خطة مرورية لمواجهة حوادث السير

الساعة 01:21 م|30 أغسطس 2018

فلسطين اليوم

أظهرت النتائج عن مسببات حادث السير الذي وقع في مدينة الخليل، يوم أمس الأربعاء، أن السيدة التي كانت تقود المركبة فقدت السيطرة عليها عند منعطف.

وأصيب في الحادث الذي وقع بجبل أبو رمان، 14 طالبا وطالبة، وصفت حالاتهم ما بين الطفيفة والمتوسطة، ومنها بسبب الهلع والخوف مع وجود بتر بأطراف إحدى الطالبات.

وكل يوم هو فصل جديد من المعاناة على الطرقات والشوارع داخل وخارج المدن الفلسطينية، جراء حوادث السير خاصة المميتة منها، ومن بين أسباب عديدة يظل عامل السرعة وعدم التقيد بمعايير السلامة المرورية السبب الرئيسي في وقوع هذه الحوادث.

وشهدت الكثير من محافظات الضفة خلال العام الحالي ارتفاعا ملحوظا في عدد حوادث السير، آخرها حادث الدعس الذي تعرضت له طالبات إحدى مدارس الخليل أمس الأربعاء، في أول أيام العام الدراسي الجديد.

وخلال الأسبوع المنصرم في أيام عيد الأضحى المبارك، لقي ثلاثة أشخاص مصرعهم، وأصيب 160 آخرون بجروح، وصفت إصابة 8 منهم بالخطيرة، و18 بالمتوسطة، و134 بالطفيفة، جراء 197 حادث سير وقع في مختلف محافظات الضفة.

وتتصدر محافظة الخليل جنوب الضفة الغربية أعلى معدلات حدوث حوادث سير منذ مطلع العام الحالي وحتى تاريخ اليوم، أسفرت عن مصرع 24 مواطنا.

ونظرا للارتفاع الملحوظ في عدد حوادث الطرق ومع بداية انطلاقة العام الدراسي الجديد، وللتقليل من نسبة حوادث السير، صدرت تعليمات من اللواء حازم عطا الله مدير عام الشرطة، لإدارة المرور لوضع خطة تضمن تحقيق سلامة مرورية أكبر على الطرق، وتؤمن تنقل المواطنين بجو من الأمن والطمأنينة والهدوء خاصة لطلاب المدارس.

ويتحدث مدير عام شرطة المرور العقيد أبو زنيد أبو زنيد عن تفاصيل هذه الخطة لمراسلة "وفا"، قائلا: "التركيز في هذه الحملة على وضع حزام الأمان من قبل السائقين والركاب على حد سواء داخل وخارج المدن، وعدم استخدام الهاتف النقال أو وسائل الاتصال أثناء السير على الطرق، والتجاوز الخاطئ والسرعة الزائدة والدخول بعكس اتجاه السير، إضافة إلى عدم اتخاذ إجراءات السلامة العامة في مركبات النقل العام والحافلات، وقطع الإشارة الضوئية وهي حمراء".

وأعلن أبو زنيد أن البدء بتطبيق الخطة المرورية سيكون بتاريخ 1-9-2018.

ويضيف: لم نستحدث في هذه الخطة جريمة أو عقوبة، جميعها منصوص عليها في قانون المرور الفلسطيني رقم 5 لسنة 2000، وهي مخالفات معاقب عليها إما بالغرامة أو المحكمة، بمعنى كل من يخالف سيمثل أمام النيابة العامة التي تحيله للقضاء والمحكمة المختصة من أجل تحقيق ما يسمى بغاية الردع الخاص، فيها نوع من الزجر حتى لا يعود مرة أخرى للمخالفة في المستقبل".

ويبين أبو زنيد أن قضية حزام الأمان سواء داخل المدن أو خارجها، يعتبر من الضرورات في السياقة، وهذا ثابت حول العالم، هذه المسألة لا تكلف الكثير من الوقت أو الجهد، فقط هي عنوان وانضباط والتزام يجب على السائق أن يتقيد به، تفاديا للإصابات والتخفيف من خطورتها والتي قد تحدث خلال وقوع حادث، ويصاب به كل من السائقين والركاب في المقاعد الأمامية والخلفية، بإصابات تصل ما بين تهشم في الرأس والجمجمة وكسر العنق إذا كان صغيرا في السن، حتى لو كانت السيارة تسير بسرعة 30-40 كيلومترا في الساعة.

ووقع هذا العام 3597 حادث مرور حتى اليوم، تسبب في وفاة 91 مواطنا، حسب إحصائية إدارة المرور التي بينت أن العدد ازداد بشكل كبير عن العام الماضي الذي سجل (7686) حادثا أسفر عن مصرع 73 شخصا.

ويقول أبو زنيد: "وجدنا أن الفاصل المشترك للحوادث هو عدم اتخاذ ما يلزم من إجراءات السلامة على الطرق، بمعنى أن السائق يهمل في بعض الجوانب من اتخاذ الحيطة والحذر أثناء الحركة، وبالتالي يكون عرضة للحوادث، ويكبدنا ويكبد مجتمعنا الكثير من الإصابات والوفيات والخسائر المادية الكبيرة".

ويضيف: "مع بالغ الأسف نعتبر هذا العام وبالا على السلامة المرورية ويلقي بكثير من الألم والحسرة على مجتمعنا، هناك زيادة 18 حالة وفاة عن السنة الماضية، ونحن ما زلنا في الثلث الثاني من العام، وهذا مؤسف، وبالتالي كان دافع أن نتحرك بهذا الاتجاه ونعمم السلامة المرورية أكثر، ونوصل رسالتنا من خلال الإعلام الرسمي والأهلي، ليأخذ دوره معنا في إطار رسالتنا لكل سائق".

ويؤكد أن حوادث السير غير مقصودة وإنما لها أسبابها ودائما هي نتيجة مخالفات مرورية، ومن هنا بدأت إدارة المرور في التشديد على تطبيق القوانين، موضحا أنه تم زيادة المخالفات بحق المخالفين عن العام الماضي بـ15 ألف مخالفة، حيث وصل عدد المخالفات التي تم تحريرها حتى اليوم (110000) مخالفة، فيما العام الماضي ولنفس الفترة تم تحرير 95500 مخالفة.

ويقول رغم هذا العدد من المخالفات إلا أن عدد الحوادث بازدياد ونواجه معضلة في معالجة هذه الأزمة.

ويهيب أبو زنيد بالمواطنين إلى التقيد والالتزام لتكون عودة آمنة للجميع بلا حوادث ومآسي.

كلمات دلالية