الأردن قلقة

امريكا في حرب طاحنة خلف الكواليس لإنهاء الاونروا و3 دول عربية تتدخل

الساعة 08:42 ص|29 أغسطس 2018

فلسطين اليوم

تشنّ الإدارة الأمريكية الحالية حربا واسعة النطاق خلف الستارة والكواليس لإنتاج واقع موضوعي يلغي تماما وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ويخرجها من الخدمة.

ومع تكثيف بعض الجهود العربية في الرد والتصدي والمواجهة، استعرت ملامح هذه المعركة الدبلوماسية على أكثر من نحو أخيرا، ومن المرجح أن يكون ملف وكالة «الأونروا» في طريقه للنقاش على مستويات دولية بعد إنضاج موقف عربي موحد يدعم خيارات الهجمة الأمريكية على الوكالة إذا ما تطلب الأمر.

الأردن والسلطة الفلسطينية وحدهما بصورة رئيسية حتى اللحظة في مضمار هذه المواجهة المستعرة.

والموقف الأمريكي وراء الكاميرات والإعلام يصف الأونروا بأنها «مجرد وهم لم يعد له مبرر».

أما الموقف الأوروبي فهو ميال للإبقاء على الوكالة ودفع المزيد من المال لمواجهة مخاوف إفلاسها وتوقف خدماتها، لكن دون مواجهة مباشرة مع إدارة الرئيس دونالد ترامب، في إيحاء يشير إلى أن بعض الدول الأوروبية سيعزز واردات الوكالة المالية، لكنها هذه الدول ليست بصدد تعويض العجز المالي الناتج عن امتناع الأمريكيين فجأة عن توفير ودفع المخصصات التي التزموا بها لعدة عقود.

النقاش حول هذا الملف الحيوي والحساس وصل خلال الساعات القليلة الماضية إلى تقدم الجهات الأمريكية بما يمكن وصفه بعرض خطير وخبيث للغاية، قوامه اقتراح البحث في أن تُدفع المخصصات المالية المطلوبة للحكومة الأردنية، وليس للوكالة أو الفلسطينيين.

السيناريو الأخير رفض الأردن حتى نقاشه أو التداول فيه، وفقا للمصادر المطلعة، بسبب الهواجس والمخاوف التي يثيرها الموقف الأمريكي على صعيد حقوق العودة والتعويض عبر بوابة الأونروا.

بالنسبة للأردنيين لا تتعلق مسألة الأونروا بتلك الخدمات، التي يحذر المفوض العام للوكالة من أنها ستتوقف، بقدر ما يتعلق أيضا بالمؤشرات الخطيرة على الأسس القانونية لحقوق العودة والتعويض، الأمر الذي يدفع عمان ورام الله للتحرك معا في اتجاه التأسيس لموقف دولي يحتوي أو يعارض التوجه الأمريكي.

في الحسابات السياسية لا يتم النظر لملف وكالة الغوث باعتباره اجتماعيا أو معيشيا بل هو سياسي أيضا بامتياز، والإدارة الأمريكية أبلغت الأردن والسلطة الفلسطينية أنها لن تدفع أكثر مما دفعته لصالح تشغيل الأونروا وبأن قرارها بالخصوص قطعي ونهائي.

الخزينة الأمريكية كانت قد دفعت 60 مليون دولار فقط أخيرا من أصل 350 مليونا كانت تدفعها بالعادة، وبنسبة 40 ٪ من ميزانية البرامج والطوارئ في وكالة الغوث.

توقف المبلغ المالي الأمريكي المفاجئ أربك جميع الأطراف، ونسبة العجز في ميزانيات الوكالة تبلغ 217 مليون دولار.

ثلاث دول خليجية التزمت حتى اللحظة بدفع 50 مليون دولار لكل منها، وهي قطر والإمارات والسعودية، لكن هذا المبلغ لا يكفي لمعالجة كامل العجز للعام الحالي.

ومخاوف اللجان الأردنية الفلسطينية المشتركة في السياق لا تتعلق بالعام الحالي فقط بل بالأعوام المقبلة، والأهم بالمؤشرات الأمريكية الخبيثة والعميقة التي تصف الوكالة بأنها تعبير عن الوهم وتتحدث عن إيقافه.

الخيارات أمام الدبلوماسية العربية ليست متعددة، لكن من بينها الاتفاق مبدئيا على حشد الدعم المالي والسياسي لبقاء الأونروا بعيدة قدر الإمكان عن عين العاصفة الأمريكية في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، والبحث في احتمالية الدعوة لاجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب على هامش اجتماعات الدورة العادية المقبلة للجامعة العربية.

كلمات دلالية