصل لاتفاق تهدئةً حداً لتفاؤلهم السابق .

 

كلمات دلالية