ما السيناريو المتوقع بعد قرار واشنطن قطع المساعدات عن "الأونروا"؟

الساعة 11:46 ص|01 سبتمبر 2018

فلسطين اليوم

حالة من الغليان تشهدها مرافق وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في المناطق الخمس بعد القرار الأمريكي بوقف كامل مساعداتها التي تقدر بـ350 مليون دولار خشية من أن تُصيبهم لعنة التقليصات التي تشهدها الاونروا منذ عدة أشهر.

فقد توقع مختصون في شؤون اللاجئين الفلسطينيين أن تواصل الاونروا تقليصاتها لتشمل كافة المرافق والبرامج الصحية والتعليمية والاغاثية إلى جانب وقف برنامج الطوارئ بالكامل إذا استمر العجز المالي ولم تستطع الدول المانحة من تعويض وقف المساعدات الامريكية.

وكانت الخارجية الامريكية أعلنت مساء الجمعة بشكل رسمي وقف جميع دعمها المالي لجميع مؤسسات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، "الانروا"، وقالت الخارجية الامريكية في بياناها بانها ستبحث مع الامم المتحدة ودول أخرى عن سبل اخرى.

رئيس الجمعية العمومية في اتحاد موظفي العرب محمد الغرة، توقع أن تشهد الأونروا تقليصات كبيرة جداً تطال جميع البرامج الصحية والتعليمية والاغاثية التي تقدم للاجئين الفلسطينيين في المناطق الخمس إذا استمر العجز المالي في الأونروا.

وأكد الغرة في تصريح لـ"فلسطين اليوم الإخبارية"، ان السيناريو المتوقع بعد وقف الإدارة الأمريكية لمساعداتها المالية للأونروا هو تقليصات جديدة ستطال المساعدات الاغاثية والتعليم والصحة مما يشكل خطراً كبيراً على قضية اللاجئين ويزيد الأمور تعقيداً.

ويأمل رئيس الجمعية العمومية في اتحاد موظفي العرب، حل المشكلة من خلال المؤتمر القادم في المملكة الأردنية والتي ترعاه اليابان بمشاركة من تركيا والاتحاد الأوروبي، متوقعاً أن يشهد المؤتمر تبرعاً سخياً لحل أو تخفيف الازمة الحالية.

وعن مواجهة وقف المساعدات الأمريكية قال: "القرار كبير وبحاجة إلى جهد كبير من الجهات المسؤولة كافة سواء من الحكومة أو من الدول العربية أو الأوروبية إضافة إلى تحرك كبير وفاعل من النقابات والفصائل والمجتمع المدني.

وفيما يتعلق فعاليات الاتحاد قال: "إن الاتحاد لا يستطيع وحده مواجهة القرار الأمريكي، خاصة وأنه يقاتل منذ عدة أسابيع لحل مشكلة 1000 موظف دون التوصل لحل حتى اللحظة فما بالك إذا توسعت بقعة الزيت لذلك الأمر يتطلب وقفة من الكل الفلسطيني.

فيما يرى الباحث والمختص في شؤون اللاجئين سمير أبو مدلله، أن تقليصات كبيرة سيشهدها برنامجي التعليم والصحة خلال الأيام القادمة إذا لم تتمكن إدارة الاونروا من تعويض العجز المالي الكبير الذي تركته الولايات المتحدة الامريكية.

وأكد أبو مدلله لفلسطين اليوم، أن أوضاع اللاجئين غاية في الخطورة خاص وأن القرار الأمريكي يأتي في سياق تنفيذ (صفقة القرن وإلغاء الأونروا وإعادة تعريف اللاجئين) وكافة هذه الأمور مخالفة للاتفاقيات الدولية.

وقال: "إن معركتنا ليست مع وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الأونروا بل معركتنا مع الدوال المانحة، لذلك من غير المعقول أن يكون هناك 160 دولة مانحة ولا تستطيع سد العجز المالي للأونروا لذلك على الوكالة ان تتوجه إلى الأمم المتحدة لأنها منظمة غير دائمة في الام المتحدة للمطالبة بموازنة استثنائية من الأمم المتحدة لمواصلة عملها".

وشدد أن مواجهة القرار الأمريكي بحاجة إلى تحركات فورية من كافة اللاجئين والقوى رفضاً للقرار الأمريكي، ولدفع الدول المانحة بتقديم المساعدات الاغاثية، مبيناً أن تحرك اللاجئين في الأردن بمسيرات شعبية سيكون أقوى التحركات لأن عددهم كبير جداً.

وأشار إلى أن حالة الغليان التي تشهدها كافة مرافق الوكالة ناجمة عن خشية الموظفين من وصول التقليصات اليهم تمهيداً لإلغاء الوكالة الدولية التي أنشأت لإغاثة الفلسطينيين اللاجئين بعد الاحتلال الإسرائيلي.

وفي اول أيام العام الدراسي الجديد لعام 2018-2019 شهد قطاع غزة اغلاق بعض مدارس الاونروا من قبل أهالي الطلبة احتجاجاً على طرد أبنائهم من المدارس بحجة انهم مواطنين، ووفقاً لأولياء الأمور، فتتذرع "الأنروا"، أن الأزمة المالية هي السبب الرئيسي حيث تقتصر خدمات "الأونروا" على الطلاب اللاجئين فقط، فيما يعاني الأهالي من أن بعض المدارس بعيدة عن أماكن سكناهم، فيضطرون لتسجيل وتدريس أبنائهم في مدارس "الأونروا".

وفي تصريح صحفي للمتحدث باسم الأونروا سامي مشعشع صباح اليوم السبت قال:" نؤكد أن خدماتنا الصحية والتعليمية والإغاثية والإقراضية والطارئة مستمرة ولن توقف بما فيها رواتب 30 ألف موظفا، رغم القرار الأميركي وإن تأثرت هنا وهناك".

وأشار مشعشع إلى أن "الجهود مفتوحة أمام العالم للحصول على التمويل، والقرار الأميركي لن يزيدنا إلا إصرار على حشد الموارد المالية والاستمرار بخدماتنا".

وأردف مشعشع:" هناك دعم سياسي ومالي من آخرين مكننا من فتح مدارسنا والاستمرار بخدماتنا"

وفي ذات السياق رفضت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين في الشرق الأدنى (الأونروا) القرار الأمريكي، قائلة: "القرار مخيب للآمال ومثير للدهشة".

وقال كريس جانيس المتحدث باسم الأونروا في سلسلة تغريدات على تويتر "نرفض بأشد العبارات الممكنة انتقاد مدارس الأونروا ومراكزها الصحية وبرامجها للمساعدة في حالات الطوارئ بأنها معيبة بشكل لا يمكن إصلاحه".

كلمات دلالية