روسيا – من قوة عظمى عسكرية الى قوة عظمى جغرافية سياسية- معاريف

الساعة 12:56 م|29 أغسطس 2018

فلسطين اليوم

بقلم: ليئا ليندمان

 (المضمون: رغم ما هو كفيل بان يبدو كانسحاب امريكي من الساحة السورية، فان الولايات المتحدة لا تزال هي القوة العظمى الاقوى في المجال - المصدر).

في ما يبدو كرهان محسوب ومنظم جيدا أعلنت روسيا عن استعدادها للمناورة العسكرية الاكبر لها منذ أربعين سنة – منذ الحرب الباردة. فالمناورة الهادئة، فيستوك 2018، هي على اي حال استعراض للعظمة والقوة العسكرية الروسية (وربما فرصة للكشف عن قدرات عسكرية جديدة)، ولكنها بالاساس استعراض للعظمة والقوة الجغرافية السياسية لها.

كما ستشارك في المناورة ايضا قوات وطائرات صينية باعداد قليلة نسبيا، ولكن الاساس هي الرسالة، ولا سيما للولايات المتحدة وحلفائها. على خلفية الحرب التجارية الجارية بين الولايات المتحدة والصين يبني بوتين مدماكا آخر في لوحته السياسية ويجند دعم بيجين، ضمن امور اخرى في المعركة على ادلب.

وبالتوازي تنشر روسيا اكثر من عشر سفن حربية وغواصتين في البحر المتوسط على خلفية استعداد القوات المختلفة للمعركة على محافظة ادلب. وتشرح روسيا هذا الانتشار، الاكبر لها حتى الان، بحجة ان قوات غربية تحاول التخريب على الجهود الروسية لانهاء المعارك.

منذ بداية التدخل الروسي في سوريا اظهرت روسيا نجاحات عسكرية. لا جدال في أنها تحتفظ باوراق مساومة في الدولة، ولكن موسكو لم تستخدمها بعد لتحقيق نجاحات دبلوماسية.

صحيح أنه يوجد تحالف بين روسيا، ايران وتركيا، ولكنه يقوم على اساس مصالح تكتيكية ضيقة بينما المصالح الاستراتيجية لهذه الدول لا تتطابق بل واحيانا تتناقض الواحدة مع الاخرى، مثلما بالنسبة للمعارضة التركية للهجوم في ادلب.

واجب البرهان على روسيا. فرغم موقعها الاستراتيجي في المنطقة، ورغم ما هو كفيل بان يبدو كانسحاب امريكي من الساحة السورية، فان الولايات المتحدة لا تزال هي القوة العظمى الاقوى في المجال. ويثبت التدخل الروسي في سوريا بان فلاديمير بوتين يعتزم محاولة تغيير ميزان القوى وان خطواته الاخيرة هي تصريحات نوايا واضحة بان روسيا مستعدة لاستعراض قوة عظمى جغرافية سياسية.

كلمات دلالية