فرصة تاريخية- معاريف

الساعة 12:42 م|28 أغسطس 2018

فلسطين اليوم

بقلم: البروفيسور آريه الداد

(المضمون: بسبب النظرة قصيرة المدى لقادة جهاز الامن الاسرائيلي قد يفوق فرصة نادرة لتغيير عميق وجذري لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين - المصدر).

 

منذ 29 تشرين الثاني 1947، يخيل أن الامم المتحدة تجتهد بكل قوتها لان تعرب عن الندم على هذا القرار. فمؤسساتها ومنظماتها تعنى اساسا بالشجب، بالاستنكار، بتزوير التاريخ وباكاذيب علنية وخفية. ونحن نسلم بها بفهمنا أن للعرب أغلبية تلقائية في الجمعية العمومية وفي منظمات الامم المتحدة.

 

ولكن أساس مساهمة المنظمة في تخليد النزاع بين اليهود والعرب في بلاد اسرائيل هو من خلال الاونروا. فقد اقيمت الوكالة لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين، اولئك الذين هربوا من البلاد في 1948 بعد ان فشلت محاولتهم لتصفية دولة اسرائيل الشابة. ولكن بدلا من الاهتمام بتأهيل اللاجئين، اصبحت الوكالة قوة تحريك وتغذية التعليم على الكراهية والتحريض وجهاز التأهيل الايديولوجي لمنظمات الارهاب. 70 سنة والامم المتحدة تدعمهم، تزيف وتضخم اعدادهم، تعالج مرضاهم وتقيم لهم شبكة كبرى من المدارس، ليست سوى دفيئات لتنمية جيل المخربين التالي. هكذا سنة بعد سنة. يتعلمون في مدارس الامم المتحدة بان كل البلاد لهم، وقريبا سيطردون اليهود من هناك. لقد سبق ان كتب هذا الف مرة ولكن يجدر بان يقال مرة اخرى: الاونروا هي وكالة اللاجئين الوحيدة في العالم التي مكانة اللجوء فيها خالدة. اللاجيء وكل أنساله وأنسال أنساله سيتمتعون الى الابد بمكانة اللجوء وبالاغاثة، دون أي محاولة لاعادة التأهيل – وكل ذلك من أجل تربية جيل وراء جيل من المخربين الذين سيأتون لقتل اليهود على امل طردنا من هناك. عشرات ملايين اللاجئين في العالم اسكنوا وأعيد تأهيلهم منذ الحرب العالمية الثانية. باستثناء اللاجئين الفلسطينيين. من نصف مليون اصبحوا خمسة ملايين. لان الاونروا ليست منظمة انسانية – بل منظمة داعملة للارهاب. وتطالب اسرائيل منذ سنوات بتفكيك هذه المنظمة، ولا من سامع.

 

ولكن في هذه الايام تماما غيرت الولايات المتحدة سياستها علنا. فادارة ترامب تعلن عن نيتها ان تلغي (من ناحيتها) مكانة اللاجيء لمعظم "اللاجئين" الفلسطينيين، نحو خمسة ملايين، وابقائها فقط لنحو خمسمائة الف، وكذا تمويلهم وفقا لهذا التقليص العددي أيضا. ولما كانت الولايات المتحدة هي المتبرعة الاساس للاونروا، فمعنى التقليص هو خنق الوكالة. لعل الاوروبيون يتجندون لان يزيدوا مساهمتهم قليلا، ولكن هم ايضا سيملون.

 

نحن نقف امام فرصة تاريخية لاصلاح عميق وجذري لـ "مشكلة اللاجئين". ولكن انظروا العجب: من تجند فجأة لانقاذ الاونروا؟ جهاز الامن الاسرائيلي. منذ سنين وهم المدافعون الخفيون لداعمي الارهاب اولئك. حساب جهاز الامن هو الجدوى للمدى الفوري من أجل الحفاظ على الهدوء ومنع الاضطرابات. يريدون ان يكون احد ما يطعمهم ويعالجهم حتى لو كان يحرض ضدنا ويربيهم على الحرب علينا. فالحرب هي عمل للمستقبل، والاضطرابات – الغد. لا يريدون انتفاضة اخرى، وهذه المرة في ورديتهم، ولهذا فهم يضحون بالمستقبل والهام من أجل الحاضر والعاجل. من حيث المبدأ مثلما يقولون في الجيش، من حيث المبدأ هم مع تصفية الاونروا، ولكن ليس الان. ربما بعد خمس سنوات. ولا يوجد وزير دفاع او رئيس وزراء يضرب على الطاولة ويدعو جهاز الامن الى النظام ويقول للجيش وللمخابرات وللادارة المدنية: انتبهوا – هذه أوامر! مغلق الاونروا! لانهم هم ايضا يغطون القفى.

 

بسبب هذا الجبن، فان هذه النظرة قصيرة المدى من جانب قادة هذه الاجهزة، من شأننا ان نفوت فرصة تاريخية. حان الوقت لتغيير قواعد اللعب حيال الامم المتحدة. في هذه الايام هناك وردية احتجاج وتوقيع على عريضة امام قصر المنوب في القدس للمطالبة بان تعترف الامم المتحدة بسيادة اسرائيل في القدس او أن تنصرف من هناك. كل واحد من القراء يمكنه ان يوقع. يمكن لهذا ان يكون الدعم الشخصي من جانبنا للصراع ضد الامم المتحدة ومؤسساتها في منطقتنا. كلما تخلصنا منهم في وقت أقرب – يكون افضل.

كلمات دلالية